دير مار يوسف- جربتا، ضريح القدّيسة رفقا – الذاكرة إن حكت

جربتا- البترون

يبعد عن بيروت \: 52 كلم بينما يرتفع عن سطح البحر : 350 م. طريقة الوصول إلى الموقع يمكن الوصول إليه من بيروت، عبر جونيه، جبيل، عمشيت، ثمّ جسر المدفون صعودًا نحو راشانا، سمار جبيل، جران، ثمّ مفرق دير مار يوسف- جربتا، أو من طرابلس، عبر شكّا، البترون، بجدرفل، كفيفان، ثمّ دير مار يوسف- جربتا. معلومات عامّة بني هذا الدير في عهد الأم أورسلا ضومط عام 1897، في وادي قرية جربتا، على اسم القدّيس يوسف، واستُكمِلت بعد ذلك أعمال البناء والترميم في الدير. يبعد عن الطريق العام حوالى 3 كلم، وعن جسر المدفون حوالى 12 كلم، وعن العاصمة بيروت حوالى 52 كلم، يرتفع عن سطح البحر حوالى 350 م. تحيط به الجبال، كما يطلّ على البحر ووادي مار يوحنا الحبيب. يعود هذا الدّير إلى الرّاهبات اللبنانيّات المارونيّات، والقدّيسة رفقا هي إحدى مؤسِّساته الستة. يتبع الطّقس الليتورجيّ المارونيّ. يضمّ حوالى 30 راهبة يعشن الحياة الديريّة المشتركة بحسب قوانين الرهبانيّة وما تسمح به من رسالة داخل الدير وقربه. بناؤه عبارة عن حجر قديم، رُمِّمَ مرّات عديدة.

محاط بأشجار الصنوبر والسّنديان والزّيتون والتّين، والكرمة. محيط الدّير منطقة زراعيّة، سكّانها من المسيحيّين الموارنة. بعد إعلان رفقا قدّيسة عام 2001، بدأ العمل على بناء مركز روحيّ وبازيليك على اسمها، ولا يزال العمل بها مستمرًّا، وهي تُبنى من إحسانات المؤمنين والزوّار.

كذلك أنشأت مدرسة لتعليم الموسيقى، وجوقة القدّيسة رفقا للكبار والصغار، لتساعد الراهبات في الخدمات الروحيّة والزمنيّة أثناء الأعياد الكبرى والمناسبات، واحتفالات تذكارات القدّيسة رفقا. أماكن للزيارة يفتح مزار ضريح القدّيسة رفقا أبوابه أمام الزوَّار يوميًّا، من السّاعة السّابعة صباحًا حتّى الثامنة مساء. يتراوح عدد الزوَّار بين 100 و150 شخصًا يوميًّا، ويزداد العدد في الصيف، خلال الآحاد والأعياد والمناسبات الكبرى.

يستطيع الزائر زيارة ضريح القدّيسة رفقا للصلاة والتبرّك، والقبر الأوّل، وحديقة القدّيسة رفقا والجرح السادس، وكنيسة مار يوحنَّا الحبيب، وكنيسة مار يوسف شفيع الدير، كما أنّ للمرضى والعجزة طريق خاصّ، لتسهيل طريق الزيارة عليهم. أمّا متحف القدّيسة رفقا قرب ضريحها فهو يحتوي على أغراضها الخاصة؛ ومتحف الدير يضمّ أواني وبدلات كنسيّة وأدوات حرفيّة قديمة. الاحتفالات الليتورجيّة تقام القداديس في الدير بحسب طقس الكنيسة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة، بحيث يُقام كلّ أحد وعيد خمسة قداديس.

يؤمّن الاعترافات كهنة من الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، كما يزور ضريح القدّيسة رفقا عدد من الزوَّار الذين ينتمون إلى مختلف الكنائس والطوائف والجنسيّات. تُقام في الدير برامج خاصّة بأعياد القدّيسة رفقا في 22-23 آذار ذكرى وفاتها – وفي هذه الليلة يحتفل الدير برتبة تبريك التراب على الضريح – وفي 10 حزيران ذكرى إعلانها قدّيسة، وفي 29 حزيران عيد ميلادها، وفي سائر الاحتفالات الليتورجيّة في الدير. بيت الراحة للمسنّين تُعنى راهبات الدير بخدمة العجزة في بيت الراحة التابع للدير الذي تأسّس سنة 1948.

يعيش فيه حوالى خمسين عاجز وعاجزة. تجرى حاليًّا الدراسات لبناء مكان آخر بحسب الطرق الملائمة والمتطوّرة. تذكارات توزّع في محلّ التذكارات ولدى الاستعلامات مطبوعات عديدة، بينها صلوات للقدّيسة رفقا إضافة إلى سيرة حياتها بلغات مختلفة، وصور وإيقونات عديدة؛ كما يوزّع مجّانًا البخور والتّراب المبارك. أمّا الأغراض التي تُباع في محلّ التذكارات فمتنوّعة من صور، ومسابح، وأقراص مدمجة، وكتب، وخشبيّات، ومنتوجات الدّير. مختصر حياة القدّيسة رفقا ولدت في قرية حملايا قرب بكفيَّا في 29 حزيران سنة 1832 ودُعيت بطرسيّة. توفّيت والدتها وهي في السابعة من عمرها. دخلت جمعيّة المريمات في بكفيَّا لتترهّب في 4 أيّار سنة 1858. علّمت في مدارس الجمعيّة مدّة اثنتي عشرة سنة. خدمت في إكليريكيّة غزير سبع سنين، وعلّمت في دير القمر سنة 1860، وفي جبيل مدّة سنة، وفي معاد سبع سنين. في صيف 1871، تمّ حلّ الجمعيّة، فصلّت بطرسيّة كثيرًا، ورأت في الحلم مار أنطونيوس الكبير يقول لها مرّتين: “ترهَّبي برهبنة البلديّة”، المعروفة اليوم بالرهبانيَّة اللبنانيَّة المارونيَّة. دخلت دير مار سمعان القرن-أيطو التابع للراهبات اللبنانيّات المارونيّات سنة 1871، ثمّ نذرت النذور الرهبانيّة ودعيت باسم رفقا، تيمّنًا باسم والدتها المتوفَّاة، وذلك في 25 آب سنة 1872.

لم يكن لصلواتها وإماتاتها وتقشّفاتها حدود. أحبّت المسيح وأرادت أن تَتَّحِد بهِ باحتمالها جزءًا من أوجاعهِ على الصليب. ففي عيد سيّدة الورديّة سنة 1885، وبعد صلاة طويلة أمام القربان الأقدس، طلبت من الربّ يسوع أن يفتقدها بمرض لتشاركه في آلامه، فكان لها أن حملت صليب العمى وتفكّك المفاصل مدّة تسعة وعشرين سنة دون تذمّر وحبًّا للمسيح المصلوب. توفّيت في دير مار يوسف- جربتا في 23 آذار سنة 1914، وظهر النور على قبرها ليالٍ عديدة. أجرى الربُّ بشفاعتها أشفية عديدة، وأضحى ضريحها ينبوع نعم للمؤمنين، الذين يأخذون حفنة تراب عن ضريحها بركة لمرضاهم. أعلنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قدّيسة في 10 حزيران سنة 2001. المعلومات : موقع البطريركيّة المارونية تصوير : الأب إيلي قرقماز