ولد في كاليفورنيا ونشأ في البترون.. “جورج بربري” في فيلم “على أمل تجي” الذي دخل بانوراما مهرجان برلين

شكل فيلم “ع أمل تجي” للمخرج الأرجنتيني اللبناني جورج – بيتر بربري أحد عناصر الحضور اللبناني اللافت في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان برلين السينمائي الذي أعلن برنامجه الأسبوع الماضي ويقام في مطلع آذار المقبل، إذ اختير هذا الشريط وهو الروائي الطويل الأول لمخرجه ويخوض أبطاله تجربتهم التمثيلية الأولى، للمشاركة في فئة البانوراما خارج المسابقة الرسمية.

وتقام الدورة الحادية والسبعون على مرحلتين، أولاهما مسابقة رسمية إفتراضية وتوزيع الجوائز من الأول من آذار إلى الخامس منه، فضلا عن عروض أخرى ومنها البانوراما ولكن للمتخصصين في القطاع السينمائي فقط، في حين تفتح العروض للجمهور في تموز المقبل، ومن المتوقع مبدئيا أن تنظم في صالات وفي الهواء الطلق.

ويتناول “ع أمل تجي” في 86 دقيقة قصة أربعة شباب من البترون، يصطحب أحدهم رفاقه لخوض تجربتهم الجنسية الاولى مع بائعة الهوى. ويرافق الفيلم المراهقين الأربعة في رحلة تتخللها أحداث مفاجئة وشخصيات يتابعها المشاهد من زاوية إتيان، وهو أحد الشبان الأربعة.

ويتولى بطولة الفيلم كل من إتيان عسل وعدنان خباز وجان بول فرنجية والياس سعد، بالاشتراك مع فيروز أبو حسن وثريا بغدادي.
ولفتت رين سمعان التي تولت مع كريستيل يونس إنتاج الفيلم من خلال شركتهما “Bee on set productions الى أن “العمل يتمحور على موضوع الانتقال من مرحلة الشباب الى مرحلة الرجولة، إذ من المعروف في المجتمع اللبناني أن الشاب يصبح رجلا في نظر الآخرين عندما يبدأ بالتدخين وبالسباب ويقيم علاقة جنسية”.

أما المخرج بربري الذي ولد في أورنج كاونتي بولاية كاليفورنيا الأميركية ونشأ في البترون فقال: “عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، مررت بهذه التجربة، إذ تم اصطحابي إلى بائعة الهوى لكي أفقد عذريتي، واستغرقني الأمر وقتا طويلا لأفهم ما حدث”.

وأضاف: “رأيت أن ثمة حاجة إلى إنتاج فيلم عن الأمر، نابعة من اقتناع بأن الكثير من الاشخاص يمرون بما مررت به، ليس بالضرورة بمعنى التجربة نفسها حرفيا، ولكن فيما يتعلق بجوهر الفكرة، وهو عدم معرفة كيفية مواجهة الحياة”.

وأضاف: “إن الفيلم يتناول كذلك عددا من أشكال الإساءة وعدم المساواة في لبنان التي تجتمع في العنف الجنسي المتمثل في الضغط على الفتيان المراهقين لخوض التجربة الجنسية الأولى مع بائعة هوى”.

وروى أنه عمل مع الممثلين ثلاث سنوات لتدريبهم على التأقلم مع تقنيات الفيلم القائم على لقطات طويلة، فيما كان ينتظر تأمين التمويل.
وقال “لا أتوهم أنني سأغير المجتمع بفيلمي، ولكني أعبر خلاله عن وجهة نظري، وآمل أن يساهم في مساعدة الآخرين ليشعروا بقدر أقل من الوحدة”.

أما سمعان فأكدت أن اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان برلين كان مصدر فرح كبير لفريق العمل، وقالت: “نشعر بالفخر لأنه تجربتنا الإنتاجية الأولى، كريستيل وأنا، في مجال الأفلام الروائية الطويلة، والعمل الأول للمخرج جورج – بيتر بربري، فضلا عن أنه التجربة الأولى في مجال التمثيل للقسم الأكبر من أبطاله”.

وأشارت المنتجة المشاركة كريستيل يونس إلى أن “عملية المونتاج نفذت خلال السنة المنصرمة رغم كل الصعوبات التي شهدتها”، موضحة أن “يوم التصوير الأخير كان يوم إنطلاق إنتفاضة 17 تشرين الأول 2019، ثم توالت الأحداث، من وباء كوفيد -19 وبعدها انفجار مرفأ بيروت، وبالتالي لو تأخر إنجاز التصوير يوما واحدا، لما كان الفيلم رأى النور”.