«كتاب وقمح» مبادرة ثقافية إنسانية تنتظر إعادة فتح البلد للتوسع

ملصق المبادرة

«الكتاب في خدمة العطاء بأي طريقة ولو بربطة خبز»، بهذه العبارة استهلت الأديبة والشاعرة ماري القصيفي الحديث عن مبادرة «كتاب وقمح».

مبادرة في طريق التحول الى مشروع يعنى بالترويج للكتب وكسر حالة الركود الثقافي التي تصيب اللبنانيين المشغولين حاليا بهمومهم المعيشية وبعداد كورونا المتصاعد حاصدا الأرواح بالمئات. بدأت القصة مع طلب المحامي ريشار شمعون الحصول على بعض الكتب القديمة من إصدارات القصيفي، فردت الأخيرة بأنها لا تبيع إصداراتها القديمة غير المتوافرة في الأسواق، لأنها توزعها مجانا على الأصدقاء ومتذوقي الأدب والشعر. إلا ان شمعون رفض الحصول على نسخ بالمجان، فاقترحت القصيفي (ابنة بلدة الريحانية في قضاء بعبدا) التبرع بثمن الكتب لجمعية خيرية. «وهكذا ولدت الفكرة، وتطورت بداية الى اقتراح شمعون إنشاء صفحة على «فيسبوك»، وبعدها الى مشروع يشمل كتابا وشعراء يتبرعون بنسخ من مؤلفاتهم ويعود ريعها لشراء مساعدات غذائية وأدوية».

صممت الصفحة المهندسة يارا الهبر (ابنة شقيقة القصيفي)، وتحولت إدارتها الى فريق مؤلف من شمعون والشاعرة ميشلين تنوري وألين نكد التي تعمل في الشأن الاجتماعي عبر حركة «إيد بإيد» والقصيفي.

ووضعت الشاعرة ميراي يونس مكتبتها «كلمة» في منطقة مستيتا بمدينة بلاط الجبيلية في التصرف، وكذلك مؤسسة «مساحة» التي تعنى بتصميم الحدائق والأزهار. كما أبدت مكتبات عدة في بيروت وزحلة وصيدا رغبة في التعاون، فضلا عن أشخاص أعلنوا استعدادهم المساهمة في إيصال الكتب الى من يريدون شراءها عبر الصفحة الإلكترونية.

وتقول القصيفي: «صحيح ان رمز القمح يعني الأكل، لكن معناه أيضا الخير والعطاء… وطبعا يمكن تأمين الأكل، ولكن الهدف هو الخير والخصب عبر القمح».

المشروع ينتظر نهاية فترة الإغلاق الشامل التي فرضتها الحكومة اللبنانية والتي تم تمديدها حتى الثامن من فبراير المقبل للدخول في عده التنازلي.

28 شاعرة وشاعرا وأديبة وأديبا ابدوا حماستهم وأكدوا المشاركة، على ان يبدأ جمع الكتب بعد نهاية فترة الإغلاق.

أما العائدات، فسيتم توزيعها بداية على عائلات معروفة من المشاركين سواء بتوزيع حصص غذائية او تأمين أدوية أو دفع إيجار المساكن التي تأوي هذه العائلات. وتم تقديم المبادرة الفردية المباشرة بداية على اللجوء الى جمعيات مدنية، كون الأخيرة وبغالبيتها تتولى توزيع مساعدات.

أما المشاركون في المبادرة فهم: ميشلين تنوري (نبض بلا قواف)، نهيد درجاني (أنا بريء من دم هذا الشعر)، عبير أبي نصر (كتاب للأطفال)، فلاح أبوجودة (على سيرة النوم)، جرمانوس جرمانوس، ابراهيم شحرور، أغنار عواضة (بماء عينيك كتبت)، عنتر رزق الله (خيط العمر)، لورا مقدسي، نادين شلهوب، حكمت حسن، أنطوان طعمه (24 نسخة من كتابه «الأمر على عريضة»)، هيام التوم، كلود النخل (100 نسخة من كتابها «كلمات لونها وردي ودافئ»)، ميراي يونس (كان ملحا كنت ماء، وأسرار العصافير)، جميلة حسين، غازي قيس (50 نسخة من كتابه «أناشيد البحيرة»)، جوزف رزق الله (10نسخ من كتابه «التمييز أمام القضاء الإداري»)، باسكال بلان النشار (30 نسخة من كتابها «بالدمع الأحمر»، ونسخ متوافرة من كتبها الأخرى)، هدى ماضي (20 نسخة من كتابها «امرأة من ماء»، مع تأمين المزيد عند الحاجة)، فرج زخور (خمس نسخ من كل مؤلفاته البالغ عددها 13)، بيار كيروز (10 نسخ من ديوانه «بتولية الينابيع»، و10 نسخ من ديوانه «شالات الينابيع» و10 نسخ من ديوانه «مواعيد»)، مجد عليق (30 نسخة من ديوانه الشعري «أوان الزهر عيناها»)، أنطوان أبوزيد (مجموعة من كتبه وكتب سواها)، مريم خريباني (مجموعة نسخ من كتابها «نقطة تائهة»)، علي حمام (15 نسخة من مجموعته الشعرية «شوارع تطفو كغريق»)، مركز تموز (يقدم نسخا من كتاب عن ورشة حياد لبنان)، سلمى رفول.

ولفتت القصيفي إلى اعتذار عدد من الشعراء والأدباء عن المشاركة في المشروع، ذلك ان دور النشر المتعاقدة معهم، لا تزودهم بنسخ فائضة يحتفظون بها، «وبعضهم عرض تأمين كتب لا تعود إليه (…)». كما تحدثت عن مبادرة أحد المقيمين في أستراليا إلى شراء كتب بقيمة مليون ليرة، والتبرع بها الى إحدى المكتبات العامة في القرى.

وأضافت: «وتلقينا رسائل من أشخاص أشاروا الى ملل أصابهم من مشاهدة «نتفلكس»، والتسمر على تطبيق «واتساب»، والى رغبة في التعرف على كتب جديدة لأسماء جديدة، خصوصا ان أسعار الكتب رمزية ولا علاقة لها بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي. ويبقى حلمنا إيجاد مكان ثابت لحركة البيع، للتشجيع على المطالعة وللإضاءة على دور الأدباء على الصعيد الاجتماعي ولمساعدة المستحقين».

تتطلع القصيفي الى بث الأمل وتعزيزه مقرونا بالثقافة، وتأمل الوصول الى موسم حصاد في وطن رأته معذبا منذ طفولتها. ولعلها لذلك اختارت القمح شريكا في الحملة – المشروع.

الأنباء – جويل رياشي

هذا الخبر «كتاب وقمح» مبادرة ثقافية إنسانية تنتظر إعادة فتح البلد للتوسع ظهر أولاً في Cedar News.

Read More