حزن في البترون.. إسطفان مبارك يترك تاريخا من الذكريات الجميلة.. لمياء شديد

رحل اليوم البتروني الأصيل إسطفان مبارك.. وما أدراكم من هو إسطفان؟ هو معلم بتروني رمز للأصالة والبذل وحب الحياة.

هو الذي تعود ان يعيش بين الصحف والمطبوعات والمجلات على اختلافها. يتابع، يرصد الاخبار البترونية ويدوّن أرقام الصفحات التي تنشرها، يقرأ، يقّيم، ينتقد ويثمن ويبدي إعجابه كما يعرب عن انتقاده.

رحل إسطفان مبارك وبقيت الصحف والمجلات في المحطة عند “الكيوسك” الذي كان ينتظر فيه محبي القراءة والمطالعة، ولم يكن يغادره الا لتوزيع الأعداد على المشتركين خصوصا في زمن ازدهار الصحافة الورقية.

عند إسطفان كان محطة البريد بين الإعلاميين وإدارات الصحف عبر شركات التوزيع وتحديدا شركة “نعنوع” التي كلما قلّصت أعداد الصحف المرسلة اليه اتصل على الفور طالبا الوساطة وبإلحاح لدى الشركة المذكورة لرفع بورصة الأعداد.

لا أحد في البترون والجوار لا يعرف إسطفان مبارك، الذي لا يمكن أن تمر في الشارع العام ألا وتشاهده أمام “كيوسك” الصحف منذ ساعات الصباح الباكر أو سيرا على الأقدام متأبطا أعداد الصحف اليومية لتوزيعها على المشتركين غير آبه بصقيع أو مطر في فصل الشتاء أو حرّ في فصل الصيف.

عند إسطفان كنا نتسلم الأعداد المرسلة إلينا كإعلاميين من إدارات الصحف التي نعمل فيها ونودع لديه الرسائل وخصوصا جريدة “السفير” التي شكل إسطفان لها محطة لتبادل البريد بيني وبينها على مدى 23 عاما.

اليوم، رحل اسطفان بعد تعرضه لأزمة قلبية تاركا وراءه تاريخا من الذكريات الجميلة التي لا تحمل الا صور الاحترام والخدمة والعطاء وكل الصفات الجميلة.

ودعته البترون اليوم بألم وحزن كبيرين وهو الذي ستشتاق اليه حنايا أسواق البترون التي طبعها بذكراه الطيبة.