أيّها المسيحيّون…”ما رح يبقى مين يخبّر”

ارشيفية

كتب كبريال مراد في موقع mtv:

تعيش الساحة اللبنانية على وقع الانتظارات والترقبات. والحكومة مرجأة حتى اشعار آخر، ليس بقريب. ووسط الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والصحية، حديث عن أن النظام الحالي الذي نشأ مع اتفاق الطائف في العام 1989، وفرض عسكرياً بعد الثالث عشر من تشرين الاول 1990، قد مات، وما نعيشه اليوم لا يعدو كونه ارجاءً لمراسم دفنه.

وفي الصالونات والكواليس، يرتفع الهمس عن “مؤتمر تأسيسي” يخرج منه “طائف جديد”، تستبدل فيه المناصفة المسيحية الاسلامية، بالمثالثة، المسيحية-السنية-الشيعية. هو مشروع حزب الله يقول البعض، وهي النتيجة الحتمية لتطور الأحداث وميزان القوى والديموغرافية يقول آخرون. وبين هذه الفرضيات وتلك، سؤال يطرح: أين المسيحيون مما يحصل؟ ما هي رؤيتهم؟ ما هو برنامجهم؟ على ماذا يلتقون؟ وعلى ماذا يختلفون؟
الأكيد ان ما نعيشه من أزمة سيؤدي الى “نيو لبنان”، ومن المفترض ان يكون المسيحيون حاضرين للتواجد فيه بدور فاعل وحضور مؤثر. وحتى يتواجدوا، عليهم ان يستمروا، ولكي يستمروا، يفترض بهم ان يؤمّنوا مقومات هذا الاستمرار. فهل يفعلون؟
في المقابل، هذا ما يفعله المكون الدرزي منذ اشهر، وتكفي متابعة حركة وليد جنبلاط ودعواته وما بين سطور تغريداته من تأمين للقمح والمحروقات، ورفع الصوت لدعم المستشفيات. وهو ما يعتمده بحرفية حزب الله، الذي لا يعاني اصلاً من أزمة الليرة والدولار، ويوزّع المازوت وأكثر على القرى والبلدات التي يتواجد فيها.
فماذا يفعل المسيحيون؟ هل يستمرون بالتقاتل على الزواريب والأحياء وفق منطق “شعبيتي اكتر من شعبيتك؟”. انهم يتناحرون على رئاسة الجمهورية، وقد لا تبقى رئاسة، ولا جمهورية اقلّه بما يشتهون او يريدون، او ما سعى اليه “الآباء المؤسسون” لهذا الكيان، من البطريرك الياس الحويك، الى ميشال شيحا وشارل مالك.
امكانية التلاقي على استراتيجية مسيحية تخدم المصلحة اللبنانية، لا تزال ممكنة، لا بل هي حاجة وضرورة. وملعون كل من لا يسعى الى ذلك. والمطلوب الاّ يتلهى المسيحيون بالقشور، وان يخرجوا من الماضي. ان يخلعوا البزة العسكرية في تفكيرهم. فزمن القبضايات انتهى، وثمن الحرب دُفع، وحان وقت “قبضايات المؤسسات” الدستورية والاجتماعية. ولا تنسوا ان الشعب جائع فأطعموه، ومريض فأمنوا له المستشفى، ومعوز، فساعدوه على ما يمكنه من العيش بكرامة.

وتذكروا، ان لا التعيين بالكازينو ولا في تلفزيون لبنان ولا في أي ادارة او وزارة يستحق الحرد او الاستقواء. فاذا استمريتم على ما انتم عليه “ما رح يبقى مين يخبّر”… أقلّه في الدور والحضور.

,