إده – البترون ودعت “أمين نجيب شديد” والد المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية

ودعت بلدة إده البترونية أمين نجيب شديد والد المديرالعام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد خلال مأتم رسمي في كنيسة مار سابا وترأس الصلاة لراحة نفسه ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزيرالسابق بيار رفول، ممثل النائب جبران باسيل المحامي نجم خطار، الوزير السابق غسان عطالله ، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا الى جانب العائلة والاصدقاء وفي ظل الاجراءات الوقائية من فيروس كورونا.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها:
“إننا اليوم وفي وداع الفقيد الغالي المرحوم أمين نقف أمام إرادة الله ونقول: “ما كان عساه أن يكون هذا الصبي” لأنه ولد وتربى في عائلة كبيرة من منطقتنا البترونية، تربى فيها على الايمان بالله وعلى القيم المسيحية والانسانية. ثم بدأ باكرا بالعمل والكد والجهد لكي يبني مستقبلا في وطنه وراح يعمل في شركة كهرباء قاديشا وكان مثال المواطن والصادق الذي يخدم مجتمعه ودولته بكل صدق وإخلاص. وكان في وظيفته مثال المؤمن والمواطن الصادق. ثم تزوج من إبنة كفرحتنا فدوى غانم ومعها تعاهد على تربية عائلة مسيحية كما تربى هو وعلى عيش الحب في سر الزواج المقدس ليكونا معا على مثال العائلة المقدسة على مثال يوسف ومريم وعلى مثال زكريا وأليصابات يتممان مشيئة الله في حياتهما وفي تربية الأبناء الثلاثة. فكان أمامهم شاهدا بإيمانه، شاهدا بمواطنيته وبخدمته الصادقة وعلمهم الكثير.ضحى لكي يشقوا هم ايضا طريقهم في الحياة ويبنوا لهم مستقبلا وكأني به يقول مع الناس ومع زكريا “ما عساهم يكونوا هؤلاء الصبيان” الاولاد الثلاثة. كان يعتبرهم، وهم يكبرون، أعمدة البيت والعائلة. وضع، كما الوالدة، كل ثقته بهم ودعمهم وشجعهم ليكونوا بدورهم المؤمنين المخلصين، المواطنين الصادقين الذين يخدمون مجتمعهم ودولتهم ووطنهم بصدق وإخلاص كما خدم هو، وأتصوره يفتخر بأولاده الثلاثة وبخاصة بإبنه الدكتور نبيل، صديقنا العزيز وهو اليوم المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية، يخدم دولته ووطنه بصدق وإخلاص ومثالية الى جانب فخامة رئيس الجمهورية لكي يكون معه ومع جميع الصادقين يضحون في سبيل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وإعادة بناء الوطن لبنان ليبقى الوطن الرسالة كما سموه وكما دعاه البابا يوحنا بولس الثاني “لبنان الوطن الرسالة” الذي لا يليق به أن يتدحرج وأن يتدهور الى هذا الدرك الذي نحن فيه اليوم.”

واضاف: “نعرف كم يضحي اليوم فخامة رئيس الجمهورية لإعادة بناء هذا الوطني ليكون فعلا وطنا رسالة ويستعيد دوره ورسالته بين مجموعة الأمم كما كان وكما يجب أن يكون وكما سيكون في المستقبل القريب إن شاء الله. إرادة الله، التي تممها فقيدنا أمين وعائلته ونستعد جميعنا أن نتممها، هي خلاصنا جميعا وخلاص لبنان، لذلك لن نيأس ولن نستسلم، نحن أقوياء بإيماننا وتاريخنا وكنيستنا وبشعبنا ، إنهم تحملوا الكثير وواجهوا كل تحديات الزمن من إضطهادات وحروب ونزوحات وهجرة وتهجير وبقوا واقفين، ثابتين، يشهدون أن الرب يسوع المسيح، رب الحياة هو حاضر بينهم ومعهم فلم يركعوا ولم يستسلموا الا لإله الحياة.”
وتابع:”إننا اليوم، مع فقيدنا الغالي نجدد إيماننا ورجاءنا بمجد القيامة مع الرب يسوع. وأتصوره يدعونا من سمائه، ليس فقط أولاده والعائلة والاصدقاء والأقارب، إنه يدعونا جميعا، نحن اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين الى أن نقف وقفة واحدة في وجه كل الفساد وأوجه الشر التي تحاربنا لكي نشهد لقيمنا ولإخلاصنا ولخدمتنا في سبيل أن يبقى هذا الوطن وطن الرسالة وفي سبيل ان تعود الدولة الى قواها ورسالتها وخدمة كل مواطن يحق له أن يعيش بحرية وكرامة على أرضنا ، أرض القداسة. أرضنا ، أرض لبنان هي أرض وقف لله، هو يخلصها، وقف لله ولم يستطع أحد ولا أمبراطورية في التاريخ أن تسيطر عليها حتى لو مرت ودمرت وقتلت، هذه الارض بقيت شاهدة أنها وقف لله وستبقى . لا تخافوا إذا، نحن واقفون وسنستعيد بإرادتنا، بقوانا وبوحدتنا بناء دولتنا ومؤسستها ووطننا مع جميع وكل أصحاب الارادات الطيبة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية.”
وختم: “إنها التعزية القليبة بإسم صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي، وبإسم إخوتي الكهنة وباسمكم جميعا لأبنائه الثلاثة وكل الاقارب طالبين من رب الحياة أن يمتعه اليوم بالسعادة الابدية وان يبقيه لنا مثالا وقدوة فنتعلم منه كيف نكون مؤمنين صالحين ومواطنين صادقين نخدم بصدق وإخلاص ومجانية.”
وبعد الصلاة تقبلت العائلة التعازي داخل الكنيسة ثم وري جثمان الراحل في مدافن البلدة.