محمد رمضان: فنان مصري يثير الجدل بصوره مع مشاهير إسرائيليين

عبدالبصير حسن

بي بي سي القاهرة

أثارت صور ظهر الفنان المصري، محمد رمضان، في إحداها بجوار المطرب الإسرائيلي، عومير آدام، والفنان الإماراتي، حمد المزروعي، وفي أخرى إلى جوار لاعب كرة القدم الإسرائيلي، ضياء سبع، وفي ثالثة إلى جوار رائد الإعمال الإسرائيلي أيضا، إيلاد تسلا، جدلا واسع النطاق في مصر وخارجها.

وكان الفنان الإماراتي، حمد المزروعي، والمعروف عنه تأييده لتطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل، قد نشر الصورة التي ظهر فيها رمضان واضعا ذراعه حول عنق آدام مع ابتسامة تعلوه وجوه الثلاثة، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مصحوبة بتعليق نصه “أشهر فنان في مصر مع أشهر فنان في إسرائيل، دبي تجمعنا” قبل أن يحذفها المزروعي لاحقا.

وقد زادت حدة الجدل مع إعادة نشر الصفحة الرسمية باللغة العربية للحكومة الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الصورة ذاتها مصحوبة بتعليق نصه “الفن دوما يجمعنا..النجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي”.

ثم أعاد الناطق بالعربية بإسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الصورة ذاتها ودوَّن عليها “ما أجمل الفن والموسيقى والسلام! الفنان المصري القدير محمد رمضان مع الفنان الإسرائيلي المتألق عومير آدام في دبي”.

صور إضافية لرمضان مع إسرائيليين

مع ردود الفعل الأولى على الصورة حذفها المزروعي قبل أن يعيد نشرها لاحقا، لكن آدام عاد ونشر على حسابه الشخصي على موقع انستغرام صورة أخرى (سيلفي) له مع رمضان وكلاهما يلف الآخر بذراعه وعليها تعليق “مافيا مافيا” في إشارة الى إحدى أغنيات رمضان الشهيرة.

وردا على الانتقادات الحادة التي وجِّهت إليه، نشر رمضان مقطع فيديو عبر حسابه على موقع انستغرام يعلق فيه على الصورة التي جمعته مع آدام والمزروعي قال فيه قبل حذفه لاحقا “أنا لا أعرف أنا بتصور مع مين وكلنا بشر وأي حد بطلب يتصور معي لم ارفض…”

وأضاف رمضان في الفيديو ذاته: ” كلنا بشر ولا يمكن أن أسأل أي شخص يرغب في التصوير معي عن جنسيته أو لونه أو شكله… لا يهمني اسمك ولا لونك ولا ميلادك يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان…ثقة في الله نجاح.”

في تلك الأثناء، نشر لاعب كرة القدم الإسرائيلي، ضياء سبع، وكذلك إيلاد تسلا صورا مستقلة لكل منهما مع رمضان عبر حساباتهما الاجتماعية ما زاد من الانتقادات لرمضان إذ اتهمه بعضهن بدعم وتأييد “التطبيع” مع إسرئيل.

النقابة تنتظر بيانا من رمضان

وعلق أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر على صور رمضان مع آدام بأن رمضان الموجود في الإمارات في هذه الأثناء أبلغه أنه لم يكن يعلم من هو آدام قبل التقاط الصورة ونفي علمه مسبقا بأنه إسرائيلي.

وأضاف زكي في تصريحات تليفزيونية أن رمضان قاله له هاتفيا “ما كنتش أعرف هو مين، أنا كنت في بلد عربي واتصورت مئات الصور، وأنا مش مطالب إني أسأل كل واحد يتصور معايا أقوله جنسيتك إيه، وأنا في بلد عربي، انا مرحتش (لم اذهب إلى) إسرائيل… واحد جاء وتصور معي مثل المئات”.

واستبعد زكي أن يكون رمضان “خانه ذكائه” مشيرا إلى أن النقابة ستستدعي رمضان عند عودته للقاهرة لتقديم “بيان” بما أبلغه به في اتصالهما الهاتفي ليكون بيانا موثقا يقدم للرأي العام.

وقال زكي إن توجيه الإتهام والتحقيق مع فنان “لا بد له من أركان يتعين توافرها” قبل إستدعاء الفنان للتحقيق وانه سيتم الاستماع له أمام مجلس النقابة عند عودته إلى مصر “خلال يوم أو يومين.”

وكانت النقابة التي يعد الإنتماء لها شرطا لممارسة مهنة التمثيل رسميا في مصر، قد شطبت في السابق إسم عضو من سجلاتها لدعمه علنا التطبيع مع إسرائيل.

ردود أفعال غاضبة ورافضة للتطبيع

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي عجت بالعديد من التعليقات الرافضة للصور والمنتقدة لرمضان بشدة. واتهمه كثير من روادها بالترويج للتطبيع مع إسرائيل ولاسيما أن الصور التقطت في الإمارات التي كانت بين ثلاث دول عربية أعلنت تدشين علاقات طبيعية مع إسرائيل خلال الشهرين الماضيين إلى جانب البحرين والسودان.

وكانت مصر قد وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1979 وتبادل الجانبان البعثات الدبلوماسية واشتركا في أوجه مختلفة للعلاقات السياسية والإقتصادية منذ ذلك الحين لكن ظل قطاع عريض من المصريين ونقابات مهنية ومؤسسات وكيانات أخرى مدنية أخرى عديدة ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

واستهجن جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين سابقا الصور التي ظهر فيها رمضان مع إسرائيليين واعتبر ما فعله رمضان بأنه يأتي في إطار “ضغوط التطبيع مع رموز القوى الناعمة العربية والمصرية” التي تمارسها إسرائيل.

صورة من صور التطبيع

وأضاف فهمي في مقابلة هاتفية مع بي بي سي “هي صورة مخلجة من صور التطبيع وعمل مؤسف ومثير للغثيان الحقيقة من فنان له قاعدة جماهيرية.”

وأردف فهمي: “ما يدعو للإرتياح أنه ليس هناك أي فنان مصري أو عربي كبير له قيمة كبيرة تورط في أي شكل من أشكال التطبيع والحوادث كلها على مدى أربعين سنة لم تزد على حالة أو اثنين جميعهم هامشيين جداً… للأسف محمد رمضان وضع نفسه في هذه القائمة الصغيرة”.

ويضيف فهمي: “أنا شخصيا أقبل أي اعتذار طالما سيعود للحق وإلى مشاعرنا الوطنية والقومية، وأقبل اعتذاره إذا كان كما قال لم يكن يعلم جنسية من التقط الصورة معه سلفا.”

تصرف طبيعي

لكن عماد جاد عضو مجلس النواب المصري السابق والكاتب الصحفي ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام المصرية قال إن هناك “ضجة ” مبالغا فيها نتيجة هذه الصورة مشيرا إلى أن مصر وقعت اتفاقية تطبيع مع إسرائيل منذ أربعين عاما.

وأضاف جاد أنه يرى في صور رمضان مع آدام وغيره من المشاهير الإسرائيليين ” تصرفا طبيعا” مشيرا إلى أن رمضان “عايش فترة لم تشهد أي حروب أو توترات مصرية إسرائيلية، بل بالعكس عاش في فترة فيها إقدام عربي على التطبيع مع اسرائيل وعلى رأسها الإمارات التي خرجت الصور منها.”

وأردف جاد أنه يتصور أن الأحداث التي أحاطت برمضان في الإمارات جعلت من مناسبة التقاط هذه الصور “حدثا طبيعيا”.

وعن إمكانية اعتذار رمضان قال جاد “ربما يهتز رمضان بحكم قلة خبرته السياسية من هذه الضجة فيقدم اعتذارا وربما من يرفض تصرفه سيرى الإعتذار كافيا لأنه سيردع غيره من الاقدام على مثل هذه الخطة.”

ولكنه شدد على تحفظه على مثل هذه الخطوة إن حدثت قائلا “أرفض أن يعتذر لأننا لا يمكن أن نأسر علاقتنا ومنطقتنا بالكامل لقضية أصحابها اختلفوا مع بعضهم البعض ولا يجلسون مع بعضهم البعض الان الدول العربية تبحث عن مصالحها الفردية لا يستطيع أن يلومها في ذلك أحد.”

هذا الخبر محمد رمضان: فنان مصري يثير الجدل بصوره مع مشاهير إسرائيليين ظهر أولاً في Cedar News.