زيارة باسيل الى سوريا في آذار.. انها انتخابات البترون

أرشيفية

في المبدأ يعتزم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل زيارة سوريا طالما لم يعد هناك من مبرر يمنع ذلك، لكنه لم يحدد تاريخا للزيارة، وان كان قد اعلن في العام 2019 أنه يعتزم زيارة دمشق لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم من دون ان تطأ قدماه الاراضي السورية
.

الموعد المرتقب راهنا لا يحدده باسيل وحده انما يتحدد وفق التوقيت السوري، خاصة ان السنوات الماضية التي تلت انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية كانت مؤاتية لقيام باسيل بزيارة رسمية إلى دمشق الا انه امتنع عن ذلك لمصالح شخصية ومراعاة لدول الخليج واستجابة للموقف الدولي، وبقيت مواقفه من سوريا ومن ازمة النازحين في اطار الاستهلاك المحلي الضيق من دون أن يقدم او يعمل على حلول منطقية، تقول مصادر بارزة مطلعة على الاجواء السورية لـ”لبنان24″.

في السياسة، يترك باسيل، وفق المصادر نفسها ، اجر بالبور واجر بالفلاحة ربطا بحساباته وتسوياته الخاطئة والتي اسقطت مشروع التيار الوطني الحر التغييري، الامر الذي انعكس سلبا على كل محاولات رئيس الجمهورية اعادة ترتيب الاوضاع في البلد وفق ما وعد به على المستوى المالي والاصلاحي ومكافحة الفساد وبناء الدولة. وهذا يقود إلى القول، وفق اوساط سياسية معارضة، إن توقيت الدعوة الرئاسية للحوار قبل عشرة اشهر من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ذر للرماد في العيون لانتشال العهد من المأزق الراهن، خاصة وان الحوار حول الملف الاقتصادي وخطة التعافي كان يفترض ان يحصل مباشرة بعد انتفاضة 17 تشرين في العام 2019، اما في ما خص الاستراتيجية الدفاعية التي وردت في خطاب القسم فقد تأخر موعد وضعها على طاولة الحوار 4 سنوات تقريبا

.

وفق المصادر المطلعة على الاجواء السورية، فإن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن لا ترحيب سوريا جديا بالزيارة الباسيلية المرتقبة والتي قد تحصل في اذار المقبل وليس قبل الا اذا استجدت معطيات دفعت رئيس تكتل لبنان القوي لاستعجال الزيارة، الا ان البرودة السورية تجاه اندفاعة جبران لا تعني على الاطلاق رفض استقباله، لكن لقاءاته ستكون محدودة ولن تتجاوز السقف الذي سيحدد لها ولن تصل إلى الرئيس السوري بشار الاسد. وبحسب المصادر فإن هدف الزيارة انتخابي نيابي بامتياز ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية التي اصبح ترشيح باسيل لها وراء القوى المحلية والخارجية الحليفة للتيار الوطني الحر واقتناعا من هؤلاء وعلى رأسهم حزب الله ان اي شخصية مارونية على لوائح العقوبات الاميركية من المستحيل ان تصل إلى قصر بعبدا. وبالتالي فإن باسيل يرغب بدعم سوري له في الانتخابات النيابية وتحديدا في دائرة البترون بعدما فقد الأصوات السنية التي وفرها له تيار المستقبل في العام 2018، فهناك نحو الف صوت في البترون “يمون عليهم السوري” الذي بامكانه ان يدعمه عند حزب الله اذا لم يلبيه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في مطالبه، خاصة وان هناك تسريبات تتحدث عن ان اولوية الحزب في الشمال تتجاوز باسيل وان اصوات الشيعة سوف تذهب إلى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم سوري وفرنسي كبيرين.

وعليه، فإن اي مستجدات حوارية سياسية او اقتصادية لن تتظهر قبل الاستحقاق الرئاسي في خريف 2022، فالاشهر الخمسة الفاصلة بين الاستحقاق النيابي والرئاسي لن تكون كافية للقيام بأي إصلاح سياسي، وبالتالي فان الرئيس المرتقب هو الذي سيقود ورشة النظام برعاية فرنسية، لا سيما وان السياسة الخارجية الفرنسية تجاه لبنان لن تتغير ايا كان الرئيس الفرنسي الجديد، مع اشارة مصادر فرنسية لـ”لبنان24″ إلى ان اسهم الرئيس ايمانويل ماكرون مرتفعة والتجديد له على الابواب، مشددة على ان باريس مستمرة في دعم لبنان وهي تحظى بتفويض من شركائها الاوروبيين في هذا الشأن.