انتخابات الدائرة الثالثة شمالا حرب طاحنة نيابيا ورئاسيا

المركزية- ببضعة أشهر فقط، ستسبق الانتخابات النيابية المقبلة الاستحقاق الانتخابي الرئاسي ، لتشكل بنتائجها مفصلاً أساسياً في إختيار ناخبي رئيس الجمهورية المقبل، كما ستكون إختباراً مسبقاً لقوة المسترئسين، وربما قوة دفع لبعضهم، أو تصفية للبعض الآخر.

أنظار المراقبين تتركز في شكل اساسي على الدائرة الثالثة في الشمال كونها مسرح المواجهة المباشرة بين المرشحين السياسيين الثلاثة الأبرز لرئاسة الجمهورية، رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ، النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولأنها تشكل مسرحاً لتصفية المتنافسين الرئاسيين لبعضهم البعض، إذ أنّ مصلحة جعجع الانتصار على كل من فرنجيه وباسيل وشطب من يستطيع من السباق الرئاسي، ومصلحة فرنجيه التغلب على منافسيه، وبصورة خاصة منافسه لدى محور الممانعة جبران باسيل، فيما مصلحة الأخير تثبيت وجوده بالانتصار على منافسيه والاحتفاظ بشرعيته الشعبية وتحقيق حلم توريثه الكرسي الرئاسي.

كما تشكل الانتخابات مناسبة لاختيار نواب، مستقلّين عن هذه القوى، تتطلع الجهات السيادية الى ان يصل منهم من يؤيد حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني وإقامة الدولة المدنية ومكافحة الفساد، أو من بعض الاحزاب التي تلتقي مع هذه الطروحات وممن ترشحهم مجموعات الثورة والمجتمع المدني .

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة أنّ القوات اللبنانية والمردة يحتفظان بموقعهما الشعبي إلى حدّ كبير، فيما خسر التيار الوطني الحر نسبة عالية من مؤيديه، نتيجة عدم نجاح مشروعه في الحكم وانهيار البلاد في عهد رئيسه وفشله في ادارة مشاريعه في قطاعات الكهرباء والسدود المائية والطاقة ، ما يدفعه بحسب مصادر معارضة إلى التوجّس من نتائج الانتخابات المقبلة في دائرة الشمال الثالثة وفي قضاء البترون بالذات، وهو ما يفسّر إطلاقه لخطّة تهدف الى اضعاف منافسيه في القضاء، كمرشح القوات اللبنانية فادي سعد ومجد حرب، نجل النائب بطرس حرب، وهو ما قد يفسر الدفع في اتجاه ملاحقة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تحضيراً لإتهامه بافتعال أحداث الطيونه، وربما لحلّ حزبه، أو نشر أخبار عن أن المجتمع المدني والنائب ميشال معوض والكتائب يرفضون التعاون مع ” ابن بطرس حرب ” !! وليس مع المحامي مجد بطرس حرب، المعروف بمواقفه السيادية ضد سلاح حزب الله، والإصلاحية ضد الفساد، خصوصا انه يتمتع، بالإضافة إلى الكفاءة والثقافة السياسية وشجاعة المواقف بتأييد شريحة كبيرة من أهل قضاء البترون، وبخاصة من فئة الشباب المطالب بالتغيير والحداثة وبقيام الدولة السيدة المستقلة وبحياة كريمة، ما يجعله مرشحا قادرا على منافسة التيار وحليفه حزب الله في الانتخابات المقبلة. وفي اتصال مع حرب أكّد أنّه ” يدرس أمر ترشحه للإنتخابات المقبلة إنطلاقاً من مبادئ راسخة يتمسك بها، وأنّه، خلافاً لما جرى سابقاً، بسبب قانون الانتخاب العجيب الغريب، يرفض التحالف إنتخابياً مع أي طرف سياسي أو مرشح لا يؤمن بالمبادئ السيادية والسياسية ذاتها التي يعمل بوحيها، ولا يتفق معه على برنامج عمل مشترك يشمل المواقف الوطنية السليمة وسياسة مكافحة الفساد واقتلاع الفاسدين ومحاسبتهم، وهو يعمل على دراسة تحالفه مع من يشبهه وطنياً وسياسياً ويمدّ يده لكل من يشاركه التوجه الوطني.”.”

اذا، المعركة الانتخابية في الدائرة الثالثة في الشمال رئاسية من جهة، ومناسبة لمعاقبة منظومة الفساد والاستزلام والتبعية، ويبقى إنّ نتائج صناديق الانتخابات، ان لم يعطلوها، ستحدد ما إذا كان شعب لبنان سيعاقب من باع الوطن واستباح الدولة وأثرى بصورة غير مشروعة ويطرد لصوص الهيكل، أم سيبقى مستقيلاً من دوره ومتنازلاً عن حقه في مساءلة من أفسدوا وخرّبوا ونهبوا أمواله، وغدا لناظره قريب