المواجهة بين حزب الله واسرائيل، جنوبا، انتهت بعودة الطرفين الى الالتزام بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، أي الى اللاشتباك، لتتواصل المساعي السياسية الداخلية، على صعيد معالجة التوترات الداخلية التي نجمت عن احتجاز أهالي بلدة شويا (حاصبيا) لراجمة صواريخ تابعة لحزب الله، عبرت بلدتهم.
قناة «المنار» التي استضافت في الثامنة والنصف من مساء أمس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتبرت أن المقاومة قامت بواجب الدفاع عن الوطن وأهله.. وأعادت العدو الى خلف حدود المعادلات، والمعادلة اللبنانية ان كل عدوان سيقابل بالرد.
وفي هذه الحالة، يقول الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي: «هذه ليست مقاومة».
على أي حال، البلد مازال على الحافة، وكل أسبوع توتر جديد.. الأحد الماضي كان الاشتباك في خلدة، بين حزب الله وعشائر المنطقة، والأربعاء الفائت، بين القوات اللبنانية والحزب الشيوعي اللبناني في محلة الجميزة (شرق بيروت) وأمس الأول الجمعة، كانت المواجهة في شويا الحاصبانية، وامتداداتها في وادي التيم بين أهالي شويا وحزب الله على خلفية احتجازهم راجمة صواريخ للحزب، ومنعها من القصف باتجاه فلسطين المحتلة، تحسبا للرد الإسرائيلي، وقد حلت كل هذه الإشكالات، بالسياسة والمعالجة، وعادت الراجمة الى أصحابها، وأطلق سراح العناصر المواكبة لها، لكن ما من ضامن للاستقرار، في ظل وضعين خارجين عن السيطرة حتى الآن:الارتباط المحكم للانفعالات المتتالية في لبنان، بمعطيات العلاقات الأميركية – الإيرانية، ثم بداعي ربط النزاع بين معظم الكتل والفئات اللبنانية وبين سلاح حزب الله، الذي بات الكثير من اللبنانيين ومن مختلف الفئات والطوائف، يرون فيه سلاحا للداخل.
ومن هنا كان وصف الإعلام الإسرائيلي للقصف المتبادل عبر الحدود، بـ«الصواريخ الاعلامية» ومع ذلك فقد تبادل لبنان واسرائيل الشكاوى الى مجلس الأمن، كل يتهم الآخر بالمبادرة بالتصعيد.
رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، رأى ان حزب الله، ينفذ أجندات ايديولوجية واقليمية لا تمت بصلة الى مصلحة اللبنانيين، وتعرض أمنهم للخطر «غب الطلب» في ظل السكوت المريب لأركان الدولة اللبنانية.
لكن المدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد القريب من حزب الله، قال: ان منطقة شويا خارج نطاق القرار 1701، وبالتالي هي خاضعة لسلطة الجيش اللبناني وليس لليونيفيل، وان اختيار الحزب لها، كونها تطل على مزارع شبعا.
وأما بالنسبة لمرورها داخل البلدة فلم يكن القصد منه القصف او أي عمل عسكري، وقد اضطرت الى ذلك، بعدما شب حريق على الطريق الترابية التي كانت تسلكها، بفعل إطلاقها الصواريخ.
الرئيس نبيه بري اعتبر ان الرد السريع هو مسارعة المعنيين بالشأن الحكومي للقيام بفعل وطني مقاوم للمــصالح الشخــــصية الضيقة، والحصص الطائفية البغيضة، يقفل من خلاله كل الأبواب المشرعة على التعطيل والفراغ.
ولم تغيب هذه التطورات لكن الملف الحكومي مازال في دائرة الصمت الذي قال الرئيس نجيب ميقاتي انه أبلغ من الكلام.
في اللقاء السادس والقصير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، تقول صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان الرئيس عون وضع فيتو على اسم مدير العمليات المالية في مصرف لبنان يوسف خليل، لوزارة المال، وترد مصادر متابعة الأمر الى خشية الفريق الرئاسي من ان يطبق خليل في وزارة المال سياسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
أما الرئيس المكلف فلم يتخل عن تفاؤله، ومن هنا قوله: الأمور في خواتيمها، في حين تقول قناة «الجديد» انما في خراطيمها، اشارة الى خراطيم مياه صهاريج الشرطة التي رشت المتظاهرين بالماء في ذكرى انفجار المرفأ مع الاقتراب من النهاية المسيلة للدموع.. وإعلان الاعتذار قريبا. الأمر الذي اعتبرت الاخبار انه مسألة اسابيع قريبة.
أجواء بعبدا بعيدة عن كل الاحتمالات، وقد لخصته قناة «أو تي في» الناطقة بلسان التيار الرئاسي بقولها: ميقاتي في بعبدا من جديد ولا جديد، وأضافت: حقيقة الأمر بعيدة عن العواطف، وتستند إلى ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة، واشارت الى وجود تداخل في النقاش بين الوزارات السيادية والوزارات غير السيادية، وان الاتفاق على الوزارات غير السيادية ممر إلزامي للوزارات السيادية.
أمام هذه التعقيدات المتوالدة، أعرب النائب ميشال ضاهر عن خشيته، عبر تغريدة توتيرية، من ان يكون الرئيس ميقاتي آخر رئيس مكلف في هذا العهد، في حال العجز عن التأليف، وتحدث عن مؤشرات خطيرة.
صحيفة الشرق البيروتية التي يملكها نقيب الصحافة عوني الكعكي وضعت رزنامة لنهاية ولاية الرئيس عون، على طريقة العد التنازلي، وقد سجلت أمس الرقم 450 يوما لولاية تنتهي في 31/10/2022.
الاتباء – عمر حبنجر
هذا الخبر عودة الالتزام بقواعد الاشتباك في الجنوب.. الفريق الرئاسي يشترط الاتفاق على الوزارات غير السيادية قبل السيادية ظهر أولاً في Cedar News.