استحوذ خبر اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، على حديث المعلقين حول العالم وانبرى المغردون بمختلف لغاتهم في تحليل الخبر ومتابعة تداعياته.
Reuters
وتصدر وسم “محسن فخري زاده” لوائح المواضيع الأكثر تداولا في عدة بلدان ومن بينها دول عربية.
وندد نشطاء إيرانيون بما وصفوها بـ “العمليات الإرهابية الجبانة التي تستهدف العلماء الإيرانيين منذ سنوات”، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لحمايتهم.
واغتيل محسن فخري زادة الذي يعتقد أنه العقل المدبر لبرنامج سري لقنبلة نووية، في كمين نفذته مجموعة مسلحة استهدفت موكبه مباشرة بالقرب طهران أمس الجمعة.
تنفيذ العملية بتلك الطريقة طرح تساؤلات حول الوضع الأمني في إيران، وفتح الباب أمام العديد من التكهنات وربطت تقارير إخبارية إلى حد ربط مقتله بمخابرات عالمية.
وفي تغريدة على تويتر، تحدث وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف بشكل صريح عن “وجود مؤشرات جدية على تورط إسرائيل”.
كما دعا ظريف في التغريدة ذاتها الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء ما سماها بـ “المعايير المزدوجة” وإدانة العمل الذي وصفه بـ “إرهاب دولة”.
Terrorists murdered an eminent Iranian scientist today. This cowardice—with serious indications of Israeli role—shows desperate warmongering of perpetrators
Iran calls on int’l community—and especially EU—to end their shameful double standards & condemn this act of state terror.
— Javad Zarif (@JZarif) November 27, 2020
لاقت تغريدة ظريف تفاعلا واسعا، وتباينت إزاءها تعليقات المغردين والمحللين السياسيين الذين قدموا بدورهم فرضيات عدة حول العميلة وأهدافها والطرق المحتملة التي يمكن أن ترد من خلالها طهران.
Assassinating #Iran‘s top nuclear scientist was a reckless provocation that could lead to war.
Also: Timed specifically to destroy #Thanksgiving for @JoeBiden and his whole team.
(The incumbent president won’t be paying much attention. But the next president certainly will).
— Jonah Blank (@JonahBlank) November 27, 2020
معلقون:” تعقيد مهمة بايدن”
يتوقع بعض المحللون العرب والأجانب أن “يؤدي مقتل فخر زادة إلى تعقيد مهمة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدين، لتفعيل الاتفاق النووي مع طهران بعد أن ألغاه ترامب”.
ويتخوف بعضهم من أن يؤدي مقتل العالم الإيراني إلى تصعيد التوتر في المنطقة ما قد يخلق ذريعة لإدارة ترامب لشن ضربات على المنشآت الإيرانية قبل أن يغادر البيت الأبيض، وفق رأي بعض المحللين على تويتر.
وبينما يتوقع بعضهن الآخر أن تتخلى طهران عن برنامجها السلمي وتنجر للرد العسكري، يستبعد خبراء آخرون ذلك قائلين إن “الحوادث السابقة تؤكد أن إيران لن تتسرع وستتقرب للإدارة الأمريكية الجديدة مع احتفاظها بحق الرد” .
و أشار محللون إلى أن اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، “لم يشهد أي ردة فعل تجاه سوى إطلاق بعض الصواريخ في المنطقة الخضراء بالعراق”.
لكن المتصفح للمواقع الإيرانية، سيلاحظ حتما ارتفاع نبرة الغضب، إذ تظهر بعض الفيديوهات تجمع بعض الطلاب أمام وزارة الخارجية للمطالبة برد فوري وقاس.
حتى أن بعض الحسابات التابعة للمحافظين داخل إيران، تضمنت تدوينات تطالب باستقالة وزير الخارجية، جواد ظريف، الذي قاد عملية المفاوضات مع الغرب.
ويرى المحافظون الذين طالما شككوا في الاتفاق النووي، أن ما يجري اليوم من اغتيالات هو نتيجة لتك المفاوضات.
ويرى معلقون أن “اغتيال فخر زاده قد يدفع طهران إلى التقوقع على ذاتها، في ظل سيطرة التيار المحافظ على مجلس الشورى”.
السؤال هل ترد #ايران فيما تبقى من ولاية #ترامب في ظل التسريبات الموجهة حول دراسة شن ضربات اميركية او المزيد من العمليات السرية في #ايران بهدف تعقيد عودة #بابدن للاتفاق النووي مع #طهران والمشكلة انها تريد مفاوضات مع بايدن وعليه من الصعب تأخير الرد طويلاً ! #اغتيال_محسن_فخري_زادة
— Ziad Halabiزياد حلبي (@ziadhalabi1) November 28, 2020
“اختراق أمني”
من ناحية أخرى، وصف مدونون عرب العملية بـ “الضربة القاضية” و بـ”الخرق الأمني الكبير” .
وفي هذا السياق، علق أحدهم متسائلا: “الواضح أن إيران تعاني من ثغرة أمنية كبيرة. عليها أولا أن تفكر بسدها وتتبع شبكة العملاء الواسعة داخلها حتى لا تواجه عمليات مماثلة، وثانيا عليه الرد بشكل يحتوي الغضب الشعبي ويحفظ كرامتها دون أن تنجر إلى التصعيد. الأيام القادمة كفيلة بأن تعرفنا بطبيعة الرد الإيراني؟”
ويتخوف بعض المغردين العرب من أن يأتي الرد الإيراني على أرض عربية وتُحول المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة.
وتساءل بعضهم عما إذا “كانت حادثة الاغتيال جزءا من اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومات خليجية متبوعا بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية”.
في حين استبعد آخرون تورط إسرائيل وحلفائها في اغتيال زاده ووجهوا أصابع الاتهام إلى فصائل المعارضة الإيرانية.
١-هل تمت عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة انطلاقا من افتراض بأن #إيران لن ترد في هذه الفترة الحساسة، أو بالأحرى لجذبهم للرد ؟
يبدو أن النظام الإيراني تعرض لضربة أمنية وخسارة عسكرية من العيار الثقيل وخاصة تمت عملية الاغتيال داخل الاراضي الايرانية
وليس في الخارج . pic.twitter.com/BXpbTMDT40— Tarek Abou Zeinab طارق الخطاب أبوزينب (@tareklebanon1) November 27, 2020
كيف علق ترامب والإسرائيليون؟
على الجانب الآخر، التزمت الجهات الرسمية الإسرائيلية الصمت، ولم يرد مسؤولها على الاتهامات الإيرانية.
لكن بعض المغردين الإسرائيليين والأجانب تداولوا بكثافة مقطعا قديما نشره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تويتر عام .2018
وعرض نتنياهو آنذاك صورة لمحسن فخري زاده بوصفه بمؤسس البرنامج النووي مرفقة بمجموعة من وثائق وصفها بالسرية عن مشروع إيراني بدأ سنة 2003.
“Remember that name – Fakhrizadeh.”
–Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, April 30, 2018 pic.twitter.com/7NF2DkElSU
— Daniel Rubenstein (@paulrubens) November 27, 2020
كما خيم الصمت على الإدارة الأمريكية.
في حين مثلت تغريدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فرصة للعديد من المحللين لتقديم قراءاتهم.
فبعد إعلان مقتل فخر زاده بساعات، أعاد ترامب نشر تغريدة للصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان تفيد بأن “العالم الإيراني كان مطلوبا لجهاز الموساد، وأن وفاته ضربة نفسية ومهنية كبيرة لإيران”.
Mohsen Fakhrizadeh has been assassinated in Damavand, east of Tehran according to reports in Iran. He was head of Iran’s secret military program and wanted for many years by Mossad. His death is a major psychological and professional blow for Iran.
— Yossi Melman (@yossi_melman) November 27, 2020
ورغم ما سبق من تعليقات وتوقعات بعض الصحفيين الإسرائيليين بأن يأثر مقتل فخر الدين زاه سلبا على برنامج بلاده النووي، إلا أن يوسي ميلمان وغيره من المحللين الأجانب أشار إلى أن “طهران لن تجد صعوبة في تعيين عالما آخر لاستكمال برنامجها النووي”.
مقام اسرائیلی:
ادامه پروژه هستهای رژیم ایران بدون وجود فخریزاده دشوار خواهد بود.مصدر إسرائيلي#إيران ستواجه صعوبات جمة في التقدم في المشروع النووي بدون #فخری_زاده pic.twitter.com/8SQiAw3FCY
— שמעון ארן شمعون آران (@simonarann) November 27, 2020
— i24NEWS Arabic (@i24NEWS_AR) November 28, 2020
من جهة أخرى، حذر آخرون من تحول استهداف العلماء إلى تقليد في تصفية الحسابات السياسية في المنطقة.
ووصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أيه)، جون برينان، اغتيال فخري زاده، بـ”العمل الإجرامي المتهور للغاية”.
This was a criminal act & highly reckless. It risks lethal retaliation & a new round of regional conflict.
Iranian leaders would be wise to wait for the return of responsible American leadership on the global stage & to resist the urge to respond against perceived culprits. https://t.co/0uZhyBTM3S— John O. Brennan (@JohnBrennan) November 27, 2020
ليست الأولى
وقد أعاد مقتل زادة للذاكرة قائمة طويلة من الاغتيالات تعرض لها علماء إيرانيين وعرب.
وراح خمسة علماء إيرانيين ضحية تلك العمليات، من بينهم مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء الذي توفي في انفجار قنبلة عام 2010.
وفي العام ذاته قتل الأستاذ المحاضر في جامعة “شهيد بهشتي” الإيرانية مجيد شهرياري، العامل في مجال الفيزياء في مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، في انفجار سيارة ملغومة في طهران.
وتلاه اغتيال دريوش رضائي نجاد الحاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، رميا بالرصاص من قبل مهاجمين على دراجات نارية.
وفي 2012، قُتل مهندس الفيزياء النووي مصطفى أحمدي روشن، الذي كان يعمل في مركز تخصيب اليورانيوم ، في انفجار قنبلة..
علماء نوويين، لم تر الناس وجوههم إلا بعدما توارت؛ مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن. ورغم أن إيران كانت قد أعلنت منذ سنوات أنها ألقت القبض على شبكة اغتيال العلماء، إلا أن الظروف التي اغتيل فيها فخري زادة تصل إلى حد استتنساخ الطريقة التي اغتيل فيها
— El Jeke (@Eljeke5) November 27, 2020
محسن فخري زاده يعد الشخصية الأكثر أهمية في برنامج إيران النووي ويشار إليه بعبد القادر خان ( ابو القنبلة النووية الباكستانية ) الإيراني ، الذي كان يحلم ببناء قنبلة نووية لنظام ولاية الفقيه الإيراني. pic.twitter.com/crUoEBK0Mt
— M.Majed محمد مجيد (@MohamadAhwaze) November 27, 2020
هذا الخبر محسن فخري زادة: هل يعقد اغتيال أبرز عالم إيراني في عمق طهران مهمة بايدن؟ ظهر أولاً في Cedar News.