بالصور: المطران منير خيرالله يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة مار أنطونيوس البادواني – الجميزة

https://www.facebook.com/113078233682992/posts/169236064733875/

الأحد ٦ أيلول ٢٠٢٠، احتفل سيادة راعي الأبرشيّة المطران منير خيرالله بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة مار أنطونيوس البادواني – الجميزة – بيروت عاونه خادم الرعيّة الخوري داني الجلخ، على نيّة أهالي بيروت وبخاصة ضحايا وجرحى انفجار المرفأ في ٤ آب ٢٠٢٠. رافقه وفد من الأبرشيّة ضمّ الشماس روجيه يزبك وأعضاء من أخويات الشبيبة، والحركة المريميّة الرسوليّة. وكان المطران خيرالله قد تعهّد، منذ اليوم الثاني لفاجعة هذا الإنفجار، بالتنسيق مع سيادة المطران بولس عبد الساتر راعي أبرشيّة بيروت، وبالتعاون مع اتّحاد بلديّات البترون وشبيبة الأبرشيّة، القيام برسالة إنسانيّة وروحيّة وإجتماعيّة في رعيّة مار أنطونيوس. وقام بعدّة جولات استكشافية في أحياء الرعيّة مع فريق خدمة المحبّة للإطلاع على أحوال الناس وتحديد إمكانيّات المساعدة. وكانت آخر جولة تفقديّة له نهار الخميس ٣ أيلول ٢٠٢٠، رافقه فيها أعضاء من فريق خدمة المحبّة ضمّ النائب العام المونسيور بيار طانيوس، الخوري فرنسوا حرب رئيس لجنة خدمة المحبّة، الدكتور شارل زعيتر رئيس بلديّة زان عن اتّحاد بلديّات البترون، المهندس إيلي السمراني رئيس مكتب كاريتاس البترون، السيّد جوزيف عجلتوني المدير الإقليمي لجمعيّة مار منصور، الشماس إدغار حرب، المهندس غسان نعمة عن الحركة الرسولية المريمية، المهندس زياد واكيم عن أخويات الشبيبة. واستنتجوا بعد الجولة ما يلي:
1- أن أقلّ من ٢٠% من العائلات فقط من أصل ٤٠٠ عائلة تضمّها الرعيّة، بقيت ساكنة في منازلها، بينما الباقون يأتون نهاراً للعمل في الترميم ويعودون مساءً للسكن المؤقّت عند أحد الأقارب أو الأصدقاء خارج بيروت.
2- أن الأهالي سئموا من الوعود الكلاميّة من الجمعيّات الرسميّة والغير الحكوميّة، ومن توزيع الحصص الغذائيّة والخبز والماء. إنّهم ينتظرون المساعدات الماديّة لترميم منازلهم والعودة إليها قبل الشتاء. ويتساءلون أين المساعدات الدوليّة التي تصل إلى لبنان!
3- أن كلفة الترميم عالية جدّاً، لاسيّما أنّ معظم المنازل مصنّفة أثريّة وتحتاج إلى إذن خاصّ من مديريّة الأثار.
فكان القرار أن تبدأ البترون بترميم بيت أو أكثر، بحسب الإمكانيّات المتوفّرة، فتساهم بذلك إلى باعادة عائلة تلو الأخرى إلى منزلها.
أمّا الأحد، فقد وصل الوفد البترونيّ إلى كنيسة مار أنطونيوس الساعة العاشرة قبل الظهر واستقبله الخوري داني الجلخ مع بعض أبناء وبنات رعيّته الذين اجتمعوا خصّيصاً للمشاركة في القدّاس الذي ترأسّه سيادة المطران خير الله في العاشرة والنصف. وكانت له كلمة في العظة قال فيها:
“بتأثّر كبير أنا معكم اليوم باسم راعي أبرشيّتكم الحبيب المطران بولس عبد الساتر لكي أشارككم محنتكم ومآسيكم وحزنكم وإيمانكم ورجاءكم. أنا معكم اليوم لكي أعزّيكم بضحاياكم وأصلّي لشفاء جرحاكم ولعودة أهلكم، ولكي أقول لكم كما قال يسوع في إنجيل اليوم للمرأة الخاطئة: إيمانكم خلّصكم! عشنا معكم ولو من بعيد، فظاعة الفاجعة التي حلّت بكم مساء الثلثاء ٤ آب، وأنتم جيران المرفأ الأقربون، وقدّرنا كم أنّ الله حاضر معكم وفي كلّ بيت من بيوتكم وفي كلّ عائلة من عائلاتكم، إذ كان للإنفجار أن يحصد آلاف الضحايا. فكان من آلاف الشباب والصبايا ومنهم أبناؤنا البترونيّيون أن توافدوا من كلّ لبنان لمساعدتكم وللتعبير عن تضامنهم ومحبّتهم. فعكسوا وجه لبنان الرسالة في حبّ الحياة والعزم على إعادة البناء. وكان من قداسة البابا فرنسيس أن توقّف في المقابلة العامّة يوم الأربعاء الفائت وذرف الدموع على لبنان وهو يحمل علم لبنان قبّله، وقال لكم أنتم يا أبناء وبنات بيروت: “لا تخافوا! لا تتركوا بيوتكم وأرضكم! حافظوا على تراث وطنكم الفريد في المحبّة والعيش معاً واحترم التعدديّة”.
وجاء موفد قداسة البابا منذ يومين يقول لكم: “لا تخافوا! سنبني معكم بيروت من جديد!”
من خلال جولاتي بينكم، تحسّست وجعكم، وسمعت صراخكم وغضبكم على المسؤولين الذين لا يزالون يتفرّجون عليكم وأنتم تنتظرون المساعدات لإعادة البناء. ولكني إكتشفت في قلوبكم إيمانكم الكبير بالربّ يسوع المسيح الذي يقول لكم: كنيستي مبنيّة على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. ها هي كنيستكم تحضنكم اليوم بعد الدمار الذي حلّ بها. وكما كنيستكم، بيوتكم سترمّم بإذن الله وتضامن الخيّرين. لكن الأهمّ يبقى في أن ترمّم المحبّة في قلوبنا جميعاً. والمحبّة تنبع من الإيمان وتترجم بالأعمال اليوميّة. وتضامننا معكم من كلّ لبنان ومن دول العالم يترجم من محبّة يسوع المتجسّدة لخلاصنا.
بيروت مدينتكم وعاصمة العالم، دُمّرت مرّات ومرّات وأعيد بناؤها، لتبقى عاصمة المحبّة والسلام والتلاقي والعيش الواحد في احترام تعدّديّة الثقافات والحضارات والديانات. يبقى علينا فقط أن نرفع الصوت معكم متوجّهين إلى جميع المسؤولين لنقول لهم: إنّ الله يحبّكم أنتم أيضاً، كما أحبّ زكا العشّار والمرأة الخاطئة، ويغفر لكم ويريد خلاصكم. توبوا إذاً ما دام الوقت أمامكم، وقوموا بالتعويض على الناس الذين سلبتموهم أموالها وحقوقهم. فأنتم أيضاً من أبناء ابراهيم ولكم مكان في ملكوت الله.
إنّها صرخة سبقنا عليها راعي أبرشيّتكم المطران بولس.
والكنيسة أمّكم وأنتم أبناؤها وأبواب الجحيم لن تقوى عليها فلا تخافوا.”

كفرحي في ٧ أيلول ٢٠٢٠ عشية عيد مولد العذراء مريم .

راعي أبرشيّة البترون المارونيّة،
المطران منير خير الله