لقاء حول أطروحة عن “تاريخ الاحزاب اللبنانية في أقضية زغرتا وبشري والبترون من 1943 حتى 1978


نظمت منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في البترون لقاء مع الدكتور ميشال دويهي حول أبحاث أطروحته للدكتوراه عن “تاريخ الاحزاب اللبنانية في أقضية زغرتا وبشري والبترون من 1943 حتى 1978 في حضور نقيب اطباء الشمال الدكتور سليم ابي صالح،النقيب السابق للمهندسين عطا جبور، عضو الهيئة التنفيذية لرابطة موظفي الادارة العامة المهندس ابراهيم نحال، مسؤول الحزب السوري القومي الاجتماعي في البترون خالد العبدالله، رئيس التيار النقابي المستقل جورج سعاده، رئيس هيئة الطوارىء الشعبية المحامي حنا البيطار،مختار إجدبرا شوقي مرعي، بالاضافة الى مسؤول الحزب الشيوعي في الشمال الدكتور الياس غصن ومسؤول منطقة البترون سمعان بو موسى ومحازبين واصدقاء.

قدمت للقاء وأدارته المسؤولة في قطاع التربية والتعليم في الحزب الشيوعي اللبناني نجيبه ابراهيم ثم القى غصن كلمة رحب فيها بالحضور وبالدكتور دويهي مثمنا اطروحته حول الاحزاب وقال:”ابحاث هذه الاطروحة لم تأت من صاحبها عن عبث، فهمّ التغيير ماثل امامنا وامام نخبة من الشباب الواثب الطامح الى التغيير في وطن يعاني من كم الازمات التي تهدد مصيره وكيانه. فقط قراءة في الماضي لفهم الحاضر والتحضير لمستقبل واعد هو المسار الصحيح والسليم لخريطة الطريق المستقبلية التي ستحضر للانقاذ. يكفي ان نستعرض مراحل الفورة النضالية السياسية والتنظيمية والفكرية التي غمرت ذاك الزمان والتي ما لبثت ان تلاشت تدريجيا على فظاعة وضراوة ما حيك من مؤامرات وما ارتكب من دسائس وجرائم بحق شعوب منطقتنا على رغم الجهود التي بذلت والتضحيات الجسام في سبيل التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي والعدالة والسلم.”

واضاف:”المرحلة ما بين 1943 و1978 الغنية بالتجارب والتي عرفت النجاحات والاخفاقات ومعرفة ووعي ودراسة ما اكتنفت من امور جوهرية، تختصر ربما ما ينبغي ان يكون عليه تصرفنا وسلوكنا وأداؤنا في هذا الظرف العصيب الذي نعيشه” داعيا الى “التزام واجب استعادة الاحلام الجميلة التي تبخرت والمليئة بالعبر كالورود المزينة بالاشواك.”

دويهي

ثم تحدث دوديهي عن اطروحته التي نالت تنويها من اللجنة المشرفة وقال: “هذه الاطروحة هي مشروع مصالحة ذاتي مع الحياة السياسية في الشمال” لافتا الى “اهمية الحياة السياسية في منطقة البترون ساحلا ووسطا وجردا والى الشبه في الحياة السياسية بين الاقضية الثلاثة.” واشار الى أن “النقص في المعلومات في المعنى التوثيقي للأحزاب ووجود أحزاب كبرى وتحركات لحركات عدة دفعاني لدراسة تاريخ الاحزاب بالاضافة الى علاقة الاحزاب بالعائلات السياسية والبيوت السياسية وما بقي منها.”

وعرض لمسار دخول الاحزاب الى الاقضية الثلاثة وسيرورتها ومن هم الاشخاص التي انتموا اليها مشيرا الى أن “البترون هي الاغنى بالحياة السياسية الا ان العائلات السياسية لم تكن موجودة خارج تنورين في حين ان البيوت السياسية كانت موجودة في مدينة البترون.”

وتناول “تحديات دخول التيارات الحزبية الجديدة ونوعية الجمهور الذي استقطبته الاحزاب بالاضافة الى حساسيات الناس” معتبرا ان “التزام الفكر هو الذي يؤدس الالتزام بالاحزاب مع العلم ان الصراعات العائلية لعبت دورا في الانتماءات الحزبية.”

وتحدث عن الانتماء الاولي اي الانتماء الى العائلة او العشيرة والبلدة والمذهب والطائفة والمنطقة حيث ان القربى لعبت دورا في الانتماءات الحزبية.”

واشار الى ان “قضاء بشري كان الاقل احتكاكا بالحياة الحزبية والصراع بين العائلات لم يكن دمويا خلافا للوضع الذي كان سائدا في زغرتا لجهة تطور الاختلافات الى اشكالات دموية حيث تسبب العنف بين العائلات والادوار التي لعبتها العائلات على الصعي الوطني مشاكل جعلت الحياة الحزبية في زغرتا انشط من قضاء بشري. أما في البترون فكل الاحزاب التي دخلت الى البترون دخلتها من بوابة وسط البترون الذي كان ارضا خصبة لاستقطاب الاحزاب.”

وتطرق الى العنف في زغرتا وموقف الشباب الزغرتاوي والحركات الحزبية والسلوكيات اليسارية التي انطلقت فيها. كما تحدث عن خروج تدريجي للاحزاب مع حلول الحرب الاهلية ودخول خجول من جديد بعد الحرب وحلول مرحلة السلم.

وتكلم عن علاقة المدينة الكبرى بالمدن والبلدات الصغيرة مشيرا الى ان كل الذين انتسبوا الى الاحزاب كانوا من الطبقات الاجتماعية نفسها الا ان البترون كانت القضاء الذي استقطب جميع الاحزاب السياسية التي استطاعت ان تجد لها موظىء قدم في منطقة البترون.”

وختم :”قضاء البترون كان قضاء مرحبا بالاحزاب السياسية وكان أكثر حيوية ونشاط حزبي من زغرتا وبشري.”

ثم كان حوار ورد دويهي على اسئلة الحضور.