غداة مرور 4 أيام على اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، لا يزال المشهد السياسي في لبنان مثقلاً بفكرة البحث عن حكومة جديدة وعن رئيس لها، مع ما يعنيه الأمر من انتظار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سيدعو النوّاب إلى الاستشارات النيابيّة المُلزِمة لتسمية رئيس جديد يُكلّف تشكيل الحكومة.
ووسط تزاحم السيناريوهات، وضيق الوقت والخيارات، وفيما دخلت البلاد عمليّاً في مرحلة تمديد التصريف بلا مصرّفين، أشارت المعطيات الواقعيّة أنّ مدّة غير قصيرة ستمرّ قبل أن يتمكّن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تحديد موعد للاستشارات النيابيّة المُلزِمة، لأنّ تحديد الموعد، كما يتردّد، لن يكون متاحاً قبل بلورة اسم الشخصيّة السنيّة التي سيجري تكليفها، وإلّا لن يكون موعد لاستشارات يقاطعها المكوّن السنّي، بثقله الأساسي، تجنّباً لتكرار تجربة حكومة حسّان دياب الأحاديّة الفريق من «قوى 8 آذار». وتبعاً لذلك، ستترقّب الأوساط المعنيّة مسار الأيام القليلة المقبلة. علماً أنّ عطلة عيد الأضحى ستشكّل ذريعة أساسيّة لدى العهد للتذرّع بمآل بطيء للاستشارات النيابيّ.
تجدر الإشارة إلى ارتفاع منسوب الكلام عن أنّ الخطّة التي يعمل عليها العهد وتيّاره وحليفه «حزب الله» تقوم على مجلس حكْم بقيادة الرئيس عون، يمسك بمقاليد البلاد عبر «المجلس الأعلى للدفاع» كغرفة تحكّم وسيطرة، على أن تكون حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب ذراعه التنفيذيّة.
وفي صلب المشهد السياسي، فإنّ الوقائع التي تلت إعلان الرئيس الحريري اعتذاره أبرزت، بما لا يقبل جدلاً، أنّ البلاد ذاهبة إلى أزمة تكليف مفتوحة، وأنّ تحديد موعد للاستشارات النيابيّة المُلزمة، لتكليف شخصيّة تشكيل الحكومة، لن يكون بالسهولة المزعومة التي يبديها العهد وفريقه، لأنّ ما تسبّبت به عوامل دفع الحريري إلى الاعتذار أثارت تداعيات، لن يكون أقلّها أزمة تكليف مفتوحة.
قراءات
وفي الانتظار، لا تزال القراءات السياسيّة تضجّ بلغة «العدّادات»، بدءاً من عدّاد الـ11 شهراً على استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب (حكومة تصريف الأعمال الحاليّة)، والتي يجري التلميح إلى تعويمها مجدّداً، مروراً بعدّاد الأشهر التسعة في سجلّ تكليف الحريري تشكيل حكومة، والتي وُضِعت نهاية لها بطريقة غير مسبوقة في تاريخ لبنان المعاصر، وصولاً إلى «تصفير» عدّاد التكليف، ليعاود الاحتساب من جديد، لكنْ ليس قبل أسبوع.
تحذير
حذرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» من أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان إلى تدهور أمني، متهمةً ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بإضعاف البلاد، واعتبرت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، دانا ستراول، أن ميليشيات «حزب الله» نجحت في إبقاء لبنان ضعيفاً، محذرة من أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية بلبنان إلى تدهور أمني.
البيان – وفاء عواد
هذا الخبر هل يتجه لبنان إلى سيناريو «مجلس حكم» بقيادة عون؟ ظهر أولاً في Cedar News.