تتزايد الرغبة في تطبيق أنظمة غذائية تعتمد على المصادر النباتية في مختلف أنحاء العالم، مع تزايد الوعي بقضايا المناخ وأنماط الحياة الصحية، لكن البعض في لبنان يلجأون إلى تطبيق النظام الغذائي النباتي مضطرين إلى ذلك بعد الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد.
وبعد أن دفعت الأزمة بأكثر من نصف السكان إلى هاوية الفقر، وجد كثير من اللبنانيين أنفسهم عاجزين عن شراء اللحوم أو الدجاج.
وترتفع الأسعار وتتدني الرواتب مع استمرار انهيار العملة التي فقدت 90 في المائة من قيمتها في العامين الماضيين.
وبحسب “رويترز”، قال كميل ماضي، مدير جمعية بيز كامب التي توزع الوجبات على المحتاجين “توجد مشاكل في البلاد .. يعاني من قلة اللحوم والدجاج”.
واضطر الجيش بعد تخفيض الميزانية لاستبعاد اللحوم من قوائم الوجبات في العام الماضي.
كانت بيز كامب، التي بدأت نشاطها في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الصيف الماضي، تسلم طرودا غذائية يومية تحتوي على البروتين، ولكن مع تقلص التبرعات وجنون الأسعار تقتضي الضرورة العثور على بديل.
أصبحت الجمعية تسلم الوجبات من مرة إلى ثلاث مرات في الشهر للمحتاجين، وتوفر علب الطعام بدلا من الوجبات الساخنة، بلا لحوم أو دجاج.
تضافرت جهود بيز كامب والمركز الاجتماعي للنباتيين في لبنان، الذي يشجع على اللجوء إلى المصادر النباتية، لتقديم 100 وجبة نباتية، حسبما قال ماضي وهو يراقب ويشرف على متطوعين يقومون بتسليم علب الطعام في منطقة الكرنتينا في بيروت التي تضررت بشدة من انفجار المرفأ.
وأثناء تسليم صناديق المساعدات، كان أعضاء المركز الاجتماعي للنباتيين يعكفون على رفع الوعي بأهمية الطعام النباتي وأنه يمكن أن يكون الحل في الوقت الراهن.
وقال الناشط رولان عازار “توزيع الأكل النباتي صحي، الفرد الآن يستبدل البروتين في اللحوم من النبات”.
قال ماضي إن الأطفال الذين يأكلون المنقوشة، وهي فطائر البيتزا اللبنانية المغطاة بالجبن، يمكنهم رفع مستوى جودة الوجبات بالقدر نفسه من الإنفاق ولكن على أصناف نباتية.
وحذر حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان من أن بلاده وشعبه “على شفير الكارثة” ودعا المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية الطاحنة.
ووصف البنك الدولي الأزمة اللبنانية بأنها أسوأ حالة كساد في التاريخ الحديث.
وتحول الغضب من نقص الوقود إلى مشاجرات في محطات البنزين وبدا أن رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال يحذر من احتمال نشوب المزيد من الاضطرابات.
وقال دياب في كلمة بعد اجتماع مع مجموعة من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة”.
وأضاف “إن لبنان يعبر نفقا مظلما جدا، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف”.
ويتولى دياب حكومة تصريف أعمال منذ استقالته في أعقاب انفجار كارثي في مرفأ بيروت يوم الرابع من آب (أغسطس). ومنذ ذلك الحين لم يتمكن الساسة المنقسمون من الاتفاق على حكومة جديدة.
وفيما يتعلق باستئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي قال دياب “لا يحق لهذه الحكومة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتطبيق خطة التعافي التي وضعتها الحكومة، لأن ذلك يرتب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها”.
وفي الشهر الماضي، حمل مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي زعماء لبنان المسؤولية عما وصلت إليه البلاد من أزمة سياسية واقتصادية وقال إن بعضهم قد يتعرض لعقوبات إذا استمر تعطيل خطوات تشكيل حكومة جديدة وبدء إصلاحات.
وقال دياب “أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطرا على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر في الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمنا باهظا يهدد حياته ومستقبله كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم”.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، صنفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.
وبحسب “الفرنسية”، لا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد.
ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان. إلا أن فرنسا، التي تقود ضغوطا دولية لتشكيل حكومة جديدة، والأمم المتحدة نظمتا منذ أيلول (سبتمبر) مؤتمرين دوليين، قدما مساعدات انسانية عاجلة للمتضررين من الانفجار ومنظمات المجتمع المدني، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.
ونبه دياب في كلمته الى أن “لبنان يعبر نفقا مظلما جدا، وبلغت المعاناة حدود المأساة”. وأشار الى أن الأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون “تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء”.
وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال قادة الدول والمجتمع الدولي “المساعدة في انقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان” الذي بات “على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي”.
وأضاف مخاطبا الدبلوماسيين “أدعوكم إلى .. أن تساعدونا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان”.
وتعمق الأزمة الاقتصادية المتمادية معاناة اللبنانيين الذين بات يئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية. وينتظر المواطنون لساعات في طوابير أمام محطات الوقود، أو بحثا عن أدوية بات معظمها مفقودا، وسط تقنين قاس في الكهرباء.
ولم يبق أي مرفق عام أو خاص أو طبقة اجتماعية بمنأى عن تداعيات الانهيار. وترفع قطاعات عدة صوتها يوميا محذرة من عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات، في وقت بدأت الحكومة، على وقع شح احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.
وأقر دياب أن ما تتخذه حكومته من اجراءات وتدابير “نجحت في تأجيل الانفجار وليس منعه”، معتبرا أنه “لا تستطيع هذه الحكومة ولا أي حكومة أخرى أن تنقذ البلد من المأزق، من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية”.
“الاقتصادية” من الرياض
هذا الخبر الأزمة الاقتصادية تدفع اللبنانيين للجوء إلى نظام غذائي نباتي مع ارتفاع أسعار اللحوم ظهر أولاً في Cedar News.