مجددا، عاد الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، بجعبة تبدو خالية، من تشكيلة حكومية محدثة، لتكون البديل للتشكيلات الأخرى التي أصابها العفن في درج مكتب رئيس الجمهورية ميشال عون.
وسيستهل الحريري نشاطه ما بعد العودة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعتبر علاقته به بمنزلة خط أحمر. وقد رفض بري، ولايزال، اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة، معتبرا ان تأليفها هو الباب الواسع للخروج من الجحيم اللبناني.
وتحدثت مصادر «كتائبية»، عن سيناريو اعتذاري من جانب الرئيس المكلف، استنادا الى اتفاق مسبق، على تأليف حكومة انتخابات، يكون للحريري عليها حق التزكية او الرفض، بالنسبة لرئيسها خصوصا، تكون مهمتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، إذا أمكن او في موعدها، على الأرجح.
وتناول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال افتتاح أعمال مؤتمر «فلسطين تنتصر» في بيروت، المعضلة الحكومية، معلنا أنه من المفترض أن تكون هذه الأيام حاسمة لتشكيل الحكومة، حيث يمكن للقاءات التي ستعقد أن ترسم المسار الحكومي بشكل واضح.
وفي حديثه عن عقدة تأليف الحكومة قال إنها: «ناتجة عن أزمة النظام» و«هناك أزمة سياسية وفساد مستشر وسرقات بلا حدود واحتكار بلا حدود، مضيفا: «هناك أيضا أزمة وعي على المستوى الشعبي إذ لا معنى لإطلاق النار والإشكالات على محطات المحروقات».
ولفت إلى ان السبب الأساسي للأزمة هو الحصار الأميركي الذي يريد أن يعاقب ويمنع أي مساعدة تأتي إلى لبنان.
وتابع أن السفيرة الأميركية «التي تخرج وتنظر على اللبنانيين حكومتها هي من تمنع أي مساعدة للبنان، كما أن إدارة بلادها هي التي تهدد بالعقوبات وهي التي تمنع لبنان من الاستعانة بأي صديق شرقي».
وسأل: «أليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع البنوك اللبنانية من إحضار أموالها من الخارج، وتمنع المساعدة من الشرق مثل الصين؟».
واعتبر أن هناك خوفا لدى البعض من أن تضعهم أميركا على لائحة العقوبات وقال: «يخافون من أن يوضعوا على لائحة العقوبات الأميركية ولبنان كله ذاهب إلى الموت».
وأكد أن الهدف من الحصار الأميركي هو إثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة، مشددا على أن الشريك في تدمير العملة اللبنانية هي السفارة الأميركية وأشار إلى أن السياسات الخاطئة من أسباب الأزمة بلبنان، لكن أميركا هي السبب الأساسي لأنها شريكة الفاسدين.
عمليا، ليس ما يؤشر على قرب خروج عقدة تأليف الحكومة من مسارها التعطيلي، في ظل إصرار الرئيس عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل، على سحب الشرعية من تكليف الحريري، لنعود الى نفق الاستشارات النيابية الملزمة، وهو ما ليس مؤكدا الوصول إليه، طالما ان الدفة النيابية في قبضة الرئيس بري.
ويحظى موقف بري، بارتياح الفاتيكان كما يبدو مما نقلته صحيفة «النهار» البيروتية، من تنويه البابا فرنسيس أمام البطريرك الراعي، بمبادرة بري الحكومية ودعوته للصلاة على نية بري».
من جهته، نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية جورج عدوان، طالب بعودة السفير في ألمانيا مصطفى أديب، ليشكل حكومة على صورته، تحضر للانتخابات، ولنذهب الى الانتخابات.
وكانت «الأنباء» أشارت إلى عرض حملته نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، إلى أديب في ألمانيا بالعودة إلى بيروت وتشكيل حكومة مجددا. لكنه اعتذر عن ذلك، لأنه لم يلحظ تغييرا في الجو السياسي العام، عما كان عليه الحال، يوم حاول تشكيل حكومة ثم اعتذر بنفسه.
وفي هذا الوقت، أشارت تقارير إخبارية الى مناورات عسكرية يجريها حزب الله في أكثر من منطقة لبنانية!
وفي سياق متصل، لاحظ لقاء سيدة الجبل، الذي يضم مجموعة من المفكرين السياسيين والسياديين، في بيان صدر عنه أمس، انه بعد مبادرة الفاتيكان بدأت الصحافة الموالية لحزب الله تظهر خوفها من قلب الأوضاع، وتعلل ذلك بتسمية «عودة الانتداب الغربي».
وجدد لقاء سيدة الجبل تأكيده أن لبنان وطن سيد حر مستقل، عربي الهوية والانتماء بحسب الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وكل دعم خارجي هو مشكور خصوصا إذا أتى بهذا الاتجاه وبمواجهة الاحتلال الإيراني.
أمام هذا الواقع يتوزع الرأي العام اللبناني في اتجاهين: الأول يلتحق بإيران وحزب الله وحلف الأقليات في المنطقة ويعبر عنه رئيس الجمهورية وتياره السياسي، أما الثاني فتعبر عنه دعوة بكركي والفاتيكان إلى تنظيم مؤتمر دولي لتحرير الشرعية الوطنية والعودة إلى قرارات الشرعية الدولية.
الانباء – عمر حبنجر
هذا الخبر سيناريو افتراضي لحكومة انتخابات بتزكية حريرية ودعوة لإعادة تكليف مصطفى أديب ظهر أولاً في Cedar News.