تتساءل الدوائر السياسية في بيروت، عن التحركات المرتقبة عقب اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، ظهر الثلاثاء، في قصر بعبدا الرئاسي بدعوة من رئيس الجمهورية، ميشال عون، وهل يمكن احتواء الغضب الشعبي؟ وهل تستطيع قوى الأمن والجيش منع احتقان «فوضى عارمة» بدت مؤشراتها تثير مخاوف وقلق السلطات اللبنانية؟ وفي ظل غياب الحلول الجذرية للازمات المتفاقمة داخليا .
تخوف من «تفلّت الأمور»
أكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء اللبنانية، أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع ناقش أكثر من ملف مرتبط بالوضع الراهن والتخوف من تفلت الأمور بفعل التحركات الاحتجاجية على الواقع القائم والذي ينذر بمضاعفات خطيرة.
وأعلنت المصادر نفسها، أن المجلس ناقش الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل المحافظة على الاستقرار ومنع أي تدهور جراء تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والمالية.
فوضى مقصودة
الأحداث الساخنة، وفي أكثر من منطقة، وتحديداً في طرابلس، تؤشر أيضا، بحسب مصادر سياسية مطلعة، إلى خطورة الاوضاع، لأن القوى الأمنية قد تصبح عاجزة عن مواجهة انتفاضة وأعمال شغب واسعة خصوصا اذا كانت تحمل عناوين معيشية ومطلبية.
ولفتت تلك الأوساط الى أن تحذيرات رئيس حكومة تصريف الاعمال من فوضى مقصودة على أبواب الصيف، ليست تحليلا، بل مخاوف مستقاة من تقارير امنية وضعت على مكتبه خلال الساعات القليلة الماضية.
وبدت بيروت مع هبوط الليل مدينة منكوبة، بحسب تقاير أمنية وإعلامية، وكدلالة على نكبتها يمكن القول إن طرابلس وصيدا وصور والنبطية وجبيل وبعلبك وجونيه وكل مدن لبنان في وضع مماثل: الشلل، اليأس، البطالة، فقدان السلع الأساسية، ومقومات الحياة، من الكهرباء والمحروقات، والانترنت، وسائر الخدمات التي تبدو ضرورية وحيوية في وقت واحد.
غياب التحرك بانجاه الانقاذ
وفي قراءتها للمشهد العام في لبنان، تقول صحيفة اللواء، إن البلد كلّه في الشارع، والحاكم عى عناده وشروطه، من دون السماح بالتقدم قيد أنملة على صعيد البدء بعملية وقف الانهيار عبر حكومة متحررة من القيد الحزبي، وطغيان الطبقة السياسية «الفاسدة».
وبدل وضع الحل على السكة، تمعن هذه الطبقة بمحاولات تقسيم الموظفين بين عسكريين تدرس اغراءهم بزيادات على معاشاتهم دون المدنيين، والتلويح بإجراءات لئلا يتفلت الشارع من جرّاء الحركة الاحتجاجية.
دوامة العقد والشروط التعجيزية
ومع العجز المتمادي من قبل المنظومة الحاكمة في الحد من الانحدارات المتتالية، وفي عدم القدرة على تشكيل حكومة قادرة وفاعلة، تؤكد مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، استمرار الدوران في دوامة العقد والشروط التعجيزية، برغم كل ما يتسرب من معلومات واخبار عن حلحلة ما، تمهد الطريق لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت المصادر للصحيفة اللبنانية، إن مسار الاتصالات والتواصل بخصوص تشكيل الحكومة متوقف تقريبا على المستويات المعهودة سابقا باستثناء تواصل هاتفي محدود.
وما يزال البحث يتركز على النقاط الاساسية الواردة في مبادرة الرئيس نبيه بري والتي تبناها حزب ألله بالنقاش مع رئيس التيار الوطني الحر، كمرتكز للتوصل الى تفاهم مشترك لتشكيل الحكومة برغم التحفظات التي ابداها الاخيرعليها.
وأشارت المصادر إلى أن تكتما يفرض على نقاط الخلاف المتبقية من قبل الجهات المعنية الا انها اعربت عن اعتقادها، بانها اصبحت محصورة بنقطتين: الأولى الخلاف على تسمية الوزيرين المسيحيين وقد عرضت اكثر من صيغة مقبولة من بري لمعالجتها،في حين تبقى نقطة مشاركة كتلة التيار الوطني الحر بالحكومة من عدمه وعما إذا كانت ستمنح الحكومة الجديدة الثقة ام لا؟
أسباب انفلات عاصفة الغضب
وتحذر الدوائر السياسية في بيروت، من أن الاحتقان الشعبي بات ينذر بالتفلّت الأشدّ خطورة، إذ بدا واضحاً أن المعالجات التخديرية والظرفيّة للأزمات كأزمة المحروقات، وكارثة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، قد حرّكت عاصفة الغضب وانفجاره، واحتواء عاصفة الغضب هذه أصبح أكبر وأكثر تعقيداً من مجرّد إصدار جدول أسعار جديد للمحروقات، إذ إن تراكم الأزمات والفراغ السياسي صار محفّزاً أساسيّاً على إشعال شرارة الثورة. وفقا لتقاير إعلامية لبنانية.
لا حل يلوح في الافق
وترى صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن بعد انخفاض الليرة اللبنانية مرة أخرى، امتدت الاحتجاجات الساخنة إلى أجزاء مختلفة من لبنان في بلد يعاني من الفقر والندرة.وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن لا حل يلوح في الافق سواء من حيث الانسداد السياسي أو الأزمة الاقتصادية فمن الواضح أن الاثنين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا فالقادة السياسيون على غرار الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يواصلون الاستمرار في خلافاتهم حول تشكيل حكومة التي لا ترى النور.
بينما تشير صحيفة «لوريون لوجور» إلى أن ما يحدث في الشارع اللبناني، ينذر بالانهيار الكلي للدولة. انهيار لا يبدو أن المسؤولين السياسيين يرغبون في وقفه، ووصفت موقف القادة السياسيين في لبنان، بغير المسؤول وغير المبالي وغير الشجاع أمام الانهيار العام الذي يواجهه اللبنانيون.
الحل قد يأتي من الخارج !!
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، محمد بلوط، أنه لا توجد معطيات توحي بأن المسؤولين عن الأزمة مستعدون لتعديل مواقفهم لصالح الحل خصوصا أنهم باتوا أسرى مواقفهم المتشددة وحساباتهم السياسية والشخصية.
و الحل، بحسب ما ينقله الكاتب عن مصدر سياسي مطلع، قد يأتي بتدخلات إقليمية ودولية تضغط على الأطراف اللبنانية لتشكيل الحكومة وتنفيذ برنامج إصلاحي.
هذا الخبر «عاصفة الغضب» تضرب لبنان.. ومخاوف من «فوضى عارمة» ظهر أولاً في Cedar News.