كتبت لمياء شديد في سفير الشمال: استراحة فرضتها الاوضاع الصحية والأوضاع الاستثنائية التي طالت كل المناطق اللبنانية، ها هي مدينة البترون تنفض عنها غبار الأوبئة والأزمات المتلاحقة وتنجح بحجز موقع متقدم لها على خارطة السياحية اللبنانية.
في العام الماضي ألغيت مهرجانات البترون الدولية كغيرها من المهرجانات في المناطق اللبنانية باستثناء عدد من النشاطات التي أقيمت لبعث الأمل والقضاء على الألم والوجع الذي أصاب الجميع.
وبالرغم من الأوضاع الصعبة التي لا زالت قائمة حتى تاريخ اليوم، قررت لجنة المهرجانات أن تعيد الحياة الى المدينة ومن يجول اليوم في أحياء البترون وشوارعها وأزقتها خصوصا في المنطقة القديمة يدرك جيدا أن البترونيين نجحوا في استثمار تاريخ مدينتهم وحضارتها وأهميتها الأثرية وعظمتها وهي المدينة التي وصفت بأنها جوهرة سياحية ولؤلؤة على الشاطىء اللبناني.
لا نبالغ إن قلنا أن اللبنانيين يقصدون البترون من كل مكان ما أعطاها هذا الوهج الذي سطع محليا وعالميا واستقطب المستثمرين للانضمام الى الاسرة البترونية من خلال مشاريعهم السياحية التي انطلقت بزخم بالرغم من كل الصعوبات.
لجنة المهرجانات أرادت أن تواكب هذه النهضة السياحية وتدعمها من خلال مهرجانات تتناسب مع الظروف القائمة كما يقول رئيسها المحامي سايد فياض فيؤكد أن “البترون أخذت قسطا من الراحة خلال الفترة الماضية وكنا في حال من الترقب لكل ما يحصل في لبنان وكان غيابنا قسريا في العام الماضي فألغينا فعاليات المهرجان كما حصل في المناطق الاخرى بسبب الظروف التي لا زالت تداعياتها قائمة خصوصا انفجار بيروت الذي أصاب كل لبناني في الصميم. وهذا العام حاولنا وضع برنامج غير مكلف بحيث لن نستقبل فنانين عالميين وسيكون مهرجاننا لهذا الصيف مهرجان الفن والثقافة والرياضة والسينما مع ترويج للمنتجات المحلية والصناعات البترونية وتشجيع الحرفيات والأعمال اليدوية.”
الانطلاقة ستكون مع مهرجان البيرة والنبيذ والماكولات البحرية في 16 و17 تموز ومعرض الحرفيين لتشجيع البترونيين الذين يعملون بيدهم والاضاءة على أعمالهم في 23 و24 و25 تموز . اما في الفترة الممتدة بين 15 آب و5 أيلول فستكون هناك سلسلة نشاطات وسيكون اصدقاء البترون وزوارها على موعد مع معرض صور للمصور الفوتوغرافي فارس الجمال ومعرض لعدد من الرسامين الذي سيعرضون لوحاتهم وذلك في السوق القديم كما سنستضيف مهرجان stand up paddle في اكبر تجمع لل paddles في الشرق الأوسط في خليج البحصة.
وتختتم المهرجانات بموعد مميز مع مهرجان الافلام القصيرة المتوسطية في 2 و3 و4 و5 أيلول وسيتخلله عرض افلام قصيرة من كل دول المتوسط وهو من إعداد إبن مدينة البترون الدكتور نيكولا خباز وسيحيي الليلة الاولى من مهرجان الافلام المتوسطية 10 عازفين عالميين في Villa Paradiso في السوق القديم وذلك بالتنسيق مع الملحن والمنتج الموسيقي خالد مزنر. والمهرجان مجاني وسيغيب عنه هذا العام المخرجون العالميون بسبب الظروف الاستثنائية. وستخلل المهرجان عرض سلسلة افلام عن شخصيات بترونية.
كما يلفت فياض”أردنا التأكيد أن البترون هي كتلة فرح ونشاط وحياة ولن نستسلم بالرغم من الظروف ونعرف جيدا ان بلدنا مجروح ونعرف أن المواطنين يعانون ولكن علينا ان نقاوم ضد القهر والحزن والظلم والفقرتماما كما ان هناك مقاومة ضد الاحتلالات. نريد أن يعيش شعبنا اللبناني براحة وسلام، لبنان موجود وحاضر في كل دول العالم، هذا الوطن الذي صدر النخب والبارعين والمميزين الذي تبوأوا أعلى المراكز في كل دول العام، أعطى رؤساء جمهورية ووزراء ونواب واصحاب شركات ونحن قادرون ان نكون ناجحين بتكاتفنا وتضامننا وصمودنا في وجه كل التحديات التي نواجهها على كافة المستويات. علينا ان نؤمن بلبنان وبمدننا وقرانا وبلداتنا ولنعمل من اجلهم بمحبة وامانة وتفان وعلى كل من يعمل في الشأن العام يجب ان يكون خادما للشعب.”
وأكد فياض أن “البترون تستقبل كل الناس من كافة المشارب والطوائف والاحزاب والديانات ومفتوحة للجميع وتستقبل الضيوف بال “اهلا وسهلا” وبالمحبة. هذه هي البترون وهذا هو شعب البترون.”