خيرالله: لإحياء سنة العائلة في كل الابرشيات والرهبانيات والمنظمات المعنية بشؤون العائلة

وجه رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان المطران منير خيرالله رسالة إلى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة ورؤساء وأعضاء لجان العيلة في الابرشيات، لمناسبة إنطلاق سنة العائلة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس والتي تبدأ في 19 آذار 2021 عيد القديس يوسف. وجاء في الرسالة:

“سوف تبدأ، يوم الجمعة المقبل، في التاسع عشر من آذار يوم عيد القديس يوسف، سنة العائلة – فرح الحب. ” وهي سنة خاصة للنمو في الحب العائلي “، كما وصفها قداسة البابا فرنسيس في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي الأحد الفائت 14 آذار 2021. ودعا فيها إلى ” انطلاقة رعوية متجددة وخلاقة تضع العائلة في محور اهتمام الكنيسة والمجتمع “. وصلى من أجل ” كل عائلة كي تشعر في بيتها بالحضور الحي لعائلة الناصرة المقدسة وكي يملأ هذا الحضور جماعاتنا البيتية الصغيرة بالحب الصادق والسخي الذي هو مصدر الفرح حتى وسط المحن والصعوبات “.
وكان قداسة البابا فرنسيس قد أعلن، في 27 كانون الأول 2020، سنة العائلة، على أن تكون سنة تفكير حول الإرشاد الرسولي ” فرح الحب ” في الذكرى الخامسة لصدوره (19/3/2016)، تمتدّ من 19 آذار 2021 حتى 26 حزيران 2022 موعد اللقاء العالمي العاشر للعائلات في روما.
وأوكل إلى ” عائلة الناصرة المقدسة، ولا سيما القديس يوسف (الذي أعلن عن سنة خاصة مكرّسة له تمتدّ من 8 كانون الأول 2020 حتى 8 كانون الأول 2021)، هذه المسيرة مع عائلات العالم أجمع “. وطلب من ” العذراء مريم ” ( التي كرّس لها السنة الجديدة 2021، راجع عظة قداس رأس السنة 1/1/2021 في بازيليك القديس بطرس)، ” أن تنال من الله لعائلات العالم أجمع الإنجزاب أكثر فأكثر إلى المثال الأعلى الانجيلي للعائلة المقدسة، فتصبح خميرةَ إنسانيةٍ جديدة وتضامنٍ ملموس وعالمي “.
” إن عائلة الناصرة، ولأنها عائلة يسوع، هي العائلة النموذجية التي تستطيع أن تجد فيها جميعُ العائلات في العالم نقطتها المرجعية الأكيدة ومصدر إلهامها المضمون “.لذا فاننا مدعوون، يتابع قداسة البابا فرنسيس، اقتداءً بالعائلة المقدسة، لأن نكتشف مجدَّدًا القيمة التربوية للنواة العائلية التي تقوم على المحبة التي تجدّد العلاقات باستمرار وتفتح آفاق الرجاء. باستطاعتنا أن نختبر في العائلة شركةً روحية صادقة عندما تكون بيتًا مصلّيًا، وتكون المشاعر صادقة وعميقة ونقية، وعندما يفوق الغفران الخلافات، وعندما يستقرّ الحنان المتبادل والالتزام الهادئ بإرادة الله حتى يخفف من قسوة الحياة اليومية “. “

وتابع خيرالله:” وتنفيذا لسنة العائلة، حدد لها مجمع العلمانيين والعائلة والحياة في الفاتيكان خمسة أهداف:
1- نشر مضمون الإرشاد الرسولي ” فرح الحب”، لكي ” يتمكن الأشخاص من أن يختبروا أن إنجيل العائلة هو فرحة تغمر القلب والحياة بأكملها ” (فرح الحب، عدد 200).
2- إعلان أن سر الزواج هو عطية من الله وفيه قدرة تقدس الحب البشري. لذلك إنه من الضروري أن يعمل الرعاة والعائلات معا بمسؤولية مشتركة وتكامل رعوي بين مختلف الخدمات والمواهب في الكنيسة (عدد 203).
3- دعوة العائلات إلى أن تكون فعّالة في الراعوية العائلية. وهذا يحتاج إلى مجهود في التبشير والتعليم الديني داخل العائلة (عدد 200).
4- تحفيز الشباب إلى أهمية التنشئة على حقيقة الحبّ وإلى بذل الذات بمبادرات خاصة بهم.
5- توسيع راعوية العائلة بحيث تشمل الأزواج والأولاد والشباب والبالغين وذوي الحالات الخاصة.”

وأشار إلى أن” خبرة وباء كورونا سلّطت الضوء على الدور المركزي للعائلة بصفتها كنيسة بيتية، وعلى أهمية العلاقات الجماعية بين العائلات التي تجعل من الكنيسة ” عائلة العائلات ” (فرح الحب، عدد 87). فنتخذ من العائلة المقدسة مثالاً وقدوةً لعائلاتنا.
وإذا كان قداسة البابا فرنسيس قد خصّ في العائلة المقدسة القديس يوسف وأعلن عن سنة مكرّسة له، فذلك لأنه يريد أن يجعل لنا منه مثالاً وقدوة، وأن يقول لنا: إن كل واحد منا، من حيث هو وحيث يعيش ويشهد، يستطيع أن يكون قديسًا. كل أب يجعل من أبوّته حياة تقدمة للذات في المحبة المكرّسة في خدمة يسوع يستطيع أن يكون قديسًا، وكل أم تجعل من أمومتها، على مثال العذراء مريم، فعل حبّ تتميمًا لإرادة الله، تستطيع أن تكون قديسة.”

ودعا خيرالله في رسالته” وباسم اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان، إلى إحياء سنة العائلة مع سنة القديس يوسف، في الأبرشيات والرعايا والرهبانيات، وفي الحركات والمنظمات المعنية بشؤون العائلة، وفي مراكز الإعداد للزواج ومراكز الإصغاء والمرافقة المتخصصة. فنعمل معا على نشر مضمون الإرشاد الرسولي فرح الحب وعلى التعمق في دعوة العائلة في ضوء كلمة الله وتعاليم الكنيسة، وعلى توسيع راعوية العائلة بحيث ينضوي فيها جميع المعنيين في سبيل إعلان إنجيل العائلة، إنجيل الفرح بالمسيح.
وننظم معا المبادرات التي نراها مناسبة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والرعائية الراهنة”.

وختم:” نسلم عائلاتنا إلى حماية العائلة المقدسة وشفاعتها ونطلب من الله أن يباركها ويجعل منها كنائس بيتية تبعث الفرح والرجاء في مجتمعنا”.