أقيم صباح اليوم، قداس في دير سيدة البلمند البطريركي، في ختامه ألقى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي كلمة توجيهية، قال فيها: “يتوجه الرسول بولس إلينا جميعا ويخاطبنا قائلا: كل شيء يحل لي ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء يحل لي ولكن لا شيء يتسلط علي. رتب آباؤنا القديسون أن يتلى هذا المقطع من الرسالة إلى أهل كورنثوس حتى يذكروننا بالمعنى الحقيقي للصوم والجهاد الروحي المزمع. كل شيء يحل لي. يمكن لي أن أتم كل شيء وأن أتعاطى مع الناس كما أشاء وبخاصة في هذه الأيام حيث تسود شعارات كثيرة أولها مبدأ الحرية واحترام حرية الإنسان. لكن الرسول يقول: يمكنك عمل كل شيء، لكن ليس كل شيء يوافق. هناك النافع وغير النافع. تصلح هذه العبارة لأن تكون عنوانا لحياتنا وخريطة طريق لعيشنا في مجتمعاتنا وفي الكنيسة والبلد. تصلح لأن تكون خريطة طريق لمجتمعاتنا وذلك للمصالحة مع نفسها ومع الآخرين”.
أضاف: “لا شيء يتسلط علي، فالإرادة موجودة. وهي تقود ههنا إلى فضيلة أخرى وهي التمييز. التمييز بين النافع والضار. وهذه هي مشكلتنا في هذه الأيام في عملنا، في مجتمعاتنا وفي أوطاننا. علينا أن نمتلك الإرادة والتصميم أن نكون أحرارا ونخضع لكلمة الله فقط، فلا تتسلط علينا المصالح والغيرة والشهوة”.
وتابع: “الصوم ليس مجرد آلية خارجية تخص الطعام والمأكل والممارسة والصلوات، بل هو مسيرة تقديس وتجديد للانسان بكيانه كله. دعوتنا في الصوم أن نمتلك التمييز والإرادة وأن نكون أسيادا غير خاضعين لمغريات هذا العالم. وهذا ما نعانيه في لبنان الحبيب إذا ما نظرنا إلى الأوضاع التي وصلنا إليها. لماذا؟ لأن كل شيء يحل ولكن ليس كل شيء يوافق. هذه دعوة للمسؤولين والحكام والجميع لكي نمتلك جميعا هذا النضج”.
وختم: “صلاتي إلى الرب أن يعطينا أن ندخل هذا الصوم بروح التواضع والنضج والكبر والفهم العميق لمعنى الحياة والعلاقات الإنسانية، وأن نمتلك هذا التمييز والإرادة ونكون أسيادا وأحرارا على صورته ومثاله. فليعطنا الرب القوة لإتمام هذه المسيرة، هو المبارك إلى الأبد”.
هذا الخبر يوحنا العاشر من البلمند: كل شيء يحل لكن ليس كل شيء يوافق ظهر أولاً في Cedar News.