المطران خيرالله: هل يعتقد الحاكمون والسياسيون أنهم أبديون؟

إحتفلت رعية مار اسطفان البترون بعيد شفيعها القديس اسطفانوس، بقداس ترأسه راعي أبرشية البترون المطران منير خيرالله وعاونه فيه كاهنا الرعية الخوري بيار صعب وفرانسوا حرب والشماس جوني طنوس.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى المطران خيرالله عظة بعنوان: “يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة”، وقال: “نعيد اليوم معا عيد الشهيد القديس إسطفانوس شفيع رعيتنا وشفيع عائلاتنا وشفيع الكثير ممن يحملون إسم القديس اسطفانوس الشهيد الاول في الكنيسة”.

وأضاف: “أمام حدث استشهاد القديس اسطفانوس يحق لنا أن نسأل هذه الطبقة الحاكمة، من بعد موت يسوع المسيح على الصليب ألا يجب ان تقتنعوا؟ ألا يجب أن تسمعوا؟ كلام الحق؟ كلام التوبيخ القاسي، ما بالكم لا تسمعون وكأن لا أحد يتكلم” .

وتابع: “لقد سمعنا في إنجيل اليوم، كم كان كلام يسوع المسيح قاسيا، للكتبة والفريسيين والحكام، لقد قال لهم آباؤكم قتلوا الانبياء أنتم تتابعون مسيرتهم؟
لا تريدون أن تسمعوا كلام الحق، ولا تريدون أن ترتدوا عن أعمال الشر، فليترك لكم بيتكم خرابا. في النهاية، نرى أنهم لم يتأثروا وكأنه لم يتكلم أحد معهم، وحكموا على يسوع بالموت صلبا، لكن يسوع هو الذي أراد الموت على الصليب ليفتدي البشر، وقال وهو يموت على الصليب، يا أبتاه، أغفر لهم لانهم لا يدرون ماذا يفعلون. ولم يعلموا ماذا كانوا يفعلون وبقيوا كذلك.
مات يسوع وقام وتغيرت الحياة كما البشرية، وبعد يسوع، جاء أول شاهد وشهيد بإيمانه بيسوع المسيح كان القديس إسطفانوس، والذي اتخذ لغة يسوع ومنطقه، حتى يتكلم بإسم الله والحق ويشهد للمسيح الذي مات عن البشر والذي غفر فقط لانه يحب، ولا حدود لمحبته. كذلك هم واجهوه بالرجم حتى يقتلوه لانهم لم يستطيعوا ان يتقبلوا الكلام القاسي الذي قاله لهم”.

وأردف خيرالله: “لقد استطاع القديس اسطفانوس أن يغفر لمن أساء اليه، على مثال السيد المسيح فلقد غفر لراجميه قبل أن يموت رجما، وقال: “يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة”. فإذا تأملنا في هذا الحدث نرى أنه رغم موت يسوع المسيح وموت اسطفانوس رجما واستشهاده في سبيل إيمانه بيسوع المسيح، وإيمانه بالحق والحقيقة، نعتقد أنه لم يتغير أي شيء، لكن في الواقع نعرف أن التغيير حصل، لقد انقلبت حياة البشر، بعد موت يسوع، لقد تغير العالم وبدأ عالم جديد، عالم مليء بالعدالة والمحبة والسلام، على الرغم من أن هناك طبقة من البشر ترفض هذا الواقع، كذلك بعد استشهاد القديس اسطفانوس تم التغيير، حتى في مسار الكنيسة، تسألون كيف؟ لقد كان الشاهد الاول والشهيد وكان هناك شاهد، من بين الذين رجموه، شخص يدعى شاوول، صار اسمه في ما بعد القديس بولس هو الذي ارتد الى الايمان بسبب استشهاد إسطفانوس. ‎فشاوول تساءل في قلبه كيف ان اسطفانوس يغفر لهم وهم يرجمونه؟ وبعدها شاوول أي بولس أصبح أكبر رسول في الكنيسة وحمل الشهادة لكلمة الله وكلمة الحق في العالم ولا زلنا حتى اليوم نحمل شهادة القديس بولس كما نحمل شهادة القديس اسطفانوس، أمام العالم بأجمعه”.

وتابع: “‎اليوم هناك كلام قاس يقال بحق الطبقة الحاكمة والسياسية ولكن يا للاسف يرفضون أن يسمعوا، فما هي مصلحتهم؟ فهل يعتقدون أنهم سيبقون في الحكم؟ هيرودوس مات وقيصر أيضا والامبراطورية الرومانية وهي أعظم إمبراطورية في تاريخ البشرية انتهت، فماذا ينتظرون بعد؟ أهل يعتقدون أنهم أبديون؟ بالطبع لا لن يكونوا كذلك. ‎واليوم وفي عيد القديس اسطفانوس سنقول لهم: “يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة، علهم يعون يوما ما، ماذا اقترفت أيديهم، قبل فوات الآوان، لعلهم يعوضون على شعبهم ما يجب أن يعوضوه، عن الخسارات الكبيرة التي تسببوا بها، وعن الفساد والنهب الذي ارتكبوه، ويعودوا تائبين لاعادة بناء وطن الرسالة لبنان، الذي يجب أن يعيش أبناؤه بالحق والكرامة والحرية، ويحصلوا على حقوقهم وفق القوانين والانظمة المرعية الاجراء”.

وختم: “كلنا أمل أن يصل صوتنا الذي لا بد أن يصل الى آذانهم لاننا باقون على إيماننا ورجائنا وسنبني معا لبنان وطنا جديدا يليق بأبنائه وبرسالته”.