البترون: دوميط منعم احتفل بإصداره “كلمات لا تعرف الصمت”

 احتفل “مخلع البترون” الكاتب دوميط منعم، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان ممثلا بمستشاره بيار باز، بإصداره الخامس “كلمات لا تعرف الصمت” الذي أنتجه من على كرسيه الكهربائي النقال في الغرفة المخصصة للعناية به في مستشفى البترون.

وأقيم حفل التوقيع في منتجع “سان ستيفانو” في البترون، في حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الصحافي والشاعر حبيب يونس، النائبين فادي سعد وسامي فتفت، ممثل النائب السابق بطرس حرب رفيق حرب، ممثل النائب السابق سامر سعادة جورج نجيم، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جاك يعقوب، رئيس بلدية اجدبرا المحامي حميد خوري، رئيس بلدية عدبل جابر ديب، ممثل جمعية تجار منطقة البترون وقضائها فارس بولس، مسؤولة الصليب الاحمر في البترون كلود درزي وفاعليات وشخصيات وعائلة منعم الذي تقدم الحضور على كرسيه النقال.

بعد النشيد الوطني، قدمت للحفل الزميلة ميريلا الجعيتاني محاسب، فكلمة المرسل اللبناني الاب ايلي نخول الذي قال: “الصديق دوميط تتلمذ على مواهب الروح القدس واصغى اليها بكل صدق وأمانة وانفتاح ووداعة وتواضع، فامتلأ منها حكمة وترجم تلك الحكمة كلمات، نشهد اليوم على نتاج كتاب خامس والآتي كبير وأعظم. لقد اعطى دوميط من خلال كتاباتهم وشهادات حياته لأنه تلقى العطاء من الله ومن أهله من خلال خدمة والديه وحضور اخوته وراعي الابرشية والكهنة فأخذ منهم كل ما هو صالح وهو اليوم يعطينا من فيض ما تلقى من عطاءات تشهد ان الفرح بالعطاء اكثر بكثير من الاخذ. ولأن دوميط اختبر محبة الله وتلقاها من دون تردد فقبل آلاما واوجاعا وقبل فراشه وجعل منه محطة انطلق منها الى العالم كله”.

يونس

والقى يونس قصيدة من وحي المناسبة، ثم قال متوجها الى منعم: “هل تعرف يا صديقي بم أشبه ابتسامتك؟ صمتا، صمتا، عفو كلماتك دوميط. إني أرى أربعة رجال، يفتحون كوة في سطح، حيث كان يسوع وسط جموع في منزله في كفرناحوم، ويدلون منها بمخلع على سريره، إيمانا منهم بأنه سيشفيه، لا محالة. وإني أسمع صوتا من بعيد، يقول: قم واحمل سريرك وامش. قم يا دوميط إنه يخاطبك. فهو يعرف ابتسامتك، وقد وهبك نعمتها، ليقول لنا إنها ليست سوى تلك الكوة، نلج منها إلى بيت الأمل، حاملين الصبر على سرير، لأننا، لا أنت يا من سموك أو سميت نفسك مخلع البترون، نحن نحن المخلعون؟ أصحاء، أجل، ربما، من يدري، لكننا عاجزون عن الإتيان بما يأتي به دوميط من معجزة بقاء وتحد للحياة. مخلعون؟ أجل وأكثر. لا بل نحن نحن البطرانون، نملك الكثير ونريد أكثر ولا نعمل بالوصية: لا تكنزوا في الأرض بل في السماء. وترانا نقيم صروحا وقصورا بحثا عن جاه وعظمة، فيما هذا المقيم في غرفة راض بخلعته، يسكن سماء ابتسامته، بفرح يحسده عليه الفرح جميعه”.

واضاف: “أما عينك التي تكتب، يا صديقي، فما هي إلا بصر مولود من رحم بصيرة، تنحطم أمام صفائها، كل أقلام الدجل والرياء، كل يراعة جارية في سوق نخاسة، كل محبرة أفرغت نفسها لتتحول بيت بغاء.لن أحملك أكثر يا صديقي المنعتق إلى صبرك الجميل، وسكونك الباسم، وإيمانك الذي سينقل جبالا، يوما ما. قم أنت واحمل سريرك وامش. ما زلت أسمعه يأمرك أن قم. ولأقم أنا، بانكساري أمام إرادتك، إلى ما أظنه قد يرتقي بي ولو قليلا إلى مستوى ظل لجرحك الصامت”.

وختم: “دوميط منعم، مبارك كتابك الذي لا يعرف الصمت. دعنا الآن نقم إلى وليمة كلمتك المباركة، علنا ندخل خرم الإبرة، فباب الخلاص الوسيع”.

العلم

ثم كانت محطة شعرية مع الشاعر والمربي نسيم العلم الذي توجه الى منعم بالقول: “عرفتك يا صديقي فكرا لا يهدأ تتفتح خلاياه وتظهر خفاياه، حجزت لك متعة في قطار التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي فبت ملما مدركا ساهرا الى اقصى حد. دوميط منعم قادر بفكره ان يكون حيث يشاء وقادر بإشعاعه ان يخترق الارض والسماء. مبروك لك ولادة اصدارك الجديد فكلماتك التي لا تعرف الصمت ستجترح المعجزات”.

بطرس

والقى البروفسور جورج الحاج بطرس كلمة قال فيها: “في 12 تموز 1989 هوت الرافعة على دوميط في ساحة العمل فحطمت فقراته وقطعت اوصاله. تحطمت الرافعة اما دوميط فلم يتحطم بل انتفض وسار فوق فراشه الحديدي متحديا القدر، وكأن جراحه لم تنزف ابدا، سار من دون ساقيه ورئتيه ومفاصله ولم يمش مشيا عاديا بل طار كنسر على طريق الحياة ثم شق بعناد الهي ممرا خاصا الى الله يخاطبه مباشرة ويسمع منه ويصلي ثم يكتب لنا ما سمعه من الرب. لم يستسلم لليأس ولا للخمول بل بالعكس ازداد صلابة وعمقا واصبح هدفه الاوحد ان يملأ خزان عقله بالفلسفة والتأمل وان يوزع هذه الثروة الفكرية والروحية على البشر عبر كتاباته. يسمي نفسه مخلع البترون وهو يعرف انه اصلب من الكثيرين الكثيرين، غير المخلعين والذين اعفتهم الدنيا من مصائبها الكبرى. يدعونا دوميط الى قراءة كتابه الخامس قائلا انه قد يكون الاخير، لكنه يعرف اننا ننتظر الكتاب السادس والسابع والعاشر والسلسلة طويلة. هو يعلم ان الله اصطفاه لهذه المهمة وقد قبل بها وانا اكيد انه سيفي بوعوده وتعهده”.

دوميط منعم

وفي الختام أطل منعم على كرسيه وسط تصفيق حار وهتافات ليلقي كلمة قال فيها: “كم كان فرحي عظيما يوم ولادة كتابي الخامس “كلمات لا تعرف الصمت”، ولكن فرحي لم يكتمل الا اليوم بمشاركتكم في حفل توقيعه. قلت في كتابي: ان كلماتي لا تخضع لقواميس العالم، انما لقواميس الحب تخضع، نعم، ان هذا الحب الذي احياه، احيا منه ومن اجله كل يوم وفي كل شيء، لم استطع الاحتفاظ به لنفسي فكان مني ان ابذله على صفحات كتبي وبالتالي على صفحات قلوبكم، خارقا جدار الصمت الطويل لتصبح كلماتي ناطقة، لا بل صارخة من اجل تقويم سبل القلوب والنفوس في الكنيسة والوطن والانسان. وهكذا، فاسمحوا لي ان اتوجه اليكم كإخوة واصدقاء فأقول: من كتاب الحياة انتقيت كلماتي ومن كتابي انتقوا كلماتكم، انتقوا كلمة صلاة، اتقوا كلمة حب، انتقوا كلمة حياة وعسى مراكب نفوسنا ترسو على ميناء النجاة”.

وتخلل الحفل ترانيم دينية من كلمات الكاتب أدتها الفنانة ميرنا سركيس ورافق الفنان وسام كمال الدين الحفل برسم مباشر للوحة ترمز الى مسيرة دوميط وحياته منذ ثلاثين عاما. واختتم الحفل بكوكتيل. 

وطنية – لميا شديد