
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا صورة وصفت بالـ “صادمة”، تظهر أقفاصا من الشباك الحديدية مزدحمة بالأشخاص، وُضعت أمام أحد الأفران الحكومية في العاصمة دمشق “لتنظيم طوابير الخبز”.
وكان مدير مخابز دمشق، نائل اسمندر، قد صرح لوسائل إعلام محلية، بأن هذه الطريقة استخدمت “لتنظيم الأدوار فقط، وللفصل بين الرجال والنساء وجنود الجيش”. كما أضاف أن “ثقافة الدور (الطوابير) غير موجودة في سوريا”.
صورة متداولة من أحد أفران العاصمة دمشق تُظهر طريقة الأقفاص المتبعة لتنظيم الدور على الفرن.
Almadina FM#سوريون_كل_القصّة
pic.twitter.com/j6tTi5IUeK
— سوريون | Syrians (@SyrianOfficial) October 28, 2020
وعقب ردود الفعل الغاضبة والانتقادات الواسعة عبر مواقع التواصل، أزالت محافظة دمشق الأقفاص واستبدلتها بعلامات على الأرض للفصل بين المواطنين.
وأثارت الصورة التي تداولها سوريون بشكل واسع، موجة واسعة من الغضب والاستنكار، إذ اعتبرها البعض “طريقة جديدة لإذلال الشعب السوري”. كما أعادت الجدل حول الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد، وصعوبة الحصول على المستلزمات اليومية ولقمة العيش التي باتت عصية وبعيدة عن متناول يد غالبية السوريين.
ما بعرف شو الفكرة من الاقفاص ، بس بلشت أتأكد أن وصلنا لأخر مرحلة من الاهانة
لما ابسط حقوقك كانسان تاخدها بطريقة مهينة من قبل حكومتك ف أنت بسورياهدول بشر https://t.co/CNJJ6iEqtt
— عهد
(@AhedHJ) October 28, 2020
ووجه معارضو النظام السوري اللائمة على الحكومة وعلى ما وصفوه بـ “العقلية الأمنية التي تنظم حياة المواطن بالسجون والأقفاص”.
هذه صورة لتنظيم الدور على الخبز في دمشق، بالواقع هذه صورة سوريا الاسد الحقيقية، الوطن سجن والمواطن بالنسبة للنظام ليس الا “حيوان” يعيش بالقفص.. pic.twitter.com/RD5eNCur5E
— alia (@aliamansour) October 28, 2020
وتعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011. كما تفاقمت الأوضاع في الآونة الأخيرة إثر العقوبات الأمريكية وقانون قيصر الذي دخل حيّز التنفيذ في حزيران/يونيو الماضي، والذي قامت الحكومة السورية على أثره برفع أسعار البنزين والمازوت، وسط تفاقم أزمة شحّ المحروقات وانخفاض مستمر لقيمة الليرة السورية.
صورة أمام أفران ابن العميد في منطقة ركن الدين في دمشق
لترتيب الدور والطابور لاستلام حقهم من الخبز.
النظام يعالج أزمة رغيف الخبز في مناطق سيطرته بـ”عقلية أمنية” تتمثل بوضع السوريين داخل أقفاص أمام الأفران لـ”تنظيم الدور”، وذلك بعد امتداد الطوابير إلى مئات الأمتار. pic.twitter.com/5FtouelNlJ— Hosen.Fadl (@HosenFadl) October 28, 2020
وكانت الحكومة السورية قد لجأت إلى سياسة تقنين في توزيع الخبز، ليصبح شراؤه عن طريق “البطاقة الذكية”.
ويبلغ سعر الصرف الرسمي 1250 ليرة مقابل الدولار، ونحو 2300 ليرة في السوق الموازي. ومن الجدير بالذكر أن سعر صرف العملة السورية كان يبلغ ما يقارب 47 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، قبل اندلاع الانتفاضة في آذار/مارس 2011.
هذا الخبر أزمة الخبز: “أقفاص” حديدية لتنظيم طوابير الخبز في دمشق تثير غضبا واسعا ظهر أولاً في Cedar News.