كنيسة القديس أرتيموس، شكا، مار شليطا، تقع على التلة المقابلة لشكا العتيقة، في منطقة شكا في شمال لبنان، هي كنيسة قديمة إذ يعود بناؤها إلى نهاية القرن الثامن عشر وتحوي الكنيسة لوحة للشفيع من رسم كنعان ديب الدلبتاني عام ١٨٤٧، وتم ترميمها في العام ١٩٩١.
شكا إحدى القرى اللبنانية من إحدى قرى قضاء البترون في محافظة الشمال، ومعنى إسمها في اللغة السريانية الوحل والطين ولم تكشف حتى الأن أية أثار كنعانية فينقية في شكا، لكننا نجد حجارة معاصرة من الطراز الروماني وما بعده في مواقع عدة في البلدة، كشكا العتيقة ووطى القبو والبلاط ” وفي سفح شكا العتيقة نرى بقايا مدافن محفورة في الصخور الكلسية الطرية يصعب تحديد تاريخها لتعرضها للتشويه وعلى امتداد السفوح ذاتها، ناحية الجنوب، نجد بقايا بناء حجري، قربه بئر محفورة، وخلفه شبه كهف يحمل نقشًا لوجهين بشريين يشبهان المنحوتات المدفنية.
تخلو البلدة من المعالم القديمة وقد يكون سببه المد العظيم الذي غمرها بسبب زلزال العام ٥٥١م، وإن كانت أرض شكا شاهد على تاريخ المنطقة في النزاعات العربية – البيزنطية والفاطمية – البيزنطية والصليبية – المملوكية، فإن المساند التاريخية لم تحمل لنا أي ذكر لتجمع سكاني ثابت قبل القرن السابع عشر.
ففي الإحصاء العثماني الأول عام ١٥١٩، ورد اسم شكا كمزرعة غير مسكونة تابعة لأنفه، وغابت عن إحصاء ١٥٧١. أما في عام ١٦٥٠، فنزحت اليها عائلة الشلفون المعادية العاقورية الأصل. تبعها في نهاية القرن السابع عشر عائلة الحاج. لكن، يبدو أن شكا لم تتأسس كقرية قبل عهد الأمير يوسف الشهابي في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر، فقدم للسكن في شكا ال حلال الموارنة، وال الراعي الأرثوذكس وغيرهما.
وما أن أطل عهد المتصرفية ( ١٨٦١)، حتى أصبحت شكا بلدة عامرة بالسكان، تتبع قضاء الكورة إداريًا، ويقطنها ٢٦٩ مكلفًا مارونيًا،و ٤٩ مكلفًا أرثوذكسيًا، وكانت حاصلاتها من الشرانق ٥٠٠٠ إقة، ومن الزيت ١٠٠ قنطار، وكان فيها من الماعز ١٠٠، ومن البقر ١٤٠. وقد أظهر الإحصاء الذي نشره جرجي تامر عام ١٩٠٩، أن عدد سكان البلدة ( مع النساء والأطفال ) هو ١١٠٠، أما في إحصاء الدولة اللبنانية الرسمي عام ١٩٣٢، فكان عدد منازل شكا ٢٦٥ منزلًا.
الجدير بالذكر ان كنيسة مشتركة بين الموارنة والروم الأرثوذكس، والقديس أرتيموس يدعى عند الموارنة بالقديس شليطا.
تذكار القديس ارتيموس (شليّطا)
كان القديس ارتيموس من انطاكية ومن الرجال العظام الذين قاموا بالأعمال المجيدة في المملكة الرومانية أيام قسطنطين الكبير الذي قلَّده رتبةً عالية في الجندية تسمَّى أفُغُستي وهو لقب كان يعطى لمن تقلَّد ولاية مصر غير ان ارتيموس لم يكن ليحتفل بأمور الدنيا وامجادها، بل كانت هذه كلها تصغر في عينيه، إزاء مجد الله وسعادة الابد.
ولما مات الملك قسطنطين وتولَّى اولاده الملكَ، اعتزل ارتيموس وظيفته وجاء فسكن انطاكية، ممارسأً الفضائل المسيحية، على اكمل وجه، يحثُّ المؤمنين على التمسك بأهداب الدين القويم ويشجعهم على الدفاغ عن الايمان بالمسيح في خوضهم غمرات الاضطهاد، ويساعد المساكين والفقراء وينصر الضعيف على القوي الظالم، سالكًا مسلك الانس والوداعة مع الجميع.
ولمَّا كان يوليانوس الجاحد، مضطهد المسيحيين ذاهبًا بعسكره إلى محاربة الفرس، ومرَّ بانطاكية ألقى القبض على ارتيموس الذي اصبح شيخًا وقورًا، وأمره بان يشترك في ذبائح الاوثان، فأبى وجسر على الملك، موبخًا اياه على تنكيله بالنصارى وعلى شراسته وضلاله. فاستشاط الملك غيظًا، وبدلًا من ان يوقِّر تلك الشيخوخة التي ابيضَّت في خدمة المملكة، أسلمه إلى رعاع الجند فانقضوا عليه انقضاض الكواسر واخذوا يضربونه بالمجالد حتى سقط مغشيًا عليه، فضُرب عنقه وتكلل رأسه بغار الشهادة سنة 363.