سازيدل: ترحيل مذيعة لبنانية من الكويت يفتح نقاشا حول ‘الإبعاد الإداري’ ومفهوم الذوق العام

سازيدل/انستغرام

 

أصدرت وزارة الداخلية الكويتية، قرارا بترحيل المذيعة اللبنانية سازديل، بسبب “مخالفتها للآداب العامة”.

وقالت صحيفة “القبس” الكويتية، نقلا عن مصادر أمنية، إن قرار إبعاد سازديل جاء “لحماية المصلحة العامة بعد أن دأبت على نشر صور يصفها كثيرون بالمتبذلة”.

وأحالت مباحث الآداب المذيعة إلى إدارة الإبعاد، التي حجزت لها تذكرة تمهيدا لترحيلها لبلدها.

ما هو الإبعاد الإداري؟

وبدورها، انتقدت سازديل قرار إبعادها واشتكت من “سوء معاملة الشرطة التي منعتها من مقابلة مندوب السفارة اللبنانية”، حسب قولها.

وأوضحت المذيعة في تدوينة لها أنها سبق أن وقعت في الماضي على تعهد بعدم ارتداء الملابس الضيقة عبر مواقع التواصل.

إلا أنها تفاجأت يوم الخميس الماضي بتلقيها إخطارا لزيارة مركز الشرطة للسبب ذاته.

وكشفت أنها “قضت ليلتها في الزنزانة، ومن ثم أحيلت إلى إدارة الإبعاد، مضيفة بأنها “ستعود إلى البلاد بمجرد رجوع زوجها الكويتي الذي يقضي عطلته في الخارج”.

وإلى جانب عملها كمذيعة، تعمل سازيدل كخبيرة تجميل وموضة. ويتابعها على انستغرام أكثر من ٣٠٠ ألف شخص.

ولا تعد من “الفاشينيستات المشهورات” في الكويت، إلا أن قرار إبعادها فتح باب النقاش حول ملف الإبعاد الإداري ومفهوم الآداب العام.

فقد أدان نشطاء القرار واعتبروه “انتهاكا واضحا” لحقوق الإنسان.

ويمنح القانون الكويتي صلاحيات لوزير الداخلية بترحيل الوافدين في الكويت، وفقا لقرارات “الإبعاد الإداري”.

ويتم إبعاد أي أجنبي يهدد وجوده أمن الدولة أو اقتصادها أو يخالف الآداب العامة في البلاد.

ويمنع القانون إبعاد زوجة الكويتي إبعادا إداريا .

ويتوقع معلقون أن يتسبب ترحيل سازيدل في إشكال قانوني جديد. ومن هذا المنطلق، طالب بعضهم بفتح تحقيق في ملفات الإبعاد الإداري التي تديرها وزارة الداخلية.

في حين يؤكد نشطاء متابعون للقضية، التزام الوزارة بالقانون عند ترحيل الوافدين.

“اختلاف المفاهيم”

وعلى الرغم من أن العديد من الكويتيين يدعمون قرار إبعاد المذيعة اللبنانية بداعي “حماية الفضيلة وقيم المجتمع”، فإن فريقا منهم أعرب عن خشيته من “مصادرة الحريات الفردية”.

ويقول منتقدو المذيعة اللبنانية إن قرار إبعادها من الكويت سببه مقطع راقص كانت قد نشرته على حسابها على سناب شات.

ويصنف هؤلاء المعلقون الصور التي تنشرها سازيدل كمواد فاضحة ومخلة بالآداب. كما يعتقد البعض أنها “تتعمد ارتداء ملابس مغرية لجذب المزيد من المتابعين”.

في المقابل، وصف البعض القضية بأنها “سخيفة ولا تحتمل هذه الضجة الإعلامية”، إلا أن معلقين آخرين يرون أن ما حصل لسازيدل وغيرها من مشاهير مواقع التواصل في الكويت والعالم العربي هو “جزء من معركة بين فكرين وثقافتين: ثقافة الحياة وثقافة الإقصاء”.

فقد تعجب كثيرون من “نوبة الغضب التي أصابت البعض من مجرد سلوك خاص بصاحبه وغير ضار بالآخرين”.

و”شرطة الأخلاق” هو مصطلح ساخر، يطلقه نشطاء على مسؤولين في الدولة والمدونين الذين يتمسكون بشعار “حفظ الذوق العام”.

وفي هذا الإطار يتساءل أحدهم:” من يُقرر ما الذي يخدش الحياء العام وترحيل الناس؟ كيف يمكن لفتاة أو شاب أن يهدد قيم المجتمع بملابس عصرية وببضعة فيديوهات ينشرها على مواقع التواصل اجتماعي؟”.

من جهة أخرى، طالب مغردون بتشديد الرقابة على محتوى منصات التواصل الاجتماعي التي تضج بمقاطع بعضها شديد الخصوصية وبعضها الآخر مستفز”، وفق وصفهم .

فالخاص برأي الكثير من المعلقين يعتبر خدشا للحياء العام عندما يعرض على الملأ.

وأكد أحد المعلقين أهمية حرية التعبير واللباس شرط أن يضاف لها جملة من “الضوابط لكي تتلاءم مع طبيعة المجتمعات المحافظة وقوانين الدولة”.

وقامت السلطات الكويتية في الفترة الأخيرة بإبعاد العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي المقيمين على أراضيها، بعد اتهامهم بنشر مقاطع “منافية للأخلاق والذوق العام”.

ويعد الشاب الإيراني شهاب مرتضى المعروف بـ”شهاب ملح “، من أبرز المشاهير المستبعدين. واشتهر شهاب بتقليده للفنانين والمطربين.

هذا الخبر سازيدل: ترحيل مذيعة لبنانية من الكويت يفتح نقاشا حول ‘الإبعاد الإداري’ ومفهوم الذوق العام ظهر أولاً في Cedar News.