
زار النائب السابق أنطوان زهرا منطقة ميفوق – القطارة في قضاء جبيل، حيث التقى عددا من أهالي البلدة، بحضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، عضو مجلس نقابة المهندسين ميشلين وهبة، منسق منطقة جبيل في القوات اللبنانية هادي مرهج، عضو المجلس المركزي شربل أبي عقل، رئيس الجامعة الشعبية طوني نون ممثلا رئيس جهاز التنشئة السياسية شربل عيد، رئيس مركز القوات باسكال سليمان والمحامي ايلي حشاش.
وعرض زهرا “الوضع العام داخليا بعد تسارع الأحداث وارتباط المشاكل ببعضها البعض، من انفجار مرفأ بيروت الذي دمر نصف المدينة وصولا الى انفجار عين قانا الذي كان قد حذر منه غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطراس الراعي عندما تحدث عن خطورة مخازن الأسلحة بين منازل والأحياء السكنية”، مشبها ما حصل ب”انفجار مختبر زراعي للأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، كل ذلك في إطار العمل السلمي وحماية صمود الشعب ومواجهة المؤامرة الامبريالية الصهيونية بحسب مزاعم البعض”.
كذلك نقل موقف القوات مما رافق عملية تشكيل الحكومة، في “محاولة انقاذ موقتة لا بد منها لوقف التسارع المريع والكارثي بالانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، وما أدرانا ما الفوضى التي سندركها إذا وصلنا فعليا لرفع الدعم عن المواد الأساسية”. ورأى انه “حكما بعد هذه المرحلة في حال خروجنا منها، سنواجه سنوات من طرق عيش جديدة لا تشبه كل ما تعودنا عليه سابقا”.
أضاف: “نعيش حاليا آخر مرحلة من مراحل الانقلاب على انتفاضة الاستقلال وأحداث هذا العهد في سنواته الأخيرة خير دليل على ذلك، فالانقلاب على اتفاق الطائف بدأ منذ اللحظة الأولى لخروج الجيش السوري من لبنان”.
وعلى الصعيد الإقليمي، لفت زهرا إلى ان “صعود القوة الإيرانية في المنطقة هو مشروع يعتبرونه هم، حركة إصلاحية على مستوى العالم الإسلامي ككل، وليس فقط على المستوى الشيعي لإقامة دولة إسلامية أبعد من الخلافة، تمتد من المغرب العربي لأقصى شرق آسيا تحت جناح الولي الفقيه، فهذه الحالة ودخولها الى لبنان عبر انشاء حزب الله وإلغاء جميع قيادات الحركة الوطنية، من شيوعيين وغيرهم عبر الاغتيالات لاحتكار المقاومة وتحويلها الى إسلامية بحجة مقاومة إسرائيل، فأصبحوا جزءا من الحرس الثوري الإيراني. هنا نشأت الإشكالية التي ليست ابدا مع شيعة لبنان انما مع مشروع الولي الفقيه الذي يجسده حزب الله، غير أن أكبر متضرر من هذا المشروع وهيمنته هو الجزء الثاني من الثنائية الشيعية، أي حركة أمل، إضافة الى اليسار الشيعي التاريخي”، مضيفا ان “محاولة تغيير وجه لبنان ونظامه السياسي أتت تحت وطأة هذا السلاح، ولكن تطور الأمور في مواجهة هذا المشروع قد مر في محطات عدة منذ 2005 حتى اليوم، مرورا بأحداث 7 أيار واتفاق الدوحة”.
واعتبر زهرا ان “موضوع التوقيع الثالث في المرحلة الحالية هو فقط لمشاركة السلطة الإجرائية قراراتها، مع العلم أن لا أحد يشارك رئيس مجلس النواب في السلطة التشريعية ولا أحد يتجرأ على المساس بصلاحياته، لكن مسألة الضمانة هي استعمال سلبي للتعطيل فقط، فلا الشيعي مستهدف ولا المسيحي مستهدف ولا السني مستهدف، انما لبنان هو المستهدف من جهة وحزب الله وسلاحه من جهة أخرى”.
وشدد على ان “مشكلتنا الأساسية هي مع هذا السلاح الذي بقي الجميع يتعامل معه بتقية، بما فيه ثورة 17 تشرين والمبادرة الفرنسية. فلا يهمني تصنيفه ارهابيا، انما قطعه لعلاقاتنا الدولية كافة بكل عمقها الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي؛ ونحن من دفع الثمن. وبالتالي عامودنا الفقري الاقتصادي هو المغترب اللبناني والدول العربية”.
وأوضح انه “لا يمكن للفساد وحده أن يكمل لو لم يكن من سلاحٍ يحميه، فحزب الله حرص لفترة طويلة عبر نائبه حسن فضل الله على الحديث عن محاربة الفساد، فأي فساد أكبر من التهرب الجمركي والضريبي على الحدود البرية والبحرية والجوية؟؟ سرقة وتهريب وتضييع مداخيل على الدولة وادعاء عفة”.
وأشار إلى “فريق لبناني مفروض أن يكون سياديا، متحالف مع هذا المشروع ولا يتمايز عنه الا تحت تهويل وضغط العقوبات الدولية، نحن اليوم في لبنان ندفع الثمن بشكل مزدوج، مشروع حزب الله من جهة، والتحالف معه والتآمر معه وتغطيته من جهة ثانية. ومن كان هذا نهجه، طبيعي أن تكون طريقه الى جهنم؛ اما نحن فاخترنا عدم الانتظار على تلك الطريق والعودة الى شهدائنا وأبطالنا وجبالنا، نحن نسير على طريق السماء، فليذهب وحده الى جهنم”.
وختم بالحديث عن مبادرة الحياد التي أطلقها الراعي، مؤكدا انها “الرد العقلاني والديمقراطي على كل الانحراف الحاصل، وهو الحل لكل مشاكلنا كما انه العودة الى جذور التركيبة اللبنانية”.
سليمان
وكان استهل اللقاء بكلمة لسليمان رحب فيها بزهرا واعتبره “الأولَى بالحديث عن المنطقة حيث أمضى شبابه مناضلا، مقاوما للمحتل ومدافعا شرسا عن قضية أجدادنا”. كما رحب أيضا بالحواط وبالحضور من أعضاء البلدية والمحازبين، وشرح سليمان “كيف أن لجيل الشباب المنظم والمنتسب الذي لا يهاب التحدي والصعاب، أن يساند أبناء مجتمعه في الأوقات العصيبة ويحافظ على التاريخ الذي ورثه عن أجداده منذ مئات السنين، إضافة الى العمل الحزبي الملتزم كي نبقى ونستمر”.
نون
وكما القى نون كلمة استعرض من خلالها “مسيرة المقاومة منذ عهد المماليك حتى يومنا هذا، إضافة الى دور بكركي والبطاركة المتعاقبين في الحفاظ على الحرية والكيان والاف الشهداء الذين روت دمائهم هذه الأرض”، كما شدد على “الوفاء لجميع شهداء المقاومة اللبنانية، اذ اننا باقون وعلى وعدهم مستمرون بأقلامنا وفكرنا، وبالتنشئة السياسية ماضون حراسا للجمهورية”. وجدد “الدعوة، باسم جهاز التنشئة السياسية، لكل المحازبين بأن يكونوا مبشرين للقضية، عبر اللقاءات السياسية وعبر تكثيف البرامج والدورات الفكرية”.
مرهج
في الختام القى مرهج كلمة وجه فيها “التحية الى كل الشهداء، كما الى جميع المناضلين في صفوف القوات اللبنانية لسعيهم الدائم في سبيل قيام دولة فعلية تُحقق طموحات الشعب اللبناني، وتخرجه من ازماته الى رحاب الإزدهار والرخاء والأمان”.