
تعيش عائلة محمد ألماً بالغا إثر فقدان تواصلهم مع ابنهم الذي فقدوا أثره في البحار أثناء سفره بطريقة غير شرعية إلى قبرص برفقة مجموعة من الشبان والعائلات والذين بلغ عددهم بين 45 إلى 50.
هربا من واقع مذل وسلطة جائعة لمقدرات اللبنانيين وخيرات بلادهم التي تذهب خارج البلاد لمصلحة دول تساويها إجراما، شبان بعمر الورود وأطفال لم تر الحياة بعد يواجهون مصيرهم الاخير في البحار.
وأكدت والدة “محمد خلدون محمد” أن ابنها لم يخبرها بأنه مسافر إلا بنفس اليوم وذلك بطلب من الأشخاص الذين قاموا بتنظيم هذه الهجرة خشية أن تعرف السلطات اللبنانية في الامر، فيتم إحباط الرحلة .
وكان المهربين قد وعدوا الشبان بأنه بمجرد دخولهم إلى المياه الإقليمية سيتم تأمين باخرة مجهزة تماما وكبيرة تستطيع استيعابهم جميعا بالإضافة إلى تأمين المأكل والمشرب لهم، ولدى دخولهم في المياه الإقليمية فوجئ المهاجرين بعدم وجود أي باخرة بالتزامن مع نفاذ المازوت وهم وسط البحار ولم يأمنوا لهم طعاما أو حليب للأطفال أو حتى مازوت ليعودوا أدراجهم إلى لبنان.
ويعتبر المسؤول الأساسي عن عملية التهريب “القاتلة” هو برهان قطريب الذي يعيش في منطقة القبة، وصهره أحمد صفوان الذي استلم منهم الأموال قبيل سفرهم من لبنان، وتقول الوالدة” كانوا يأملوننا يوميا بأنهم وصلوا ولكن كان قلبي يشتعل نارا، وقلت لهم لقد تاهوا في البحر أو غرقوا وابني إلى الآن مفقود ولا أعرف عنه شيء وأريده حيا أو ميتا.” وطالبت والدة محمد الجهات المعنية والقوات البحرية وقوات اليونيفل مساعدة الشبان والأطفال.
المهرب برهان قطريب
وكان الشبان الذين هاجروا موعودين من قبل شخص يدعى أحمد طليس بتأمين العمل لهم ضمن سلسلة مطاعمه التي يمتلكها ليظهر فيما بعد أن كل الكلام والتطمينات بوصول المركب إلى قبرص كان كاذبا جملة وتفصيلا.
وانطلقت رحلة الموت منذ تسعة أيام، وتقول أم محمد لصوت بيروت انترناشونال ” ابني بعد 3 أيام رمى بنفسه في البحر وقال للبقية سأحاول تخليصكم من هذه الازمة بعد رؤيته للطيور شرقا فتوقع أنه باتجاه مكان الطيور ثمة يابسة، فسبح باتجاه توقعاته بعد أن لف نفسه بقطع من إطار هوائي وربط حول يديه عبوات مازوت بلاستيكية فارغة، ومما زاد حماسته تجاه ذلك، هو مشهد رمي أبناء عمه الأطفال في البحار بعد وفاتهم، فسارع لإنقاذ البقية.”
وقد تم رمي الأطفال في البحار بعدما قضوا بسبب الجوع والعطش والحرارة المرتفعةـ، واضطر الأهالي إلى هذا الفعل بعد أن تحللت أجسادهم الصغيرة وخشية أن تنتقل الأمراض لبقية الأطفال في المركب، قرروا رمي الطفلين من المركب لحماية الآخرين.
ولا يزال محمد مفقود حتى الساعة، ولا أخبار عنه إذ تأمل العائلة أن تتحرك الدولة اللبنانية وتقدم إيعازا لقوت “يونيفل” التي أبدت جهوزيتها للبحث عن الشبان بشرط أن تتواصل معها السلطات اللبنانية.
- صوت بيروت إنترناشونال
The post هاجر من لبنان هربا من الفقر والبطالة.. وفي مياه قبرص كتبت النهاية first appeared on CEDAR.news.

