
Getty Images
في وقت متأخر من مساء الجمعة، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلنا نبأ توصل البحرين وإسرائيل إلى “اتفاق تاريخي” لإقامة علاقات كاملة بينهما.
لم تمر ثوان على تغريدة ترامب، حتى امتلأت مواقع التواصل العربية بتدوينات تبحث في تبعات القرار البحريني ووسوم تندد بالاتفاق وتعتبره “طعنة جديدة في ظهر القضية الفلسطينية”.
الطبيعي ان يكون الصراع والتنافس على الوصول للقمة لا إلي القاع ….التطبيع خيانة …فلسطين قضية الشجعان لا قضية أتباع وضعفاء
— محمد أبوتريكة (@trikaofficial) September 11, 2020
أكبر وأفظع جريمة اقترفتها السلطة الحاكمة في #البحرين في تاريخها بحق الشعب والوطن والأمتين العربية والإسلامية والقيم الإنسانية هي التطبيع مع الكيان الصهيوني#التطبيع_خيانة
— Jawad Fairooz (@JawadFairooz) September 11, 2020
من ليست فلسطين قضيته الأولي
فلا قضية له ولا مبدأ#التطبيع_خيانه pic.twitter.com/A83GjOoReO
— الـمـصـــــــــــــرى ✪ (@EL___masry) September 11, 2020
مقابل ذلك، رحب آخرون بالقرار البحريني باعتباره “خطوة واقعية وشجاعة”.
لوحدهم، صنعوا من إسرائيل وحشا، وقاموا بنفخها وبدأوا يخيفون الشعوب منها ثم يترزقون من شتمها..!
بالنسبة لنا إسرائيل دولة عادية مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم.
فلتمض البحرين الغالية، بقيادة ربانها الملك الشجاع الحكيم إلى ما فيه خير وسلام لشعبها وشعوب المنطقة.#البحرين_إسرائيل pic.twitter.com/bbpnXzYA6a
— نورا المطيري
(@Noura_Almoteari) September 12, 2020
فور إعلان الشقيقة #البحرين لمعاهدة السلام مع إسرائيل بدأ يتكرر سيناريو ما حصل مع معاهدة الشقيقة الإمارات، ابتداءً من تهديدات إيران إلى استنكار قطر والمضحك أن الأول هو أول من تعاون عسكرياً مع إسرائيل في المنطقة، والآخر أول من أقام علاقات خليجياً.. إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت pic.twitter.com/gExKvrfhi8
— عبدالله البندر (@a_albander) September 11, 2020
عدد المتباكين والمعارضين لاتفاقيات السلام التي ستوقع بين #الامارات و #البحرين وبين #إسرائيل ، يكفي لتشكيل جيش يحرر #فلسطين
عندكم #تركيا و #ايران و #قطر تدعمكم بالمال والسلاح وروحوا حرروا فلسطين فأنتم لا تؤجرون بتغريداتكم ابحثوا عن الشهادة إن كنتم صادقين
— MD ALSULAMI محمد السلمي (@md_sulami) September 11, 2020
ولم يكن إعلان التطبيع بين البحرين وإسرائيل قرارا مفاجئا بل خطوة متوقعة جاءت بعد أقل من شهر من إبرام قرار مماثل بين إسرائيل والإمارات.
ويرى مراقبون أن التقارب بين البلدين مر بسنوات من السرية، وظهر للعلن عام ٢٠١٧ عندما سمح لوفد إسرائيلي بالمشاركة في مسابقة للاتحاد الدولي لكرة القدم في المنامة.
ولكن رغم وجود مؤشرات كافية على وجود تنسيق بين البلدين، إلا أن خطوة المنامة لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب، كان صادما للعديد من المعلقين العرب.
فقد فتحت تلك الخطوة باب التساؤلات والتكهنات حول إمكانية التحاق دول عربية أخرى بقاطرة التطبيع.
وفي هذا السياق، يتساءل أحدهم”: من الحاكم العربي التالي الذي سيذهب إلى واشنطن طوعا أو كرها لمباركة التطبيع؟ سلطنة عمان أم السودان أم المغرب أم درة التاج السعودية؟”
“من التالي؟”
يستبعد معلقون وسياسيون كثر إقدام البحرين على خطوة التطبيع دون ضوء أخضر من السعودية حليفتها الوثيقة.
فهم يرون أن الرياض تسعى إلى جس نبض الشارع العربي والسعودي من خلال الاتفاق البحريني والإسرائيلي.
وعلاوة على ذلك يرى محللون أمريكيون عبر تويتر أن السعودية أعطت موافقة ضمنية على قرار الإمارات الشهر الماضي بعد أن سمحت للطائرات التجارية التي تسافر بين إسرائيل والإمارات بالتحليق فوق أراضيها.
ولذلك يتوقع معلقون أن يدفع ترامب الرياض وعواصم عربية أخرى إلى التطبيع قبل الاستحقاق الانتخابي الأمريكي.
أعتراف السعودية هو الاهم بالنسبة لترامب وكوشنر و نتن ياهو ليست البحرين او الإمارات ،هذه بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وبما لذلك من رمزية وقيمة وقد تتبعها معظم الدول المترددة بدون مقابل وتبقى القضية الفلسطينية او تصفى بشكل نهائي
— أ.د.سعد الدوسري #القدس (@saadaldosari21) September 12, 2020
ترمب يتعامل مع ملف التطبيع في الخليج كملف انتخابي..
والحكومات التي تنفذ رغباته مجرد مفاتيح انتخابية!#لا_للتطبيع— علي السند (@al_snd) September 11, 2020
أهم دلالة لتطبيع #البحرين هو أن #السعودية سائرة على طريق التطبيع، وأن إسرائيل أصبحت على حدود #إيران في البحرين بعد أن كانت إيران على حدود إسرائيل في لبنان. وهذا يعني أن منطقة الخليج مقبلة على صراع استراتيجي غير مباشر بين إيران وإسرائيل، وقوده دماء عرب الخليج وأموالهم ..
— Sultan سلطان (@SultanAlnemri) September 12, 2020
ويبدو أن هناك حاجة أمريكية وإسرائيلية لموافقة الرياض لمنح غطاء شرعي لاتفاقيات التطبيع، نظرا لرمزية السعودية وأهميتها كمدخل أساسي للعالم العربي والإسلامي.
بعيدا عن التكهنات، أعلن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض أمر حتمي.
Trump appears to suggest he has ‘started a dialogue’ with Saudi King Salman about normalization with Israel.
Will be interesting to see the Saudi version of the call, to see if this is indeed what was discussed, or if Trump is trying pre-emptively to get them to take a position. https://t.co/KFCcQf75bW
— Kristian Ulrichsen (@Dr_Ulrichsen) September 10, 2020
لكن المحلل الأمريكي سيمون هندرسون يرى أن الملك سلمان بن عبد العزيز داعم جدا للموقف الفلسطيني ولا يرغب في تقويض مكانة المملكة في العالم الإسلامي.
I don’t think a Saudi normalization agreement with Israel is imminent. King Salman days ago emphasized Arab Peace Initiative as a prerequisite. But we should keep an eye on Oman as a next prospect.
— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) September 11, 2020
ولم تعقب الرياض على الاتفاق الإسرائيلي البحريني.
كما أنها لم تعلق بشكل رسمي على الاتفاق الإماراتي، إلا أن “وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قال في 19 من أغسطس/آب إن بلاده لن تحذو حذو الإمارات في تطبيع العلاقات ما لم يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
تواتر التقارير حول مواقف السعودية من التطبيع يقرأ فيه البعض مؤشرا على تمسكها بمبادرة السلام العربية التي تدعو “إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها سنة ١٩٦٧ مقابل السلام”.
ومبادرة السلام العربية أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية بهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967. وقد تم الإعلان عنها في القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢.
نحنُ لانخون اهلنا واخواننا مهما كانت الظروف بيننا
#السعوديين_مع_فلسطين_للابد
قالها سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه القضيه الاولى للعرب هي فلسطين
pic.twitter.com/owqu1Qz5DW
— elena (@4xiuc) September 12, 2020
من جهة أخرى، يتساءل البعض عن جدوى تلك المبادرة في ظل “عجز الجامعة العربية عن التوصل إلى قرار موحد يدين التطبيع الإماراتي ويمنع دولا أخرى من السير على خطها”.
وكان مغردون قد أطلقوا حملة ساخرة “تطالب بحل الجامعة العربية أو تحويلها إلى قاعة أفراح بعد أن أضحت مقرا للمطبّلين” وفق وصفهم.
https://www.facebook.com/events/326248802129518/?post_id=327686275319104&view=permalink
ماذا بعد الحملات الإلكترونية المنددة؟
منذ الإعلان الاتفاق البحريني الإسرائيلي، تصدر وسم “بحرينيون ضد التطبيع” قائمة المواضيع الأكثر تداولا عبر تويتر في البحرين.
وعبر مغردون وسياسيون بحرينيون عن رفضهم القاطع لقرار حكومتهم واصفين التطبيع بـ “الجريمة”، في حين دافع البعض الآخر عن حكومتهم، وراحوا يعددون الإيجابيات الاقتصادية والأمنية للقرار.
السلطة لم ترتكب أو تقترف أية جريمة وإنما بعد عقود من هدر المواردالتي لم يستحسنها أو يقدره إخواننا في فلسطين أتى الوقت لكي تتجه دولنا الخليجية نحو السلام لمصلحة شعوب المنطقة ورفاهيتها ومن ثم الجلوس على طاولة واحدة مع عدو عاقل لا صديق جاهل ونقصد إيران التي تحمل الحقد والضغينة لنا
— latif alkhaja (@latifalkhaja) September 11, 2020
https://twitter.com/pnTjep2WsGmaFr0/status/1304586652573208580?s=20
أسوة بمغردين بحرينيين أطلق نشطاء عمانيون وسما بعنوان #عمانيون_ضد_التطبيع، في حين احتل وسم #التطبيع_خيانه مراكز متقدمة في لوائح العبارات الأكثر انتشارا في الجزائر ومصر والأردن وعدد من الدول الخليجية.
وتزخر مواقع التواصل العربية منذ أيام بحملات إلكترونية تدين اتفاقيات التطبيع وتصفها باتفاقيات العار.
لكن تلك الحملات لا تكاد تبرح العالم الافتراضي، إذ يرى مراقبون أن الدعوات للتظاهر لم ترق إلى خطورة الحدث ولا يمكن مقارنتها بالمظاهرات التي أعقبت توقيع اتفاق كامب ديفيد أو أوسلو.
ويعتقد معلقون أن أزمة كورونا وانشغال المواطنين بأزماتهم الداخلية والمعيشية أضعفت استعدادهم للنزول للشارع، رغم رفضهم القاطع لكل محاولات التقارب مع إسرائيل.
خارج كادر المعارك العبثية، يجدر التذكير بحقيقة أن الشعب الفلسطيني قدم تاريخ نضالي طويل وغير مسبوق ضد الاحتلال، وعلى صلابة التمسك بالأرض ورفض المساومات والتنازل، وأن أجيالهم الجديدة لا تختلف عن القديمة في التماهي مع القضية والتأكيد على حق العودة واستمرار النضال .. ولا حكم للشذوذات
— نواف القديمي (@Alqudaimi) September 12, 2020
فلسطينيون يقيمون جنازة رمزية للجامعة العربية بعد رفضها إدانة التطبيع.
هي مؤسسة تتبع الأنظمة؛ وفي مقدمتها “دولة المقر”.
منتصف التسعينات، وبعد قمة الإسكندرية الثلاثية (مصر، السعودية وسوريا) كانت الجامعة رأس حربة مكافحي التطبيع، وكان عمرو موسى يخطب ضده.
الوضع اليوم كما تعرفون جميعا! pic.twitter.com/yT5zoUXnKD— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) September 12, 2020
سلام أم استسلام؟
لذا يرى نشطاء ومعلقون أن الاحتجاج المباشر على هذا التقارب يجب أن يتجلى في تحركات تطالب بالديمقراطية في العالم العربي، قائلين إن سيادة الفلسطينيين لن تحقق إلا بتحرر الشعوب من القمع السياسي”.
ويرفع الداعمون للتقارب الإسرائيلي شعارات يصفونها بالواقعية. فهم يؤكدون على أهمية إحلال السلام في إنهاء سياسة ضم الأراضي ودحر الخطر الإيراني وإيقاف تمدد الجماعات الإرهابية.
أما الرافضون لإقامة علاقات مع تل أبيب، فيعتبرونها “دعوة للاستسلام لن يستفيد منها إلا الحكام الراغبون في تثبيت حكمهم من خلال نيل رضا إسرائيل كوسيلة للتقرب من واشنطن”.
التطبيع يرسّخ الاستبداد في الدول العربية، ويزيد شعبية إيران بتصويرها الخصم الوحيد لاسرائيل، ويزيد من عدوانية وتوسع اسرائيل.
فهو لا يحقق سلاما في المنطقة، وليس فيه منفعة سياسية للشعوب ولا منفعة اقتصادية (ومصر والأردن نماذج).— سلطان العامر (@sultaan_1) September 11, 2020
ماحنا اعداء لإسرائيل لسنوات طويلة ودولنا كلها مستبدة !!!؟ بعدين اسرائيل دولة ديمقراطية على اي اساس استنتج لهذه النتيجة؟
— سعد الشمري
(@ta9weetr) September 11, 2020
وانكب فريق آخر من المعلقين على البحث عن ماهية مصطلح ” مبادرة سلام” لوصف اتفاق بين أطراف لم تجمعهم الحرب، بل إن التقارب معلن بينهم منذ سنوات.
لذا يرى كثيرون أن ما يحدث الآن لا يعد سوى تفاهمات أو تقاطع مصالح بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتانياهو وبعض العواصم العربية
مترجم: استهزاء بمحمد بن زايد عبر قناة إسرائيلية
مترجم..قناة إسرائيلية تستهزيء بمحمد بن زايد ونتنياهو بعد توقيع #اتفاق_العار#التطبيع_خيانة
Posted by شبكة قدس الإخبارية on Wednesday, September 9, 2020
وسيتم توقيع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول في البيت الأبيض خلال حفل سيرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد قرر ترامب إطلاق تسمية اتفاقية إبراهيم على الاتفاق. وهو أمر لا يخلو من دلالات سياسية ودينية.
The post البحرين وإسرائيل: هل يعد اتفاقهما خطوة أخرى على طريق التطبيع مع السعودية؟ first appeared on CEDAR.news.