
غيب الموت السفير المحامي جهاد كرم ابن بلدة حامات البترونية بعد مسيرة طويلة من العمل الحزبي والحقوقي.
كنت سمعت عنه ولم التقيه بعد، ويوماً وصلت الى منزل المحامي جورج ضو في البترون للاطمئنان عليه بعد خضوعة لعملية دقيقة، فكان السفير جهاد كرم عنده.
أعجبت بمجلسه وسرده للأخبار، وخلال اللقاء أخبره الأستاذ جورج أني من الذين يبحثون في منجم الحرب، فوجه كلامه الي قائلاً: ضروري نلتقي.
من يومها بدأ تواصلي المتقطع معه:
يوماً اتصل بي مستفسراً عن كيفية الوصول الى كفور العربي لتقديم واجب عزاء: ليك حكي مع الشوفور دلوا على الطريق.
بعد فترة التقيته فقال لي: مش معقول منطقة البترون شو حلوة، معقول بعرف شوارع معظم عواصم دول العالم، وما بعرف ضيع منطقة البترون؟ تقصير كبير مني بس الظروف.
يوماً سمعته يروي كيف تعرف الى حزب البعث: ب الجامعة الأميركية ب حلب مطلع خمسينيات القرن المنصرم.
كما كان يعدد الرؤساء والقيادات العالمية التي ربطته معها صداقات: أسماء مهمة جداً كان لها أدوار على مستوى العالم.
كان من أشد المعجبين بالرئيس العراقي صدام حسين، ويروي الكثير من الأخبار عنه
قيل لي: رغم ايمانه بمبادىء البعث لم يحاول نشر فكر حزبه بين بني قومه وفي بلدته ومنطقته.
لم أسأله يوماً عن هذا الموضوع، أو لماذا استنكف عن نشر فكر البعث بين أهله، وهو القادر باسلوبه على الاقناع: هل كان في قناعته أن بيئة منطقته لا تتقبل هذه الأفكار؟
عندما باشر بكتابة مذكراته كان يتواصل معي مستفسراً عن تواريخ بعض الأحداث، وعن أسماء قيادات شاركوا في لقاءات واجتماعات محددة.
رحل السفير المحامي جهاد كرم وهو قامة كبيرة، ويبقى السؤال الذي أطرحه دائماً: أين هو أرشيفه وأوراقه؟ وأين مكتبته؟ هل سيحافظ أحد ما عليهم؟ أم سيضيعون كما ضاع الكثير من قبلهم؟
رحمه الله.
11 أيلول 2019
نبيل يوسف