ودعت منطقة عين الرمانة شهيد لبنان رالف ملاحي الذي انضم الى رفاقه الشهداء من فوج إطفاء بيروت، اثر انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء 4 آب، في مأتم مهيب أقيم بعد ظهر اليوم في كنيسة القديس انطونيوس الكبير للروم الارثوذكس في فرن الشباك.
يا بطل قلعة الصمود …#رالف_ملاحي pic.twitter.com/sm4jTa2jJC
— MIRNA Abou Assaly (@Mirnaabouassaly) August 15, 2020
ترأس القداس لراحة نفسه متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس سلوان موسي، وعاونه لفيف من الكهنة، في حضور النائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائب السابق نديم الجميل، الأمين العام ل”حزب القوات اللبنانية” غسان يارد والأمين المساعد جوزف أبو جوده ورفاق الشهيد في فوج إطفاء بيروت وأصدقاء وفوج الكشافة.
كبر الكان صغير الدار حامل دمو بكفو صار،
كل ما الدني تشتي نار بيطفي النار بدمو#رالف_ملاحي pic.twitter.com/rh0JGJ1ThD— Christelle (@ChristelleNehm4) August 15, 2020
موسي
وألقى موسي كلمة جاء فيها: “رالف إنسان برز أمامنا كإطفائي، وهو أراد أن يطفئ حرقة قلوبنا وأن يطفئ حرقة الوطن، فهو ابن الأربعة وعشرين ربيعا، الشاب الوسيم، صاحب العينين الزرقاوين، المندفع والمقدام، الذي لم يتوان يوما عن مد يد المساعدة للغير، فهو اليوم شهيد كل لبنان، رحل وهو في عز العطاء والشباب إلى مثواه الأخير، قبل أن تفرح به عائلته ومحبوه. ذكراه الطيبة ستبقى في قلب كل من عرفه”.
أضاف: “من أصعب التقدمات التي يقدمها الأهل الذين ربوا فلذات أكبادهم الا وهي تقدمة اولادهم قبل ان يفرحوا بهم، ولكن تربية ايلي ورولا لابنهم رالف مع اخوته فيها الخميرة الموجودة في ما بيننا والتي قدمت هذه القربانة على مذبح الرب وهذه الخميرة هي التي تخمر العجين كله ليصير بلدنا بألف خير”.
وتابع: “نحن نحسد رالف على شهامته وغيرته، وعلينا ان نصلي له جميعا لأنه تمكن في ساعة الشدة وقدم ذاته في سبيل فداء غيره، ونشكر الرب انه فدانا من كارثة اعظم ولم يفدنا لو لم يكن هناك احد مثل رالف الذي أسرع ليطفئ ولينقذ، أسرع ليخلص، لتكون الكارثة أقل والمعاناة والآلام أقل والدموع أقل، والشكر لله أكبر، والشكر لهؤلاء الجنود المجهولين الذين لم يعودوا مجهولين لا في عيوننا ولا في عيون الله، لانه كتب لهم في مكان معين ان يفتحوا لنا عيوننا على كيفية ان يبذل الانسان نفسه في سبيل غيره. ويمكن ان نقول أن رالف شهيد الواجب، ويمكن ان يكون رالف شهيد قلة المسؤولية او شهيد الفساد، لكننا نقول في الكنيسة ونحن نصلي رالف شهيد المحبة والعطاء، وهذه هي الكلمة التي تليق به. وعلينا ان نصوب عيوننا على المسيح وعلى عطية رالف التي صارت امامنا ولكي نلحقه بعطية المحبة ونلحقه بهذه اللؤلؤة التي ظهرت في ما بيننا وتنير طريقنا”.
وأردف: “المسيح قام. نشكر الله على عطية أهل رالف وكل من له فضل على رالف لكي اصبح ما هو عليه اليوم شهيد القربانة امام ربنا عنا كلنا سويا، آلامنا الموجودة في قلبنا ودمعتنا وحزننا وغصتنا لا تقارن بشهامة رالف ونبله، ونطلب من الرب ان يساعدنا لنتقرب من الشهداء وان يبارك هذا البلد ويبعد عنه كل اذية. واليوم احتفلنا بعيد رقاد والدة الاله عيد رقاد السيدة، وهي التي زودت الرسل بنعمة حضورها من بعد صعودها للسماء، ولا زالت تتشفع بالعالم كله، واتوجه هنا الى كل ام حزينة وخصوصا الى والدة رالف السيدة رولا التي اعطت عطية قلبها، لكي ترفع صلاتها الدائمة الى والدة الاله، لان صلاة الأم تسمع عند الرب، والى كل الأمهات المتألمات على مساحة الوطن ان تكون صلواتهن مقبولة، لانه في الحقيقة صلوات الأمهات تبارك الجميع. وكما فتح رالف ابواب السماء بعطيته، صلاة الأم وصلاة كل واحد منا قادرة أن تفتح أبواب السماء لبلدنا، كلنا نحتاج لبلدنا ولأبنائه ولبعضنا البعض، وعطية رالف ستذكرنا ان نمشي دائما في هذا الطريق لينهض بلدنا من جديد وليكون للجميع وليعود منارة ولا يكون حطاما ليليق بأولاده وبأهله وبشبابه وبكل تضحية غالية علينا صارت من أجله”.
وبعد القداس، أخرج الجثمان وحمل على أكف رفاق رالف ومحبيه، وأطلقت المفرقعات النارية والرصاص، ورش الأرز والورود وزف الشهيد وسط بكاء محبيه وعائلته. كما ألقيت كلمة من أصدقائه في عين الرمانة وفرن الشباك، ثم ووري الجثمان في الثرى في مدافن التيرو.
تقبل التعازي بعد الدفن ويوم غد الأحد في صالون الكنيسة من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية الساعة السادسة مساء.