كلودين عون روكز في زيارة لقاعدة حامات الجوية بمناسبة عيد الجيش:
“المرأة في الجيش تكسر الصورة النمطية وتثبت قدراتها في الدفاع عن الوطن”.
بمناسبة عيد الجيش اللبناني، زارت السيدة كلودين عون روكز رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية يرافقها وفد من الهيئة الوطنية، قاعدة حامات الجويةّ، بهدف إلقاء الضوء على مشاركة اللبنانيات في القوى العسكرية دفاعاً عن الوطن وإبراز دورهنّ في وحدات القوى الجوية في القسم الجوّي والفنّي والإداري، كما ابراز التزام لبنان في القرارات الدولية وخاصة في قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، الذي من بين أهدافه الرئيسية زيادة مشاركة النساء في القوى الدفاعية والأمنية.
وجالت السيدة عون روكز برفقة قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار زياد هيكل والضباط والرتباء والأفراد والوفد المرافق على مختلف أقسام قاعدة حامات الجوية وعلى برج المراقبة وعلى الطوافات، وتعرّفت على أبرز المهمات التي تنفذّها القاعدة بتكليف من قيادة القوات الجوية وبأمر من قيادة الجيش، ومنها المشاركة في المعارك التي يخوضها الجيش وعمليات البحث والإنقاذ خصوصاً فوق البحر وعمليات حفظ الأمن في محيط القاعدة، وإطفاء الحرائق ورش المبيدات الزراعية. وفي كلّ قسم من أقسام القاعدة، كان للسيدة عون روكز لقاء مع العسكريين الإناث اللواتي يشغلن مراكز أساسية فيها إن كان على الصعيد الجوي والقتالي أو على الصعيدين الفنّي (الصيانة والكشف الفني على الطوافات) والإداري، ومنهن الملازم أوَّل المُهندِس الطَيّار ريتا زاهر من الرعيل الأول للطيارين النساء في لبنان. كما اطلعت رئيسة الهيئة على مسيرة العسكريين الإناث في القاعدة وأبرز التحديات التي واجهنها وأثنت على شغفهنّ وشجاعتهنّ واحترافهنّ في المهمات الموكلة إليهن. كذلك نوّهت بارتفاع نسبة النساء في القوات الجوية إلى 8.51%. وتمّ خلال الزيارة عرض فيلم قصير حول القوات الجويّة في الجيش اللبناني.
وألقت السيدة عون روكز كلمة بالمناسبة قالت فيها: “هي المدرسة التي نشأت على
مبادئها، ومنها استقيت قناعاتي ونظرتي الى الوطن والمُواطَنة. هي رمز الصمود والشرف والتضحية، وهي منبع الوفاء وتكريس الذات لصون كرامة الوطن وسيادته. إنها المؤسسة العسكرية، التي ننحني إجلالاً أمام التضحيات التي بذلتها وتبذلها في كل يوم، في سبيل حماية الوطن وبناته وأبنائه من كل شر أو تعدّ أو إرهاب”.
وتابعت: “في الجيش اللبناني، حيث تختفي الطائفية ليحل مكانها الإنتماء إلى أرض واحدة وتاريخ واحد، وحيث توضع جانباً التجاذبات السياسية لتتصدر مصلحة الوطن لائحة الأولويات، في هذه المؤسسة، تشارك المرأة اللبنانية الرجل اللبناني مسؤولية الدفاع عن الوطن، وتتساوى معه في الحقوق كما في الواجبات كاسرة الصورة النمطية والثقافة التقليدية السائدة للدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في مجتمعها”.
في جولة على نسب مشاركة النساء في المؤسسة العسكرية، قالت:” تبلغ نسبة مشاركتهنّ في الكلية الحربية 43%، ونسبة الرتباء النساء هي 5.5%، ونسبة الجنود النساء 5.5% ونسبة الضباط الإناث 1.5%، والنسبة العامة 5.6%، أما عدد النساء في المراكز القيادية (برتبة عميد) فهو 5.
وإذ تشير هذه الأرقام إلى تقدُّم ملحوظ لمشاركة المرأة في هذا القِطاع، إلاّ أن تفعيل هذه المشاركة وزيادة نسبها، بموازاة العمل على زيادةِ مشاركة النساء في صنع القرار السياسي وتمثيلِهن في هياكل الحوكمة المحلية والوطنية، يَبقى من أولويات خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن. وقد أعدّت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة هذ الخطة بنهجٍ تشاركي مع مختلف الوزارات والإدارات الرسمية المعنية ومنظمات المجتمع المدني، وبدعمٍ مِن وكالات الأمم المتحدة، وذلك كي يتمّ تنفيذها خلال أربع سنوات. وقد أقرَّ مجلس الوزراء هذه الخطة في أيلول الماضي، وتبنّتها الحكومة الحالية في بيانها الوزاري، وقد بدأنا مؤخراً بمرحلة تنفيذها.
كما يندرج ضمن أولويات الخطة، تأمين المشاركة الفعّالة للمرأة وتعزيز حضورها في دوائر القرار والمحادثات المتَّصلة بحلِ الصراعات، ومنع نشوب النّزاعات، والوقاية، والإغاثة والإنعاش. كذلك حماية النساء والأطفال من العنف خلال النِزاعات، لأنه تبيّن أنهم الأكثر ضعفاً وتأثُّراً مِن نتائجها السّلبية.”
واعتبرت أنه “لا يمكن بعد اليوم أن نتجاهل الدور الذي للمرأة أن تلعبه في تحقيق شروط السلام والأمن في المجتمعات، وألا نعترف بأهليتها التامة للمشاركة أسوة بالرجل في بناء هذه وطننا، خصوصاً في ظل الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية التي نمرّ بها، حيث للمرأة دور كبير في قيادة المسار الإصلاحي، وبناء سياسات عامّة لحماية المواطنات والمواطنين، وتأمين حقوقهم ومستقبل الأجيال القادمة، كما بناء السلام والاستقرار.”
وتابعت: “المُلازِم أوَّل المُهندِس الطَيّار الريتا زاهر، والمُلازِم أوَّل المُهندِس الطَيّار شانتال كلّاس المتواجدة حالياً في أميركا للقيام بدورة طيران، نفتخر بكل امرأة منكن ونثني على مثابرتكن وعزيمتكن وصمودكن، فعملكنّ في القاعدة الجوية هو عمل استثنائي وجبار، يتطلب مهارات خاصة ليست بعصيّة عليكن، بل إنكن تبرعن بها. ومن خلالكن نحيي جميع اللبنانيات اللواتي يعملن تحت راية الجيش اللبناني.
أتوجه بالمعايدة إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وإلى قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار زياد هيكل، وأثني على إيمانكم بالمرأة اللبنانية وبقدراتها وأشكركم على استقبالكم لنا بمناسبة عيد الجيش.
وإلى عسكرييّ لبنان، ضباطاً ورتباء وأفراداً ومتقاعدين أقول: “كنتم دائما وستبقون، خصوصاً في الظروف الصعبة والاستثنائية التي نمرّ بها، درع الوطن وسيفه”.
وختمت: “أتوجه بالمعايدة إلى أول من آمن بدور المرأة في الجيش وأدخلها في صفوفه عام ٨٩، ومن رسّخ فيّ حبّ الوطن وساهم في تكوين هويّتي الإنسانية من خلال رسالته الوطنية العسكرية، بكل ما تعنيه من نصر وخسارة، من عنفوان وصمود وتحديات، ومن شهداء لن يغيبوا عن ذاكراتنا ولن ننسى عائلاتهم وزوجاتهم وأولادهم مهما طال الزمن، إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
كل عام وأنتنّ وأنتم بألف خير.”