Reuters
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي يدعو إلى سجن المتظاهرين الذين يستهدفون النصب التاريخية.
وينص الإجراء على أن أي شخص يتسبب في إتلاف أي نصب يجب أن يحاكم “إلى أقصى درجة يسمح بها القانون”.
ويدعو أمر ترامب أيضاً إلى حجب الأموال الفيدرالية عن السلطات القضائية المحلية وإدارات الشرطة التي تفشل في إيقاف ما وصفه بـ “حكم الغوغائيين”.
وتمّ إسقاط عدد من التماثيل في البلاد منذ أن قتلت الشرطة رجلاً أسود غير مسلح يدعى جورج فلويد.
وأصدر الرئيس الأمريكي الأمر مساء الجمعة بعد ساعات من إلغائه رحلة كان يعتزم القيام بها إلى ملعبه الخاص للغولف في بيدمينستر في ولاية نيو جيرسي، وكتب على تويتر أنه سيبقى في العاصمة واشنطن “لضمان تطبيق القانون والنظام”.
I just had the privilege of signing a very strong Executive Order protecting American Monuments, Memorials, and Statues – and combatting recent Criminal Violence. Long prison terms for these lawless acts against our Great Country!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 26, 2020
ويشير القانون إلى أن “الكثير من مثيري الشغب والمخربين والمتطرفين اليساريين الذين نفذوا ودعموا هذه الأفعال، عرّفوا عن أنفسهم صراحةً بأنهم لديهم أيديولوجيات – مثل الماركسية – تدعو إلى تدمير نظام الحكم في الولايات المتحدة.”
كما يتّهم المتظاهرين بأنّ لديهم “جهلا عميقا بتاريخنا”.
ويستشهد بالاستهداف الأخير لتمثال نصفي في سان فرانسيسكو لأوليسيس إس غرانت، الذي كان يمتلك عبداً قبل أن يصبح قائد جيش الاتحاد وهزم الكونفدرالية التي كانت تملك العبيد خلال الحرب الأهلية. كما استهدف تمثال في ماديسون بولاية ويسكونسن، لمهاجر مؤيّد للقضاء على العنصريّة قاتل بصفوف جيش الاتحاد بالإضافة إلى نصب تذكاري في بوسطن لإحياء ذكرى كتيبة أمريكية من أصل أفريقي قاتلت في نفس الصراع.
ويشير الأمر التنفيذي إلى أنّ “للأفراد والمنظمات الحق في المطالبة السلمية بإزالة أو بناء أي نصب تذكاري”.
ويضيف: “ولكن لا يحق لأي فرد أو جماعة تدمير أو تشويه أو إزالة أي نصب تذكاري باستخدام القوة”.
ويستشهد بالقوانين الحالية التي تنص على السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لأي شخص يضر بالممتلكات الفيدرالية.
ويحذر الأمر السلطات القضائية المحلية التي تهمل حماية مثل هذه النصب التاريخية من أن تواجه خطر توقيف تمويلها الفيدرالي المتعلق بالأماكن العامة.
كما يحذّر من أنّ إدارات الشرطة التي فشلت في حماية النصب والتماثيل من التلف أو التخريب يمكن أن تفقد بدورها هذا النوع من التمويل.
وينص الأمر التنفيذي على أنّ أي شخص “يضر أو يشوّه أو يدمّر الممتلكات الدينية، بما في ذلك من خلال مهاجمة أو إزالة أو تشويه صور يسوع أو شخصيات دينية أخرى أو أعمال فنية دينية” يجب أن يحاكم بأقصى عقوبة قانونية.
ويبدو أنّ الإجراء يشير إلى منشور حديث على تويتر نشره ناشط العدالة الاجتماعية البارز شون كينغ الذي كتب أنّ “تماثيل الأوروبيين البيض الذين يدّعون أنها تجسيد ليسوع يجب أن تسقط أيضاً”.
وأضافت التغريدة: “أنها شكل من أشكال تفوّق العرق الأبيض”.
Getty Images
تم إسقاط تمثال كريستوفر كولومبوس من قبل المتظاهرين في سانت بول، مينيسوتا
وتمّ استهداف النصب التذكارية المرتبطة بالكونفدرالية بشكل خاص في الولايات المتحدة وسط الاحتجاجات على الصعيد الوطني التي أشعلتها وفاة فلويد في مينيابوليس، مينيسوتا، قبل شهر.
ودافع الرئيس ترامب عن الرموز الكونفدرالية قائلاً إنها جزء من التراث الأمريكي.
كما تمّ استهداف تماثيل كريستوفر كولومبوس، المستكشف الذي فتحت رحلاته في القرن الخامس عشر نيابةً عن إسبانيا، الطريق للاستعمار الأوروبي للأمريكتين، لاعتبارها رموزا للإمبريالية.
واتخذ بعض القادة على صعيد الدولة والقادة المحليين بأنفسهم إجراءات لإزالة بعض الرموز الكونفدرالية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن حاكم ولاية فرجينيا رالف نورثام، أنّه ستتم إزالة تمثال الجنرال الكونفدرالي روبرت إي لي من عاصمة الولاية في ريتشموند.