AFP
يتعرض رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، لموجة انتقادات من قبل أعضاء البرلمان المنتمين للمعارضة بعد أن قال في كلمته أمام البرلمان أن الولايات المتحدة تسببت في “استشهاد” أسامة بن لادن.
وكان أسامة بن لادن، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، قد قتل عام 2011 عندما داهمت قوات خاصة أمريكية مخبأه في مدينة أبوت آباد الباكستانية، في عملية لم تخطر بها واشنطن إسلام أباد مسبقا عنها.
وقال عمران خان: “لن أنسى أبدا كيف شعرنا بالخزي، كباكستانيين، عندما جاء الأمريكان إلى أبوت أباد وقتلوا أسامة بن لادن، عندما تسببوا باستشهاده”.
واستخدم رئيس الوزراء كلمة “شهيد” بالعربية.
وانتقد قائد المعارضة ووزير الخارجية السابق، خواجة آصف، عمران خان، ووصف أسامة بن لادن بأنه “إرهابي بشكل مطلق”.
وقال في البرلمان: “لقد دمر (بن لادن) أمتي، في حين يصفه (خان) بالشهيد”.
أما بيلاوال بوتو زارداري، الذي ينتمي إلى حزب الشعب الباكستاني، وهو الحزب الذي كان يحكم البلاد وقت مقتل بن لادن، فاتهم رئيس الوزراء بأنه “يخدم التطرف العنيف”.
كما كتبت مينا جابيينا، وهي ناشطة باكستانية مشهورة، على تويتر: “يعاني مسلمون في كل أنحاء العالم بسبب التمييز الذي يواجهونه بسبب (أعمال) الإرهاب الأخيرة، فيأتي رئيس وزرائنا ويزيد الأمر سوءا عندما سمّى (أسامة بن لادن) شهيد الإسلام!”.
وتزامن خطاب عمران خان مع رفض الخارجية الباكستانية تقريرا للخارجية الأمريكية يتهم باكستان باستمرار كونها “ملاذا آمنا للمجموعات الإرهابية المتمركزة في المنطقة”.
وقالت الخارجية الباكستانية: “في الوقت الذي يعترف فيه التقرير باندحار تنظيم القاعدة بشكل كبير من المنطقة، فإنه يغفل ذكر دور باكستان الحاسم في تدمير القاعدة، وبالتالي التقليل من الخطر الذي كانت تشكله تلك المجموعة على العالم”.
ووجه الانتقاد إلى عمران خان، وهو لاعب كريكيت سابق، ووصف بأنه متعاطف مع طالبان، حتى أن معارضيه أطلقوا عليه لقب “طالبان خان”.
وبعد تصريحات عمران خان المثيرة للجدل، قال أفراسياب ختك، وهو سياسي ورئيس سابق لجمعية حقوق إنسان مستقلة في باكستان، في تغريدة على تويتر، إن رئيس الوزراء قد جلب إلى السلطة كي ينفذ “مشروع طالبان”.
وقبل سنوات، رفض عمران خان في مقابلة تلفزيونية، أن يسمي بن لادن إرهابيا بعد أن ألح عليه مقدم البرنامج.
تحليل: محمد الياس خان، بي بي سي نيوز، إسلام آباد
إن وصف عمران خان لأسامة بن لادن بالشهيد لا يعني أن لديه أي التزام أيديولوجي تجاه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، بل جاء وصفه هذا لأنه مناسب سياسيا.
قطع العالم شوطا طويلا بخصوص ما جرى في 11 سبتمبر/أيلول، لكن محللين لا يزالون يعتبرون أن التشدد الإسلامي هو السلاح الرئيسي بيد المؤسسة العسكرية الحاكمة في البلاد من أجل أن تحقق أهدافها في كل من الهند وأفغانستان.
ولا يزال بن لادن وغيره من المسؤولين الرفيعين في القاعدة وقادة طالبان المنتمين لتلك الفترة يعتبرون موقرين في أعين المقاتلين، كما أنهم يستخدمون كأدوات لتجنيد مزيد من الأشخاص لخدمة قضيتهم. لذا فإن أية خطوة رسمية للتقليل من شأن بن لادن قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
ويعتبر منتقدو عمران خان أن رئيس الوزراء “قريب من المؤسسة العسكرية الحاكمة وأنه وكيلهم بعد أن قذفوا به إلى سدة الحكم في انتخابات عام 2018 التي يعتقد أن الجيش قد تلاعب بنتائجها”.
ولم يكن اختياره للكلمة يوم الخميس عشوائيا. إذ لاحظ كثيرون أنه وخلال كلمته استخدم أولا كلمة “قتل”، ثم توقف وصحح نفسه قائلا “استشهد”.