AFP
داهمت قوات الأمن العراقية مقرا لفصيل كتائب حزب الله، المدعوم من قبل إيران، واعتقلت 14 من أعضائه على الأقل، في جنوب العاصمة بغداد في الساعات الأولى من يوم الجمعة. لكن الروايات المتوافرة حول تفاصيل هذه العملية الأمنية لا تزال متضاربة.
ما الذي نعرفه حتى الآن؟
جاء في بيان صادر عن “قيادة العمليات المشتركة العراقية” أن العملية جاءت “للحيلولة دون تنفيذ عمل إرهابي ضد مواقع الدولة”.
إذ ذكر البيان أنه ” (توافرت) [توفرت] معلومات استخبارية دقيقة عن الأشخاص الذين سبق واستهدفوا المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي بالنيران غير المباشرة عدة مرات”.
كما أشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت “نوايا جديدة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف حكومية داخل المنطقة الخضراء”، لذلك “تم تكليف جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ واجب إلقاء القبض والحيلولة دون تنفيذ العمل الإرهابي ضد مواقع الدولة”.
لكن مصدرا في قيادة قوات الحشد الشعبي، التي تنتمي لها كتائب حزب الله، قال لبي بي سي إن المداهمة جاءت إثر “معلومات مزيفة عن أن المكان يؤوي إرهابيين، دون التنسيق مع قوات الحشد الشعبي الموجودة في المنطقة أو مع قوات أمنها”.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المقر الذي تمت مداهمته “هو ورشة فنية عسكرية كان يستخدمها الحشد الشعبي خلال سنوات قتاله مع (ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية) داعش. وهذه الورشة موجودة منذ ست سنوات في نفس المكان”.
ووصفت وكالة رويترز للأنباء هذه المداهمة بأنها “الأكثر جرأة منذ سنوات من قوات الأمن العراقية ضد فصيل شبه عسكري قوي تدعمه طهران”.
علما أن مسؤولين أمريكيين يتهمون كتائب حزب الله، وهي من أبرز فصائل الحشد الشعبي، بإطلاق صواريخ على قواعد تستضيف القوات الأمريكية في العراق.
كتائب حزب الله في العراق: ما طبيعتها ومن يقف وراءها؟
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50945835
ولا يزال عدد المحتجزين غير مؤكد.
إذ جاء في بيان “قيادة العمليات المشتركة العراقية” إنه تم القبض على “14 متهماً”، لكن مسؤولا من الحشد الشعبي كان قد قال إن العدد 19، بينما أفاد مسؤول حكومي بأن العدد وصل إلى 23 شخصا، وفقا لرويترز.
كما أنه ليس من المؤكد بعد مكان الاحتجاز، ولا إن كان قد أطلق سراح المحتجزين.
إذ جاء في البيان الرسمي أنه سيجري التحقيق مع المتهمين وسيتم البت بموضوعهم من قبل القضاء.
لكن رويترز كانت قد نقلت عن “مصادر شبه عسكرية ومسؤول حكومي” أن المعتقلين كانوا قد نقلوا بعد فترة قصيرة إلى الجناح الأمني لقوات الحشد الشعبي.
كما تحدثت الوكالة مع مسؤول حكومي آخر نفى ذلك، مؤكدا أن المعتقلين لا يزالون محتجزين لدى أجهزة الأمن. في حين قال “مسؤول كبير في قوات الحشد الشعبي” إنه بعد مفاوضات، تم تسليم المعتقلين إلى قوات أمن شبه عسكرية.
ونفى متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ومصادر من الفصائل شبه العسكرية العراقية، في مقابلة مع رويترز، صحة تصريح سابق لمسؤول حكومي بأن القادة المعتقلين تم تسليمهم إلى الجيش الأمريكي.
كما تضاربت الروايات أيضا بخصوص هوية المحتجزين؛ إذ قال مسؤول حكومي إن أحد الزعماء الثلاثة المحتجزين إيراني الجنسية، في حين ذكر مسؤول ثان في الحشد الشعبي أنه لم يتم اعتقال أي من قادة كتائب حزب الله، وفقا لرويترز.
ردود الفعل على العملية الأمنية
لم يصدر بعد تصريح رسمي لرئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، والذي كان قد أشار في السابق إلى أنه سيكون صارما مع الفصائل المسلحة التي تستهدف منشآت أمريكية.
مصطفى الكاظمي: من هو رئيس الحكومة العراقية الجديد؟
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-52229030
كما لم يصدر بعد بيان رسمي على موقع كتائب حزب الله في العراق.
وكانت كتائب حزب الله قد عارضت اختيار الكاظمي لتشكيل الحكومة، وقالت في بيان في 10 أبريل/نيسان: “الإجماع على ترشيح شخصيّة مشبوهة لا تنطَبق عليها المعايير، وبهذا الشكل الاحتفاليّ، هو تفريط بحقوق الشّعب وتضحياته، وخيانة لتاريخ العراق”.
علما أن كلا من طهران وواشنطن كانت قد دعمت تولي الكاظمي رئاسة الوزراء في شهر مايو/أيار.
وقوات الحشد الشعبي هي إحدى مؤسسات الدولة العراقية وتضم فصائل موالية لإيران وأخرى غير موالية لها ، لكنها تقع تحت تأثير الفصائل الموالية.
وتأجج التوتر بين واشنطن وطهران بشكل خاص على الأراضي العراقية منذ عام على الأقل، وكاد أن يتحول إلى صراع إقليمي في يناير/كانون الثاني بعد أن اغتالت الولايات المتحدة العقل المدبر العسكري لإيران قاسم سليماني ومعه القيادي العراقي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد.