بو عاصي: عزيزنا جبران باسيل أعادنا 30 سنة إلى الوراء وهويبالغ بقدرته واهميته

 اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي في مقابلة عبر تلفزيون “الجديد”، أن “بيان لقاء بعبدا فضفاض وغير دقيق ولا ينم عن رؤية سياسية او قراءة لحقيقة الوضع في البلد”، مشددا على أن “المشكلة في مكان واللقاء في مكان والبيان في مكان آخر”، مذكرا ان “القوات اللبنانية” منذ نشأتها عام 1976 لم تكن يوما حزب عهد بل توالي وتدعم او تعارض وفق وجود المصلحة الوطنية وانها قاطعت طاولات الحوار منذ زمن لأنها ضد الحوار غير المجدي واللقاء من اجل الصورة وضد تدوير الزوايا، فذلك لا يعنيها بثقافتها القواتية”.

وأكد أن “القوات اللبنانية” دعيت إلى لقاء بعبدا ولا ولم تستدع”، موضحا انه “حين تدعى تقيم المصلحة الوطنية من الحضور وجدوى المشاركة والانعكاس السلبي او الايجابي لذلك”.

وردا على سؤال عن تمنع “القوات” عن المشاركة في لقاء بعبدا الاخير فيما كانت تشارك سابقا، قال: “في اللقاءين السابقين، اعتبرنا أن وجودنا كان ضروريا لأنهما كانا يتناولان المشكلة القائمة، فيما اجتماع بعبدا الاخير لم يكن له ضرورة لأن لا احد يسعى للفتنة ولا تهديدا فعليا للسلم الأهلي رغم الحوادث المتفرقة في الشارع والمؤسفة بل التهديد مالي اقتصادي اجتماعي فالدولار بـ7 آلاف ل.ل. لقد تخوفنا من ان يكون الاجتماع لحرف الانظار عن المشكلة الاساسية القائمة”.

اضاف: “حضورنا اللقاء السابق في بعبدا كان مرتبطا بالموضوع المطروح فالحوار كان اقتصاديا وهذا جوهر المشكلة اليوم ويعني المواطنين. لذا شارك الدكتور سمير جعجع وحمل معه ورقتين احدها ملاحظات على الورقة الاقتصادية المطروحة والثانية مرتبطة باقتراحات القوات اللبنانية، اما موضوع السلم الأهلي فقيمنا طرحه الآن ورأينا أنه امر خاطئ”.

وعن مضمون كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أجاب: “في جزء منها تتضمن عموميات وهي مقبولة ولكن الجزء الاخر غير مقبول كالقول “البعض يستعمل الشارع لأجندات خارجية”، فليقل لنا من هو هذا البعض؟ اي شارع يستعمل؟ ولأي اجندات خارجية؟”.

اضاف: “عندما نكون في موقع المسؤولية علينا ان نتحمل المسؤولية لا ان نجهل الفاعل لحرف الانظار عن المشكلة الفعلية، لأن ذلك نوع من التهرب. هنا اشدد على جدلية العلاقة بين السلطة والمسؤولية. لا احد في موقع السلطة ولا يتحمل مسؤولية، ولا استطيع ان احمل المسؤولية لمن لا سلطة لديه. لدى بعضهم هناك دائما نظرية المؤامرة. يتحدثون عن مؤامرة تحاكى بطريقة ما لضرب مصالح الناس، “تفضلوا حققوا مصلحة الناس واتركوا المؤامرة جانبا”.

وأوضح بو عاصي ان “الدكتور سمير جعجع نادى بإسقاط المنظومة لأن طريقة الحكم في لبنان أدت إلى ما وصلنا إليه وإذا أكملنا على هذا النحو سنغرق أكثر وأكثر”، مضيفا: “لقد اثبت التشخيص ان المشكلة في طريقة الحكم والعلاج بتغييرها. الحل ان تتنحى الطبقة الحاكمة وان يستعيد المواطن قدرته على التغيير عبر انتخابات نيابية مبكرة”.

وردا على سؤال، اجاب: “بالتأكيد الرئيس عون يتحمل جزءا من المسؤولية وكذلك رؤساء الحكومة والوزراء والمجالس النيابية المتعاقبين ومصرف لبنان، ونحن شاركنا بالسلطة وبطبيعة الحال نتحمل جزءا من المسؤولية ولكن الامور دائما نسبية. اوراقنا مفتوحة امام الناس وادعوهم ان يحاسبونا على ممارساتنا”.

عن سبب انتخاب “القوات” لعون، قال: “لم نرغب باستمرار الفراغ بل ان تستمر المؤسسات. بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ، وبعد قيام الرئيس سعد الحريري بترشيح الوزير سليمان فرنجية، أخذنا خيارا واضحا ضمن أسس واضحة ووضعنا ورقة اعلان نوايا وفق مبادئ سياسية مع العماد ميشال عون لانتخابه لرئاسة الجمهورية، ولكن ان لم يلتزم الطرف الآخر بما تعهد به علنا، فهل هذه مسؤوليتنا؟”.

وسأل: “لماذ تكرار الكلام عن كيفية وصول الرئيس عون الامر تخطاه الزمن. اليوم بامكاننا الحديث عن العهد وعن الرئيس عون. بعد التقييم، ان الخيار الذي اتخذناه لم تكن نتيجته تتناسب مع المصلحة العليا و”يقولو عني مئة مرة أخطأت ولا كمل بدعم الخطأ” متى كان يضر بمصالح الناس. للتذكير لم ندعم وحدنا وصول العماد عون، فلماذا لا يتم التصويب أيضا على الاخرين كحزب الله و “المستقبل” وكل من دعم عون للرئاسة؟ بالمطلق إن كان من استلم الموقع يؤذي الموقع، هل أكمل بدعمه؟”.

وتطرق بو عاصي الى احدى تغريدات النائب جبران باسيل، قائلا: “عزيزنا جبران باسيل أعادنا 30 سنة إلى الوراء لحرف الانظار عن المشكلة الاساسية عبر تغريدة قال فيها “سقوط مشروعنا يسقط الدولة والوجود”. هذا القول خاطئ فلا سقوطه ولا سقوط مشروعه يسقط الدولة والوجود. لأن وجوده يؤذي الدولة فهو جزء كبير من المشكلة في لبنان. هذه مبالغة بطاقته وقدرته واهميته ومشروعه وحجمه. فليشرح لنا ما هو مشروعه الذي ان سقط تسقط معه الدولة والوجود، المكون المسيحي لديه مقومات الاستمرار من الفي سنة حتى اليوم ووجوده لا يتوقف علي او على جبران باسيل. نحن واجبنا ان نعزز المشاركة والدور والوجود”.

اضاف: “باسيل الرجل القوي في العهد ويتحمل رغما عنه المسؤولية لأنه شارك بالحكم لأكثر من 10 سنوات. هو استلم ملفات كبيرة كالكهرباء والاتصالات. كذلك، بعدما استلم باسيل الخارجية، خاصمتنا معظم الأطراف الخارجية وفقدنا التفاعل الايجابي معها في حين ان المصلحة العليا تقتضي بمد الجسور مع الجميع”.

وطالب بو عاصي ان “ترحل حكومة حسان دياب فورا”، مضيفا: “نحن طالبنا قبل تشكيلها بحكومة اختصاصيين مستقلين، ولكن مع احترامي للافراد فيها للاسف اتت حكومة لا اختصاصيين ولا مستقلين. انها تعمد الى تشكيل عشرات اللجان ولكن لم تتخذ قرارا حتى اليوم لا بالنقد ولا بالاقتصاد ولا بالكهرباء لذا يجب ان ترحل. لكن يبدو ان من يشكل الحكومة اليوم لا نية لديه بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لذا فليتحمل مسؤوليته”.

وعن التدخلات الخارجية، قال: “يجب أن لا نبالغ بمدى اهتمام وتدخل الدول بمن فيها الولايات المتحدة في التفاصيل اللبنانية. اقليميا، كان هناك تأثير ولكنه اقل بكثير من السابق اليوم فلكل دولة همها ومشاكلها”.

ولفت بو عاصي الى ان “هناك مشكلات نقدية واقتصادية واجتماعية وسياسية وللاسف لا يمكن فصل مشكلة عن الاخرى فجميعها مترابطة، لذا المطلوب بنظره تحالف سياسي صلب لمعالجة ذلك”.

وعن العلاقة بين “القوات” وتيار “المستقبل”، قال: “القواعد الشعبية والشراكة في النضال المشترك في ثورة الارز هي التي تجمع بين “القوات” و”المستقبل” و”الاشتراكي”، هذه الشراكة كسرت الحواجز وخلقت تناغما”.

وردا على سؤال، اجاب: “لا ولادة جبهة معارضة في هذه المرحلة. في 14 آذار كانت ردة فعل من القلب على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اليوم يجب ان تكون الخطوة ناضجة وفق خارطة طريق واطار واضح للعمل. وليست كل الأطراف جاهزة وفق خارطة طريق. نحن كقوات لبنانية جاهزون ولكن على اسس واضحة. الأمر يتطلب تصميما وجرأة وهناك خوف وتردد وقول ان المرحلة الإقليمية خطرة. يجب ألا ننسى أن مشهد اغتيالات قادة “14 آذار” ما زال حاضرا ولم نعرف من قتلهم ولا يوجد ورقة في ملفات التحقيق”.

واعتبر بو عاصي انه “بعكس كل العالم في لبنان المجتمع شبكة الامان والدولة هي التي تشكل خطر الانهيار عليه، المشكلة اليوم في الدولة لا المجتمع وليس لديها ترف الاستمرار بنهجها”.

اضاف: “انها تدفع المجتمع الى انهيار اقتصادي اجتماعي كامل وتستنفد طاقاته. لا ترف لديها بعدم اتخاذ أي قرار. نحن بحاجة لصندوق النقد الدولي ولكن ننفر منه ونتكابر وفي الاساس نتوجه اليه بأرقام متضاربة ونرفض السير بالاصلاحات”.

وتابع: “هناك خفة في التعاطي ككيفية توزيع الـ400 الف على المواطنين وتهميش مطلق لبرنامج دعم الاسر الاكثر فقرا على سبيل المثال او كمسألة ضبط الحدود وهناك غياب مطلق لاتخاذ أي قرار”.

في الختام، توجه بو عاصي الى الشباب في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قائلا: “لا تجربوا اي نوع من المخدرات ولو من باب الحشرية، لأن الخروج من عالمها شبه مستحيل اذا تظهر الدراسات ان من يشفى منها 11 %. فهي تدوس على كرامتكم وصحتكم وعائلتكم ومستقبلكم”.