Getty Images
قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق إن جهاز مكافحة الإرهاب نفذ عملية دهم جنوبي العاصمة العراقية استهدفت أشخاصا كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات إطلاق نار على مؤسسات حكومية في المنطقة الخضراء.
وأوضحت أن العملية أسفرت عن أعتقال 14 شخصا بحوزتهم قاعدتين لإطلاق الصواريخ، وجاءت بناء على معلومات استخبارية دقيقة عن أشخاص سبق أن استهدفوا المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي أكثر من مرة.
وذكرت مصادر محلية عراقية أن عملية الدهم استهدفت مقرا لتنظيم “كتائب حزب الله” العراقي في منطقة البوعيثة في الدورة جنوبي بغداد.
وتتهم الولايات المتحدة هذا الفصيل المسلح بالمسؤولية عن عدد من الهجمات الصاروخية ضد قواتها في العراق، وقد شنت الطائرات الأمريكية في 23 ديسمبر 2019 غارات واسعة على مواقع تابعة للكتائب في منطقة الأنبار شرق البلاد أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصرها.
فما هو تنظيم كتائب حزب الله في العراق، وما هي أهدافه ومن يقف وراءه؟
يرتبط لفظ “حزب الله” بتنظيم حزب الله اللبناني، لكن ثمة تنظيم آخر نشأ بعده بأكثر من عقدين يحمل نفس الاسم، لكنه منفصل عنه، وهو “كتائب حزب الله في العراق”.
أُعلن عن تأسيس “كتائب حزب الله” في أبريل/نيسان عام 2007، في مدينة العمارة جنوبي العراق. وتكونت الكتائب من اتحاد عدد من الفصائل الشيعية المسلحة نشأ بعضها بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
وهذه الفصائل هي لواء أبو الفضل العباس وكتائب تحمل أسماء كربلاء وزيد بن علي وعلي الأكبر والسجاد.
وتصف كتائب حزب الله نفسها بأنها “تشكيل جهادي إسلامي مقاوم”. ووفقا لموقعها الإلكتروني الرسمي ترى الكتائب أن ولاية الفقيه هي الطريق الأمثل “لتحقيق حاكمية الإسلام في زمن الغيْبة” أي غيْبة المهدي، الإمام الثاني عشر وفقا لمذهب الإثنا عشرية الشيعي.
وترتبط كتائب حزب الله بإيران بشكل مباشر، حيث ترى في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران “إنجازا عظيما” وتعتبرها مرحلة أساسية للتمهيد لإقامة “دولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه”.
وتقول الكتائب إنها تعمل على إفشال ما تسميه المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كما أن عناصرها كانوا من أوائل المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب القوات الحكومية بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد عام 2011.
- اقرأ أيضا: غارات أمريكية على قواعد لكتائب حزب الله في العراق وسوريا
ولا يُعرف لكتائب حزب الله هيكل تنظيمي، سواء عسكري أو إداري، كما هو الحال مع باقي الفصائل الشيعية الكبرى في العراق.
AFPتعد كتائب حزب الله جزءا من تشكيلات الحشد الشعبي في العراق
ولم يُعلن عن أمين عام لكتائب حزب الله على الرغم من تخصيص متحدثين باسمها في الجانبين العسكري والمدني.
ويُقدر عدد مسلحي الكتائب بسبعة آلاف عنصر، وفقا لأرقام غير رسمية. ويُعتبر أسلوب عملها شبيها بأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدربيها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم عماد مغنية الذي قُتل في سوريا 2015.
وبسبب اتساع مساحة عمليات الكتائب في العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن عناصرها يعتبرون أنفسهم “عقائديين”، فإن قيادة الحزب تصنف قتلاها في المعارك إلى أربعة فئات: شهداء سرايا الدفاع، وشهداء مقاومة الاحتلال، وشهداء العقيدة والكرامة، وشهداء الولاية.
وتضم كتائب حزب الله في العراق أربع مؤسسات مدنية معلنة، وهي هيئة المساجد والحسينيات، ومؤسسة الهدف، ومؤسسة الزينبيات، ومؤسسة للنخب الأكاديمية.
هذا بالإضافة إلى مؤسسات وهيئات أخرى لم يُعلن عنها، يُعتقد أنها مختصة بالتثقيف الديني والتجنيد العسكري، بالإضافة إلى المشاريع الاقتصادية.
- اقرأ أيضا: جماعة عراقية مسلحة تحذر من مواصلة العمل في إنشاء ميناء مبارك الكويتي
ونفذت الكتائب، التي تصنفها الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي، العديد من العمليات التي استهدفت جنودا أمريكيين في العراق.
كما ذكرت تقارير مسربة أن الكتائب كانت طرفا في اختطاف فريق صيد قطري في ديسمبر/كانون الأول 2015، وأنها كانت إحدى الجهات التي تلقت فدية قدرها مليار دولار لإطلاق سراح الرهائن. لكن الرواية القطرية تقول إنها دفعت الأموال للحكومة العراقية.
والكتائب غير ممثلة في حزب سياسي، لكنها جزء من قوات الحشد الشعبي الذي ساعد القوات الحكومية في حربه ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية.