دوما: تعرف على دير مار يعقوب الحصن

دير مار يعقوب النصيبينيّ – دوما يقع دير مار يعقوب النصيبينيّ – الحصن (دوما) على تَلَّةٍ يتجاوز ارتفاعها الألف متر، قرب قلعة الحصن التي شيَّدها الصليبيُّون شمالي قلعة بشعلة. أنشأت الرهبانيَّة هذا الدير ذَودًا عن حقٍّ مارونيٍّ في المعبد المهجور. وبعد أن تسلَّمت الرهبانيَّة المعبد، بدأت بشراء أملاك محيطة به منذ سنة 1840. وبقرارٍ من مجمع الرهبانيَّة العام، سنة 1841، ثبَّتَتَه ديرًا قانونيًّا. ثمَّ قرَّرت، في عهد الأب العام لورنسيوس يمِّين الشبابيّ، سنة 1859، المباشرة بإعادة بنائه، ففصلت بعض أملاكٍ من دير مار أنطونيوس – حوب ودير مار أنطونيوس – قزحيَّا، وألحقتها به، وحوَّلت كنيسته القديمة على اسم القدِّيس يعقوب النصيبينيّ. وتدلُّ إحدى الوثائق المحفوظة في أرشيف الدير أنَّ الأب شربل مخلوف – القدِّيس شربل – كان في عداد جمهوره سنة 1859، وبدليل وجود اسمه عليها : “الأب شربل بقاعكفرا اللبناني”.

وفي سنة 1859، بناءً على رغبة البطريرك بولس مسعد، اتَّخذت الرهبانيَّة قرارًا بإنشاء “مدرسة للدروس العليا”. ولكنَّ هذه المدسة، سرعان ما توقَّفت، بسبب أحداث 1860. ثمَّ حضر الأب العام لورنسيوس يمِّين الشبابيّ إلى الدير، في شباط 1860، وأخذ يجاهد في بنائه فاتحًا مقلعًا للحجارة في جواره، وشاحنًا الأخشاب من نواحي الضنيَّة، والأرز من حدث الجبِّة. وفي أوائل تشرين الثاني 1862، كان الأب العام قد أتمَّ بناء الدير، وجهَّزه ببدلاتٍ وأوانٍ ليتورجيَّة وغيرها… وابتدأ الدير القيام برسالته الكاملة في المنطقة، عملاً في الأرض وإشعاعًا روحيًّا في الجوار. وبين سنتَي 1924 و1929، جُدِّد البناء وأصلحت الكنيسة.

وفي سنة 1938، قرَّرت الرهبانيَّة فصل أنطش مار يعقوب – البترون عن دير مار أنطونيوس – حوب، ومن ثمَّ إلحاق دير مار يعقوب بالأنطش المذكور، واستمرَّ الدير والأنطش بمراحل ضمٍّ وفصلٍ في فترات مختلفة. خلال سنتَي 1939 و1940، قرَّر مجلس المدبِّرين العامِّين بيع مزرعة كائنة في عقار الدير، وشراء أملاك في مدبنة البترون بدلاً منها. فضُمَّت هذه الأملاك إلى أنطش مار يعقوب في البترون قصد إنشاء دير فيها يقوم بخدمة المنطقة الساحليَّة. وفي آب 1962، فَصلت الرهبانيَّة دير مار يعقوب – دوما عن أنطش مار يعقوب – البترون، وعاد ديرًا مستقِلاًّ. ويواصل هذا الدير حاليًّا رسالته الرعويَّة في الجوار إنطلاقًا من أنطش مار يعقوب – البترون الذي عاد وضُمَّ إليه مجدَّدًا، في آب 1995

المصدر: الرهبنة اللبنانية المارونية