
مشروع المهندس الراحل فتحي شاتيلا هو الافضل لبيروت
ان جمعية مياهنا التي اسَسها المهندس الهيدرولوجي الراحل ” فتحي شاتيلا” والتي تضم خبراء ومختصيين في الجيولوجيا وفي علوم المياه والكيمياء وفي الاقتصاد والقانون الى جانب فعاليات وشخصيات وهيئات بيروتية .تستغرب قرار الحكومة؛ في جلسة عقدتها مطلع نيسان الجاري؛ بحضور رئيس الجمهورية والقاضي باستئناف العمل بمشروع سد بسري واستجرار مياه الليطاني الملوثة والمسرطنة الى بيروت .
نعلم ان هذا المشروع كانت قد اقرته وباشرت بتنفيذه الحكومات السابقة وان الحكومة الحالية ورثته عن سابقاتها ؛ لكن انتفاضة 17 تشرين ومعارضة اهالي وسكان القرى والبلدات المحيطة بمرج بسري وحراكهم الميداني المتواصل مع جميعات بيئية التقت مع موقفنا الرافض لهذا المشروع التدميري للطبيعة والارض والانسان ومع مواقف اهالي وسكان بيروت وذلك على قاعدة ” ما متت ما شفت مين مات قبلك ” كما هي حال اهالي وسكان”بر الياس” البقاعية وضحايا الليطاني الذي يسمونه”نهر الموت”. وكان اهالي بيروت قد اوكلوا بواسطة مخاتير العاصمة محامي جمعيتنا الاستاذ ” فؤاد مطر “للمرافعة والمدافعة عنهم امام القضاء اللبناني ولدى المدعي العام البيئي للاعتراض على مشروع ” سد بسري ” .
الى جانب التلوث هناك مخاطر اخرى يحملها في طياته مشروع ” سد بسري ” وابرزها:
-عدم ملاءمة ارضية مرج بسري بطبيعتها الصخرية المتشققة والمليئة بالفراغات لتجميع المياه على سطحه بالاستناد الى دراسات البعثة الفرنسية وخبراء لبنانيين.
-خطر الزلازل الذي يسببه وزن وضغط المياه على مساحة صغيرة فيها فالق خطير وتسربها الى داخله .
-محطة الوردانية لا تستطيع تكرير مياه الليطاني وما تحتويه من “سيانو- بكتيريا” ومعادن ثقيلة وتحويلها لمياه صالحة للشرب حسب خبراء من المشرفين على المحطة.
-تدمير اراض زراعية وحرجية تبلغ مساحتها نحو6 مليون م2 .
-الفشل المتوقع لمشروع بسري في تحقيق الغاية الاساسية من انشائه وهي تجميع المياه لبيروت الكبرى بسبب عدم توفر كمياتها بشكل كاف.
-فترة تنفيذ سد بسري الطويلة والتي تمتد لاكثر من عشر سنوات.
و اخيرا؛ عدم نجاح تجربة السدود التي انشئت في لبنان منذ عام 2014 وفشلها في تحقيق اهدافها فضلا” عن ان كلفة تنفيذها تضاعفت عدة مرات عن كلفتها التقديرية .
بناء على ما تقدم ؛ ان البديل العملي لمشروع سد بسري الذي نطرحه والذي فنى عمره من اجله المهندس الهيدرولوجي ” فتحي شاتيلا ” وبح صوته وهو يطالب باستجرار مياه الدامور لانها الانقى والاقرب والاوفر لبيروت؛ ذلك ان سد الدامورالطبيعي لا يؤذي البيئة ولا يتطلب قطع الشجار ولا يؤدي الى تغيير جذري بالمنطقة المحيطة كما يفعل سد بسري وكلفته ثلث كلفة مشروع سد بسري.
ان القضية هي صحية وبيئية اولا واهم من المال؛ ويتزامن القرض الكبير والذي تبلغ قيمته 650 مليون دولار اللازم لتنفيذ مشروع “سد بسري” مع انكماش اقتصادي كبير وفقر مرتفع.
بناء على ما تقدم ؛ فاننا في جمعية مياهنا نناشد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونناشد دولة الرئيس الدكتور حسان دياب والحكومة ايقاف العمل بهذا المشروع وتحويل قرض البنك الدولي لتمويل استجرار مياه نهر الدامور لبيروت وما يفيض عنه لمساعدة العائلات المحتاجة في زمن الفقر والجوع.
بيروت في 20 نيسان 2020