إبن البترون المهندس “جيلبر سابا”… من زاوية أخرى للهندسة المعمارية في فترة الوباء

كتبت لميا شديد في الوكالة الوطنية باللغة الانكليزية: مع إنتشار جائحة فيروس كورونا في أنحاء العالم، فإن كل جوانب الحياة قد تغيرت جذريا، وارتفع معدل الوقت الذي نمضيه في المنزل للعمل والاسترخاء معاً، وأضحت غرف منازلنا الآن تحيط بنا بالكامل.
لإلقاء الضوء على تأثير أزمة كورونا على مستقبل تصميم المساكن، تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام إلى جيلبر سابا مهندس داخلي ومهندس في تصميم المشهد والمواقع الطبيعية.

 

– مع إنتشار الوباء المستجد في جميع أنحاء العالم والتغيرات الأساسية التي طرأت على حياتنا، هل هناك أي تأثير على التصميم المعماري؟
مع إستمرار إنتشار فيروس كورونا، فرضت دول ومدن عدة حول العالم على مواطنيها البقاء في منازلهم التي أصبحت ملجأً للجميع حيث كلنا نمضي معظم أوقاتنا في الغرف، وفيها نعيش حياتنا بالكامل، وقد يستمر الوضع على هذا الشكل على المدى القصير او حتى البعيد.
لم يتوقع أحد أن أزمة صحية عالمية ستقلب حياتنا رأساً على عقب، وتغّير أسلوب حياتنا في منازلنا بشكل أساسي، وبالتالي فهي ستؤثر على مستقبل التصميم المعماري ككل ولمساكننا أيضاً. إن هذا الوباء يذكرنا بمدى أهمية منازلنا لرفاهنا اليومي.

– هل لديك تصور للتغيرات المستقبلية في الأبنية داخلياً وفي الأماكن العامة؟
تتمتع المساكن بالقدرة على تأمين حياة الرفاهية من خلال التفاعل الفيزيائي والمعنوي مع مكوناته. واليوم بينما نحن مكبلون في غرفنا، فإننا بحاجة إلى حياة أكثر مرونة في مساحاتنا الداخلية لإستيعاب الأنشطة المؤقتة، والأهم من ذلك هو الإستفادة من المساحات. بالطبع ضوء النهار الطبيعي يريحنا ، والمواد العالية الجودة ونوعية الهواء الداخلي الصحي كما الوصول إلى مساحات خارجية مريحة، إنها وجهة نظر في العودة إلى الحياة البسيطة الطبيعية، ففي تصاميم منازل المستقبل، يجب أن نفكر اكثر في ما هو ضروري لطريقة عيشنا.
بالنسبة للكثير من المهندسين، أدى الإنتشار السريع لـكورونا إلى إعادة تقييم طريقة الدراسة والتصميم، وما يمكن أن يعنيه إنشاء عالم ليس كما هو عليه اليوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بكيفية التجمّع وإستخدام الأماكن العامة. وأتوقع أن هذه الأماكن ستتطور بشكل يحد من إنتشار أي عدوى، مع الإسراع في تطوير جميع أنواع التكنولوجيا، كالأبواب الأوتوماتيكية والمصاعد التي تعمل بالصوت، كذلك مداخل غرف الفنادق التي سيتم التحكم بها بواسطة الهاتف الخلوي، ومفاتيح الضوء اللايدوي والتحكم الحراري وطرق الكشف الامني المتطور في المطارات وغيرها من التكنولوجيات وتأثيرها على شكل التصميم.
بالإضافة إلى أن التباعد الاجتماعي الذي قد أصبح ضروريًا، وإن كان إجراء مؤقتا فمن المتوقع أن المخاوف بشأن الفيروسات ستلهم المهندسين لتطوير مساحات مفتوحة ودية تسمح للناس وتشجعهم على التباعد.

– هل يذكرنا هذا الوضع بمرحلة من التاريخ؟
لن تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي سيتم فيها إعادة تصميم المدن والمباني إستجابة للتعامل مع مرض او وباء معيّن، فقد قام Haussmann بإعادة تصميم باريس بين 1853 و1870 لتبدو على ما هي عليه اليوم (Paris Haussmannien)، كما أعيد تخطيط مدينة لندن بعد وباء الكوليرا عام 1954، كذلك نيويورك تغيرت مساكنها في القرن التاسع عشر.

يمكن أن تكون نتيجة تجربة الحجر والوباء مدخلاً لقبول سياسة العمل عن بُعد من المنزل. فكيف ستسمح تلك المساحات التي نعيش ونأكل ونستمتع فيها بالاستخدام الوظيفي والمستقل للعمل؟ كيف ستؤدي المساحات الصغيرة العديد من الوظائف، مع الفصل بين العمل والحياة المنزلية؟ كيف ستكون الأماكن العامة والمدن أكثر تطوراً للتخفيف من