ندوة للشيوعي البترون حول الآفاق المستقبلية للنظام السياسي الطائفي

نظم الحزب الشيوعي اللبناني في البترون ندوة بعنوان “الآفاق المستقبلية للنظام السياسي الطائفي في لبنان” في الذكرى المئوية الأولى لولادة دولة لبنان الكبير ومع ولادة انتفاضة 17 تشرين تحدث فيها الدكتور مسعود ضاهر في حضور رئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا أبي نادر، رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين المتفرغين الدكتور يوسف ضاهر ، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي فادي النبوت، رئيس التيار النقابي المستقل الدكتور جورج سعاده، ممثل حزب الكتائب اللبنانية الياس الياس، مختار اجدبرا شوقي مرعي ممثلا رابطة مخاتير منطقة البترون، مسؤول الحزب الشيوعي في الشمال الدكتور الياس غصن، مسؤول المنظمة في البترون سمعان بو موسى، ومدعوين.


بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب الشيوعي، ألقى مدير الندوة عضو مجلس قيادة الحزب في الشمال الياس يوسف كلمة قال فيها: لقد قام الكيان اللبناني على انقاض السلطنة العثمانية ، مثلما قامت كيانات عربية اخرى في المشرق العربي .
أُريد للكيان اللبناني ان يكون متميزاً في تعدد مكوناته الطائفية من جهة ونهائيته ، اَي منع المساس او اعادة النظر به من جهة ثانية . ولذلك كانت التحديات تكبر . فالطوائف غير ثابتة في نموها الديمغرافي وارتباطاتها الخارجية وتحالفاتها الداخلية ، وهي تضغط على صيغة كيان رمزية تجدها ضيقة عليها . من دون ان يعني ذلك طائفة محددة ، فالجميع مر بتجربة الانتفاخ والإحباط ، الشعور بالقوة ثم بالضعف ، الانتصار ثم الانكفاء … ومن يواصل التجربة سيصل الى النتيجة نفسها ، فالكيان يحمل في ذاته عوامل الصراع والتنافس وانسداد الأفق” .

واضاف: “ليست المشكلة في قيام دولة لبنان الكبير ككيان مستقل ، فهذا مطلب ناضل من اجله الأجداد والنخب الفكرية والسياسية في جبل لبنان ومدنه ، وبذور الاستقلال نجدها منذ نظام الإمارة ثم المتصرفية ، اما ما نحن في صدده اليوم فهو الجواب عن سؤال أساسي هو كيف يستمر لبنان وكيف ندعم كيانه السياسي .؟؟”

ورأى “ان انتفاضة ١٧ تشرين الاول ، بشمولها كافة المناطق والطوائف والأجيال قدمت جواباً صريحًا . لقد قال اللبنانيون في انتفاضتهم ان لبنان المئوية الثانية لا يتأسس ولا يستمر على قاعدة الانقسامات الطائفية ، بل يجب ان ينهض على قاعدة وحدة المصالح الاجتماعية والوطنية للبنانيين ، وهو ما يواصله ابناء الانتفاضة ، رغم الصعوبات ، حتى الان “…

ضاهر
ثم كانت مداخلة الدكتور ضاهر الذي تحدث عن الدور البارز للمدارس المحلية والارساليات الاجنبية والجامعة الاميركية وجامعة القديس يوسف في بيروت في نشر التعليم العصري الاوروبي وتحضير النخب اللبنانية وخصوصا المسيحية منها في جبل لبنان وبيروت للدعوة الى الحرية والاستقلال والسيادة والمواطنة. وعرض للنظرة الايديولوجية لدولة لبنان الكبير وفق رغبات المؤرخين الطائفيين وليس على قاعدة وثائقية صلبة وقدم نموذجا حول الخلاف الايديولوجي في تفسير موقف البطريرك الياس الحويك من تشكل دولة لبنان الكبير وقال:”لدى بعضهم، دولة لبنان الكبير كانت هدية من فرنسا للبطريرك الحويك الذي طالب باستقلال لبنان الكبير لجميع الطوائف اللبنانية وهو الذي صرح مرارا “طائفتي لبنان”.
واكد ضاهر على أن “البطريرك الحويك سعى بشكل دؤوب لتحقيق دولة لبنان الكبير المستقلة ضمن حدوده الطبيعية وقد عمل على اسقاط مشروع الملك فيصل بن الحسين في انشاء مملكة عربية تشمل سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، كما عمل على منع الحركة الصهيونية في انشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين تمتد حتى نهر الليطاني وقدم مذكرة تتضمن مطالب عدة باسم جميع اللبنانيين وفرنسا لبت مطالبه.”
ثم عرض لاشكالية الاعلان عن دولة لبنان الكبير في الاول من ايلول 1920 واشكالية رسم الحدود الجغرافية لدولة لبنان الكبير واشكالية لمن منحت الجنسية اللبنانية واشكالية طبيعة النظام السياسي الطائفي في دولة لبنان الكبير.
كما تحدث عن الآفاق المستقبلية للنظام السياسي الطائفي في لبنان معتبرا انه “شكل صيغة مريحة جدا لزعماء الطوائف الا انه اصبح اليوم يشل مؤسسات الدولة بصورة كلية او جزئية.فالوظيفة السياسية للطائفية هي حماية النظام السياسي اللبناني الذي اثبت قدرة على جمع الزعامات الطائفية حينما يتفرقوا مرحليا بسبب مصالحهم الشخصية المتضاربة. بالمقابل اثبتت الطائفية قدرتها على تفكيك القوى العلمانية، السياسية منها والعمالية والنسائية والشبابية المنضوية تحت شعار بناء النظام السياسي العلماني وليس الغاء الطائفية فقط.”
واكد ان “الشباب المقاوم هو قوة التغيير الاساسية والاكثر قدرة على بناء نظام سياسي وطني يحافظ على حدود لبنان البرية والبحرية.”
وشدد على ضرورة التوصل الى استراتيجية وطنية جامعة لمواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بلبنان واللبنانيين وذلك من خلال حوار جماعي معمق وعقلاني تكون ابرز ركائزها التمسك بالحدود الجغرافية التي رسمت عند الاعلان عن دولة لبنان الكبير ومواجهة التدخلات الخارجية التي ما زالت تلعب دورا أساسيا في تفجير الساحة اللبنانية وتطوير النظام السياسي اللبناني بالطرق الديموقراطية والانتقال من مرحلة الرأسمالية الريعية الى مرحلة توظيف الرأسمال اللبناني والوافد الى لبنان في الاقتصاد المنتج وتطوير القوى المنتجة.”

ثم جرى حوار بين الدكتور ضاهر والحضور.