في بلدة تنورين الفوقا البترونية يتساقط شلال بالوع بلعة عن علو 250 متراً داخل كهفٍ شكّل مقصداً للسياح ومحبي المغامرة. وفي بعض شهور السنة يصب في هوة البالوع الرئيسية شلال من المياه الغزيرة ارتفاعه 90 متراً ثم يتفرع في الدهاليز السرية، أما الهوات الثلاث الباقية في البالوع فهي شديدة التعقيد وتحتوي على سراديب وبرك وهوات متفرقة وقاعات مغمورة بالمياه، متشابكة في بعضها ومنفصلة في البعض الآخر، وفوق الجسر الأوسط للبالوع «محبسة» هي عبارة عن هوّة ومغارة معاً طولها 15 متراً بعمق 61 متراً، استغرق التكون الطبيعي لفوهة البالوع نحو 150 مليون سنة كمنفذ للمياه، وهو بالوع حي لا تزال المياه الجوفية تجري فيه، ويتميز عن سواه من البواليع في لبنان والعالم بأن الوصول إليه سهل نسبياً وشكل فوهته نادر، فالبالوع لا يعرفه كثيرون في لبنان، لكنه يتمتع بشهرة عالمية، وكان الكثيرون من المستكشفين الفرنسيين وغيرهم ينزلون الى داخله بقوارب هوائية. ونحن في“موقع جنوبية” قمنا بمقابلاتٍ مع عدة خبراء جيولوجيين وبيئيين حول سدّ بلعة، والذي يقع في بلدة شاتين العقارية على أحد روافد نهر الجوز، في مجرى وادي بلعة، بين نبعي المغراق والشيخ، عند المنسوب 1490م عن سطح البحر، وعلى بعد حوالي 35 كلم من الساحل. وبحسب “وزارة الطاقة والمياه“، يبلغ الارتفاع الأقصى للسدّ عند المحور حوالي 35 متراً، وطوله حوالى 400 متر، مكون من الردميات الصخرية المحدولة، ويتم ضبط تسرب المياه عبر جسم السدّ وداخل حوض التخزين من خلال تغليف الواجهة الأمامية للسد والمساحات المسربة للمياه داخل الحوض بطبقة زفتية محدولة ضابطة للمياه.
سدّ بلعة تنورين يهدّد المعلم الطبيبعي في المقابلة التي أجريت مع الخبير الهيدروجيولوجي “د.سمير زعاطيطي” تحدث عن مجزرة السدود ومنها “سدّ بلعة في تنورين” التي يقترفها لصوص السلطة اللبنانية قال: “العبقري الذي حدد موقع سدّ بلعة بعيداً بس 250 متر عن بالوع بلعه الضخم ما بيفهم جيولوجيا بالمرة، هو مهندس باطوني سطحي جاهل يجب محاسبته، متعهد سدّ بلعة الآخر بعد ما كشف على الفراغات العامودية للبواليع الضخمة، فكرّ بعبقريته إنو بيقدر يسكرها بباطون، ما سأل حدا ولا نشر الصور بل منع زيارة موقع السد حتى لا يفتضح أمره. المشرف على السدّ بجلالة قدره مجلس الإنماء واﻹعمار ومهندسوه الجهابذة لم ينبسوا ببنت شفة على ما شاهدوه داخل موقع بلعه. مؤامرة مبكلة على الخزينة وأموال المكلف اللبناني من الفاسدين الكبار. هذه البواليع مع تفرعاتها في العمق الصخري غير المعروفة لو بيعرف المتعهد أو سأل متعهد سد بريصا أو القيسماني فوق حمانا، اللذين وقعا بنفس المشكلة وكانت سدودهما مخروقة ولم تخزن نقطة ماء أو حدا من الجيولوجيين بعد إزالة الأتربة وكشف الفراغات، لكان عرف أن البواليع هي مسارب حقيقية نحو المنطقة المشبعة للمخزن الكارستي.
بواليع سد بلعه التي وجد قعرها النهائي بآبار تنورين وبشتودار القريبة من موقع السد على أعماق حوالي 470 – 450 متر، وكيف حدد العبقري حجم وكمية الإسمنت لسد البواليع وهو لا يعرف حجم الفراغات وأبعادها. لو أنه شريف وعلمي ونزيه لأعلن منذ البداية أن الموقع بعد كشف الأتربة عنه أظهر فراغات لا علاج لها وقبض أتعابه. كم كان وفر على الخزينة اللبنانية من أموال وكم كان محترماً بين زملائه.
بعد سنوات من المكابرة بوجه الطبيعة وعمليات الترقيع السخيفة علمياً وهندسياً. انتصرت الطبيعة حتماً وفشلت كل الجهود للوقوف بوجه مسارات المياه سطحية وجوفية قررت ومنذ ملايين السنين. العلم قال بلسان كل الخبراء الجيولوجيين الفرنسيين والأجانب أن جبالنا هي مخازن حقيقية فقط للمياه الجوفية ولم ينصحوا بالتخزين السطحي. من سيستلم مصيبة سدّ بلعة ويدفع أتعاب وكلفة العمل الإجرامي الترقيعي لقاعدة السد هم شركاء في الجريمة القائمة على شعبنا اللبناني. من سيكمل بسياسة السدود الخرقاء المعيبة لعلمائنا ومهندسينا وخبرائنا هو أيضا مجرم بحق الوطن والمواطن”. صبّ إسمنت وتكسير البواليع واجهة الدراسة الفرنسية عن سدّ بواليع سدّ بلعا وبحسب رئيس الحركة البيئية في لبنان “بول أبي راشد”، قال أن: “المشكلة اذا كان السدّ سوف يجمع الماء لأنه من الممكن ان تتشربها الأرض، وبالتالي فلا جدوى من بناء السد خصوصا مع وجود مقالع وكسارات بمنطقة البترون، يمكن ان يؤثر عملها على تماسك طبقات الارض، بسبب التفجيرات التي يقوم فيها عمال تلك المقالع، ونحن أوقفنا مقلع بجرد العاقورة ومقلع بجرد تنورين، ومتوجهين بشكوى ضد مقلع بشتودار، وحتى الأن وزارة البيئة لم تباشر الرّد.
بيان كان موجّهاً الى وزير البيئة طارق الخطيب من الحركة البيئية في لبنان مقلع بشتودار عورا هدفه سدّ بواليع السدّ وأضاف أن هذا الموقع لم يتم حِسن إختياره وبدأوا ببناء السدّ فيه من دون دراسة تقييم للأثر البيئي، ولو قامت هذه الدراسة فما كان هذا حالنا اليوم الذي أدى الى الهدر والضعف بالوقت والمال. بداية الأعمال وظهور البواليع وذكر أبي راشد أن “منطقة
البترون” تتدمر بهذا السدّ، والأراضي من حولها لم تكن غابات، بل كانت أراضٍ زراعية هي ليست كـ”سدّ بسّري”. وأشار “أبي راشد” أنهم كحركة بيئية تابعوا الموضوع منذ العام 2014، ووجهوا كتاب لوزارة البيئة لطلب الاطلاع على دراسة الأثر البيئي لسدّ بلعة، فالويزر “محمد المشنوق” آنذاك طلب تلك الدراسة ، فما كان للشركة التي تقوم بالسدّ إلا أن بقيت مدة 3 سنوات لتقوم بعدها باعداد الدراسة التي لم تنتهِ بعد، وهذا الشيء مخالف للقانون، ويؤدي الى الحبس سنة ودفع غرامة مالية بقيمة 200,000,000 ل.ل، بحسب المادة 58 من القانون 444 لحماية البيئة. بيان صادر عن الحركة البيئية لأجل بحيرة وسدّ بلعا بتاريخ 23 تموز 2014 ولكن وبحسب الدكتور “فادي الشاعر”، فقد ذكر أن كلفة المشروع كانت 33,000,000$ على مساحة مليون ونصف م2، ليضيفوا بعدها مبلغ حوالي 50,000,000$ لتصبح كلفته النهائية ما يقارب الـ80,000,000$، وأن مدة تنفيذ المشروع بدأت منذ العام 2014 وكان يجب أن تنتهي في العام 2017، لكن يقال ان الاعمال ستمتد بسبب وجود بعض الحُفر حتى العام 2021، لكن الآن نجد أن بعض خنادق السدّ قد طُمرت بطريقة تناسب وبالوع بلعة السياحي كي لا تتأثر مياهه الجوفية. وأضاف “الشاعر” أن موقع “سدّ بلعة” هو في الوادي المقابل لـ”بالوع بلعة”، وأن مجرى مياه السدّ تختلف كُلياً عن مجرى مياه “بالوع بلعة”، حيث يوجد نبعين، “نبع الشيخ” و “نبع المغراق” يصبان بسدّ بلعة، بينما “نهر بعتارة” يصب ببالوع بلعة. بحيرة وسدّ بلعا – البترون ويبلغ حجم التخزين الثابت للسدّ حوالى 1.2 مليوني م3، والمتحرك حوالى 2.1 مليون م3 سنوياً، ويقال أن هذا المشروع يوفر مياه الشفة بالضخ والجاذبية للمناطق الواقعة في أعالي قضاء البترون وصولاً حتى الوسط.