زايدت تساؤلات المسؤولين في منظمات الصحة حول العالم عن طبيعة فيروس كورونا الجديد وكيفية انتشاره وإلى أي درجة هو معد، والأهم من ذلك كم هو قاتل، وذلك بعد انتشاره في خمس دول على الأقل.
كيف تنتقل عدوى الفيروسات من شخص إلى آخر
© SPUTNIK . ALEKSEY NIKOLSKIY
الرئيس الصيني يصف فيروس كورونا الجديد بـ “الشيطان”
من المعروف الآن أن فيروس كورونا انتشر عن طريق الحيوانات، التي تباع في أحد أسواق ووهان وهذه الخاصية مشتركة مع “سارس”، الفيروس التاجي الذي انتقل من الحيوان إلى الإنسان في الصين عام 2002، رغم أن فيروس كورونا الجديد لا يبدو قاتلا كسارس.
وعلى غرار مرض “سارس”، أو متلازمة التنفس الحادة، الذي أصاب أكثر من 8000 شخص وقتل ما يقرب من 800 قبل احتوائه في عام 2003، ينتشر الفيروس الجديد عن طريق اتصال وثيق من شخص إلى شخص.
يقول كبير المسؤولين الطبيين في جامعة إيموري لصحيفة “واشنطن بوست”، الذي ساعد في علاج أول حالات إيبولا في أمريكا عام 2014، كولين كرافت، إن كل شخص مصاب يبدو أنه ينشر الفيروس إلى شخصين آخرين من خلال السعال أو العطس أو ترك الجراثيم على سطح يمسها أشخاص غير مصابين يلامسون وجوههم بعد ذلك.
وأعلنت السلطات الصينية، اليوم الثلاثاء، أن عدد المصابين بفيروس كورونا القاتل وصل في جميع أنحاء البلاد إلى 4515 شخصا، وقد قتل منهم 106، وتمت معالجة 60 مصابا بالفيروس بشكل كامل، وقد تعافوا تماما.
شدة خطر الفيروس الجديد مقارنة بالفيروسات الأخرى
ومع ذلك، فالفيروس الجديد غير معدي مثل فيروس الحصبة، الذي يمكن أن يعيش مدة تصل إلى ساعتين في الهواء بعد أن يسعل الشخص المصاب أو يعطس. كما لا يبدو أنه قاتل مثل “إيبولا”، الذي يُنقل بصعوبة، عن طريق الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو سوائل الجسم.
وقال كرافت، إن “انتقال العدوى (الفيروس الجديد) سيكون شبيه بانتقال فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى”.
وعدلت منظمة الصحة العالمية تقييمها بأن “الخطر (الذي يمثله الفيروس) بات مرتفعًا للغاية في الصين، ومرتفع على المستويين الإقليمي والعالمي”.
ومع ذلك، فهذا التعديل لا يعني إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية، التي تدعو إليها المنظمة في أسوأ حالات تفشي الأمراض القاتلة، وتستدعي تحركا عالميا أكثر تضافرًا، ويذكر أن هذه الخطوة تم اتخاذها في نهاية المطاف بسبب تشفي إيبولا في عام 2014 وزيكا في عام 2016.
ويمكن للفيروسات التاجية أن تسبب أمراضا حادة بما في ذلك الالتهاب الرئوي، حيث قال المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا، توم فريدن، أنه على ما يبدو أن الفيروس الجديد ينتشر كسارس أي ليس بسهولة كالانفلونزا بالإضافة إلى أنه (فيروس كورونا) أقل حدة من سارس وهذا يعني أنه يمكن التحكم فيه بشكل أكبر.
ولا يوجد لقاح أو علاج لهذا الفيروس التاجي، وأعلنت السلطات الصينية، يوم الأحد السابق، عن تطوير لقاح مضاد لفيروس “كورونا” وأكد المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن “المركز عزل الفيروس، ويقوم حاليا بتحديد سلالته”، مضيفا أنهم “يعملون أيضا على فحص أدوية تستهدف الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد”.
ومن الجدير بالذكر، أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أعرب، اليوم الثلاثاء، عن أمل منظمة الصحة العالمية أن تساعد تدابير الوقاية والمكافحة التي تتخذها الحكومة الصينية في السيطرة على انتشار فيروس “كورونا” الجديد.