تنورين التحتا، البلدة الوادعة والهادئة التي تشكل جزءا من تنورين يقصدها أهلها في فصل الصيف وفي أيام العطل للراحة والتمتع بطبيعتها ومناخها وهدوئها ومناظرها الخلابة الى جانب عدد من الاهالي الذين يقطنون فيها صيفا شتاء متحدين عوامل البرد والصقيع، أطلق أهلها صرخة احتجاج على الشاحنات التي تعبر البلدة ذهابا وايابا وتتسبب بأضرار بالبيئة والطبيعة وتقلق راحتهم نتيجة السرعة والفوضى في القيادة.
منذ سنوات، تشهد منطقة تنورين ورش اشغال عدة ومشاريع بدءا من سد بلعه الى أعمال توسيع وصيانة الطرق، ما تطلب حركة شاحنات نزولا وصعودا انضمت الى الشاحنات التي تنقل انتاج مصنع “مياه تنورين” الكائن في وادي تنورين، اي بين تنورين التحتا وتنورين الفوقا. هذه الحركة مجتمعة فاقمت الازمة نتيجة مرور الشاحنات في تنورين التحتا بشكل متواصل وما تسببه من ضجيج وغبار بالاضافة الى زحمة السير عندما تشاء الصدف ان تلتقي شاحنة متوجهة صعودا وشاحنة أخرى متوجهة نزولا.
ولأن الأهالي يرحبون بأي مشروع انمائي او اقتصادي يعود بالفائدة على البلدة والمنطقة، رفعوا الصوت مطالبين بخطة تنظيمية لحركة المرور من والى البلدة حفاظا على راحة المواطنين وصحتهم.
مراد
الدكتور جورج مراد الذي يملك منزلا على الطريق العام في تنورين التحتا،
كغيره من الأهالي أعرب عن إستنكاره الشديد “للوضع القائم على الطريق الرئيس
في تنورين التحتا، في ظل حركة ناشطة لعدد كبير من الشاحنات التي تعبر
البلدة ذهابا وايابا، وعدد منها ينقل الصخور والردميات من بلدة بشتودار الى
سد بلعه، وعدد يعود لورشة الاشغال القائمة على الطريق، وعدد آخر يعود
لشركة مياه “تنورين” ويعمل على نقل انتاج المياه من المعمل ما يلحق الأذى
والضرر بالأهالي وبصحتهم وبالبيئة التنورية وطبيعتها جراء الغبار المتطاير
عند مرور الشاحنات”.
وقال مراد: “أصبحنا مهجرين من منازلنا وحرمنا من تمضية عطلة الصيف في تنورين، بسبب الضجيج المتواصل في الليل والنهار. والبلدة تعاني من ضرر بيئي وصحي وسمعي وبصري وبيولوجي. نحن نعلم أن أعمال سد بلعه ستنتهي يوما ما وستتوقف عملية نقل الصخور والردميات، الا أن المشكلة الأكبر تكمن في الحركة المتواصلة لشاحنات معمل مياه “تنورين” التي تعبر الطريق القريبة من المنازل الكائنة على الجانبين وفي كل الأوقات وبسرعة فائقة ما يتسبب بإقلاق راحة الأهالي خصوصا خلال ساعات الليل حيث يهتز المنزل ونستيقظ في الصباح لنجد الغبار يملأ الساحات”.
واضاف: “نحن لسنا ضد وجود مصنع مياه “تنورين” الذي يشكل مكسبا اقتصاديا للبلدة ويحمل إسم “تنورين” الى كل أرجاء المناطق اللبنانية، بالاضافة الى أنه يؤمن عددا كبيرا من فرص العمل لأبناء تنورين، الا أننا نطالب بإيجاد حل جذري لحركة الشاحنات التي تنطلق من المعمل الى كل الاقضية والمناطق، لأن المصنع يكبر يوما بعد يوم ويتطور اكثر فأكثر، ما يعني أن المشكلة ستكبر ايضا”.
واقترح مراد “إنشاء مخزن في موقع بعيد عن المنازل بين تنورين وبيت شلالا فتقتصر حركة النقليات بين المصنع والمخزن على الشاحنات الصغيرة pic up وتحل المشكلة ويتم القضاء على الضجيج والغبار”.
وطالب بلدية تنورين “باتخاذ الخطوات اللازمة لضبط حركة الشاحنات وتنظيمها بشكل يخدم المصنع ولا يسبب الضرر للأهالي”.
حنا
أما مدير مصنع “مياه تنورين” إيلي حنا، فقال: “مشكلة الشاحنات تفاقمت في
الفترة بسبب وجود 3 وجهات لحركة الشاحنات العائدة لمشروع سد بلعه وورشة
الاشغال على الطريق ومصنع مياه “تنورين”. أما الشكوى من الشاحنات التي تنقل
المياه من مصنعها فهي ليست مشكلة مستجدة حديثا، بل هي قائمة منذ سنوات لا
سيما وان الشاحنات ليست ملكا للمصنع، ولا سلطة لادارة المصنع عليها. بعد
خروجها من الباب الرئيسي للمصنع تصبح خارج مراقبتنا، الا أننا تقدمنا
بمذكرتين الى مجلس بلدية تنورين تضمنتا بنودا للتعاون بيننا كمصنع وبين
البلدية لضبط حركة الشاحنات وسرعتها والمخالفات، وضرورة التعاطي معها من
قبل شرطة البلدية، كما كل الآليات والسيارات، لجهة تحرير ضبط السرعة
ومعاقبة السائقين المخالفين في الليل والنهار”.
وأكد حنا أن “إدارة المصنع على استعداد كامل للتعاون مع بلدية تنورين لإيجاد الحل الأمثل لهذه المشكلة وصولا الى استعدادنا لانتداب عناصر من قبلنا للانضمام الى فريق عناصر شرطة البلدية وتنفيذ المذكرتين الموقعتين مع البلدية في سبيل المحافظة على راحة المواطنين والحد من الاضرار الناتجة عن مرور الشاحنات بشكل نهائي وجذري، مع الاشارة الى أن هناك عددا من السائقين من أبناء تنورين وعليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار راحة الأهالي”.
يوسف
بدوره، قال رئيس مجلس بلدية تنورين سامي يوسف: “مما لا شك فيه أن
المواطنين في تنورين يعيشون حالة من الازعاج بسبب عبور عدد كبير من
الشاحنات والآليات من تنورين التحتا وصولا الى شاتين، لنقل الردميات
والصخور الى سد بلعه الذي نتمنى أن ينتهي العمل فيه في فترة قريبة كونه
يؤمن حلا جذريا لأزمة المياه في المنطقة بالاضافة الى أن انتهاء الاعمال
ينهي معه عملية الذهاب والأياب للشاحنات التي تسلك طرق تنورين بشكل يومي
وبمعدل 80 شاحنة تقريبا في اليوم ويصدر عنها اصوات وغبار. ونحن كبلدية
اتخذنا وسنتخذ اجراءات لضبط السرعة وفرض وضع غطاء لمنع تطاير الغبار
والحصى، ونشكر المتعهد الذي تجاوب للالتزام بتعليماتنا، كما لبى طلبنا
بإيقاف العمل بالآليات التي تنفث دخانا اسود بسبب قدمها أو اعطال في
محركاتها”.
واشار الى “ورشة اشغال توسيع طريق تنورين التحتا ـ تنورين الفوقا، التي كانت بدأت بوتيرة جيدة الى أن تراجعت. من هنا لا بد من التمني على المتعهد بالاسراع في إنجاز الاعمال المطلوبة كي لا يداهمنا فصل الشتاء قبل انتهاء العمل بالجدران، ما قد يعرض حركة السير لأزمة وايضا حياة المواطنين للخطر”. وقال: “نحن على اتصال بالشركة والمتعهد للتنسيق واتخاذ التدابير اللازمة لانهاء الاشغال خصوصا في الأماكن الخطرة وتحديدا بين وادي تنورين ووطى حوب، نظرا الى ما يسببه التأخير من خطر على حركة السير وعلى حياة المواطنين وسلامتهم في فصل الشتاء”.
واضاف: “إن انجاز مشروع سد بلعه وتوسيع طريق تنورين يساهمان في تعزيز وتنشيط حركة الاصطياف والسياحة والحركة الاقتصادية في البلدة بعد تراجعها لاسباب عديدة، وهذا ما نسعى اليه على مستوى السياحة البيئية والطبيعية والدينية بالاضافة الى تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في تنورين”.
وعن شكوى المواطنين من شاحنات مصنع مياه تنورين، اكد يوسف أن ” شركة مياه
تنورين هي شركة نفتخر بها ونعتز كونها تؤمن فرص عمل لأبناء تنورين وتساهم
في تثبيتهم في أرضها، الا أن المواطنين في تنورين التحتا يعانون من الحركة
المستمرة للشاحنات التي تعمل 24 على 24 وعلى مدى 7 أيام في الاسبوع. الا
أن القضية هي موضوع بحث وتعاون بيننا وبين الشركة للتوافق على خطة تخفف من
أضرار سير الشاحنات لجهة السرعة او مخالفات أخرى. وسيتم تحديد أوقات لسير
الشاحنات التي تمر على بعد 5 أمتار عن المنازل السكنية وخلال ساعات الليل
وفي أوقات راحة الاهالي، وسنعمل كبلدية على معالجة القضية بالتعاون مع
الشركة وسيصار الى تكليف شرطة البلدية بالموضوع، وسنعطي عناصرها التعليمات
الدقيقة لضبط كل مخالفة”.
وطنية – لميا شديد