افتتح راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله والرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت مار أنطوانيت سعاده “درب البطريرك الحويك” بمشاركة جمهور الراهبات، خادم رعية حلتا الخوري زياد اسحق وأهالي بلدة المكرم وأفراد من عائلته واهالي القرى والبلدات المجاورة وعدد من المشاركين من مختلف القرى البترونية.
وبعد صلاة الافتتاح أمام كنيسة السيدة في حلتا انطلق المشاركون في مسيرة صلاة سيرا على الاقدام على الطريق التي كان يسلكها المكرم البطريرك الحويك عبر بلدتي بقسميا وكفرحي للوصول الى دير مار يوحنا مارون في كفرحي حيث تعلم وعلم في المدرسة الاكليريكية فيها.
وفي كنيسة الدير ترأس المطران خيرالله القداس في حضور الاخت سعاده، رئيس بلدية بقسميا العميد المتقاعد شارل شيخاني، الرئيس الفخري لنقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين مسعد فارس، وحشد من المؤمنين بالاضافة الى الراهبات.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها:
“يوم الأحد هذا هو يوم مميز لأننا أولا نحتفل بعيد مولد امنا مريم العذراء ثانيا نفتتح درب البطريرك الحويك، درب القداسة التي سار عليها البطريرك الياس الحويك ولكي نكون مثالا لنا نحن المؤمنين اليوم.”
واضاف:”لقد احتفلنا في ابرشيتنا التي هي ابرشية القداسة والقديسين بمسيرة المجمع الابرشي الذي دام 6 سنوات وافتتحناه في عيد مار يوحنا مارون في 2 آذار 2013 واختتمناه في 2 و3 آذار في عيد مار يوحنا مارون في العام 2019 بمشاركة الرئيسة العامة واخواتنا الراهبات وعدد كبير من الكهنة والرهبان والعلمانيين الذين رافقونا في هذه المسيرة واتخذنا لها شعارا “على خطى آبائنا القديسين نتجدد ونتقدس بالمسيح”. وبعد أشهر قليلة حصلنا على نعمة كبيرة من الرب يوم أعلن البابا فرنسيس البطريرك الياس الحويك مكرما على طريق القداسة لكي نسير على خطاه كما خطى أبائنا القديسين من مار مارون الى مار يوحنا مارون وكل تلامذتهم من بطاركة ومطارنة ورهبان وراهبات وكهنة ونساك وآباء وآمهات وعلمانيين. واليوم، وفيما نحن نفتتح درب البطريرك الحويك فنحن نكمل مسيرة المجمع الابرشي الذي من خلاله سنتقدس ونتجدد لأن الرب دعانا جميعا الى القداسة.”
وتابع:”درب قداسة البطريرك الحويك بدأت في بلدته حلتا حيث ولد في عائلة كهنوتية ووالده كان كاهنا وتعمد في كنيسة السيدة في حلتا ثم قصد مدرسة مار يوحنا مارون للتعلم وكانت مدرسة شهيرة في القرن التاسع عشر وتحولت من دير الى مدرسة اكليريكية سنة 1812 وكانت ثاني مدرسة في لبنان وفي الشرق بعد مدرسة عين ورقة وخرجت كبارا ومنهم البطريرك الحويك. من هنا بدأت طريقه لكي يلبي دعوة الله الى القداسة، تنشأ كولد ثم انتقل الى المدرسة الاكليركية في غزير التي أسسها الآباء اليسوعيينومن ثم انتقل الى روما لاكمال دراسته وسنوات اختصاصه وعاد الى لبنان حيث سيم كاهنا وأكمل طريقه التي دعاه اليها الرب. خلال كل حياته عرف برجل العناية الالهية، سلم ذاته لإرادة الله وهذا ما وضعه على طريق القداسة ليتمم مشيئة الله ويعمل برضى الله بعدها قادته ارادة الله لان يعلم في المدرسة نفسها التي تعلم فيها في صغره ثم انتقل الى البطريركية في بكركي ليكون امينا للسر فيها ثم عين مطران فبطريركا. حياته هي مثال لنا ودربه نستطيع ان نتشبها بها اليوم فنعرف كيف نأخذ منه أمثولتين مهمتين: أولا الاتكال على ارادة الله وعلى العناية الالهية التي ترسم طريق حياتنا والمهم ان يكتشف كل واحد منا هذا الدرب ليتمم ارادة الله في حياته وثانيا ان نطلب شفاعة مريم العذراء التي كان البطريرك الحويك يكرمها كثيرا وكان يطلب من والدته اضاءة شمعة عندها في كنيسة السيدة يوم كان في روما. انها تسليم كامل للرب وشفاعة مريم لانها هي التي عرفت ان تقول نعم لمشيئة الله فتدخل في سر الحب، سر الله الذي سيصير انسانا بصمت وتواضع ، بتضحية ومحبة كبيرة وقالت نعم فلتكن لي بحسب قولك. كان البطريرك الحويك يؤمن ان مريم تدلنا على طريق ابنها يسوع الذي اوصلنا الى القداسة وضحى في سبيلنا وهو قبل الموت على الصليب، حملنا في ضعفنا وخطايانا وبقيامته اعطانا الحياة وجعلنا ابناء الله. انها ارادة الله بخلاص جميع البشر.”
وقال:”في هذا اليوم الاول من افتتاح درب البطريرك الحويك، درب القداسة، فيما هو مكرم على طريق اعلانه قديسا نريد ان نسلمه ذاتنا وكنيستنا مع رأسها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل المطارنة والرهبان والراهبات والنساك الذي يعيشون اليوم على قمم الجبال أو في كهوف في الوديان وكل الامهات والآباء الذين يربون اولادهم تربية صالحة نصلي لهم اليوم ونقدمهم للرب ونعرف ان درب القداسة تبدأ في العائلة وكل قديسينا وقديساتنا سلكوا درب القداسة انطلاقا من عيش القداسة في عائلاتهم التي كانت تلبي دعوة الله الى القداسة والبطريرك الحويك الذي كان مؤمنا بأهمية العائلة ودورها في درب القداسة أسس جمعية راهبات العائلة المقدسة. انها أكبر علامة ان نعود مع كنيستنا وشعبنا واكليروسنا وعلمانيينا لنقدم عائلاتنا فتكون نواة تعلم على الصلاة والايمان بالله والاتكال عليه والتسليم بمشيئته وعلى تتميم ارادته في حياتنا جميعا.”
وختم:”انه نداء البطريرك الحويك لنا جميعا لكي نسلك نحن ابناء الموارنة دربه ، درب القداسة فنصير قديسين ونحن قادرون على ذلك كما قال لنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني.”
وبعد القداس تابع المشاركون رحلة المشي الى الدير الام لجمعية راهبات العائلة المقدسة في عبرين حيث ضريح المكرم الحويك وكانت صلاة اختتام رحلة تدشين “درب البطريرك الحويك”.
درب البطريرك الحويك
أما “درب البطريرك الحويّك” فتنطلق من حلتا مسقط رأس المكرّم مرورًا بكفرحي حيث كانت المدرسة الإكليريكيّة سابقًا والتي فيها تعلّمَ وعلّمَ وصولا إلى عبرين حيث الدير الأمّ لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات وضريح المكرّم.
وتقول الاخت نورا الخوري حنا من راهبات العائلة المقدسة أن ” “درب البطريرك الحويك” هي هي طريق حجّ وصلاة ورياضة لمحبّي السير في الطبيعة. فيها الكثير من المعالم الطبيعيّة والأثريّة ومنها النهر وبساتين الزيتون، والطواحين القديمة والبيوت التقليديّة. وهي أيضًا دربٌ تاريخيّة ثقافيّة، تضمّ في القسم الأوّل منها، من حلتا إلى كفرحي، “درب الأبجديّة السريانيّة”، وهي الدرب الّتي سلكَها المكرّم البطريرك الياس الحويك يوميًّا، ذهابًا وإيابًا، إلى المدرسة الإكليريكيّة في كفرحي ومنها إلى بيته الوالديّ في حلتا. يتعرّف السائر على هذه الدرب على حروب اللغة السريانيّة وكلمات من روحانيّة البطريرك الحويّك.