رغم أن معالم التحالفات في دائرة الشمال الثالثة ما زالت غير ثابتة ولا واضحة، إلا أن الثابت الوحيد هو عدم تمكن التيار الوطني الحر من الوصول إلى العتبة الانتخابية التي تؤهله للحصول على مقعد. وقد طرحت هذه الفكرة في أروقة التيار، مع إمكانية عدم ترشح الوزير جبران باسيل. وفي حال عدم ترشحه سينعكس هذا على التيار بتراجع وتخبط أكثر من الوضع الحالي.
انسحاب باسيل
ووفق مصادر مطلعة، طلب باسيل من إحدى الشخصيات الترشح في البترون عوضاً عنه. الأمر الذي يُفسر إما أن “الزعماء” يخلون الساحة بسبب الضغوط الدولية، أو لأن التيار من دون وجود حلفاء لن يتمكن من نيل حاصل انتخابي. لكن انسحاب باسيل من المعركة يعني الهروب من المواجهة. وهذا أمر مستحيل، إلا إذا توفرت معطيات تدفعه إلى اتخاذ هذا الخيار الكبير. وما زال أمامه الوقت. فهو معروف عنه أنه يلعب كل أوراقه لآخر دقيقة كي يحسم قراره، كما تؤكد المصادر.
بخلاف هذه الفرضية، نفت مصادر رسمية في التيار هذه المعلومات، إلا أنها أكدت أن مسألة الترشح من عدمها متعلقة بالآلية الداخلية للتيار. والوزير باسيل يسلك المسار الداخلي مثل باقي المرشحين.
طوق وباسيل
وتشير المعلومات إلى أن ثمة تفاوضاً بين التيار والمرشح ملحم طوق في بشري للانضمام إلى اللائحة، لرفع حظوظها في الوصول إلى الحاصل. لكن طوق يجري حسابات مواجهة الإشكاليات مع الجو الاعتراضي ضد القوات الذي يناصره. فالجو الاعتراضي هذا يبغض باسيل أصلاً، ما يدفع الجمهور إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، أو التصويت لمرشحين آخرين. كما أن على طوق دراسة المسألة لناحية مصالحه في الخارج خوفاً من العقوبات المفروضة على باسيل.
تراجع في زغرتا
ويبدو أن التيار يعيد حساباته في زغرتا لتلافي تراجع شعبيته هناك. ففي زغرتا كان للتيار إمكانات كثيرة وشعبية كبيرة خسرها بسبب الإدارة الحزبية. ويفكر التيار بترشيح فايز كرم، بسبب الخسارة التي تعرض لها جراء تصرفات الوزير السابق بيار رفول. الأخير على المستوى الشخصي “جيد ومناضل”، لكن الإشكالية معه في كيفية إدارة الحزب في المنطقة والتعامل مع المناصرين بفوقية. كما أنه جمع حوله بعض المنتفعين، ما جعل العونيين المبدئيين يبتعدون عن التيار. لكن مع فايز كرم لن يكون الطريق معبداً للتيار. فهو أحد أوجه التيار الذين يحاولون بناء زعامة محلية، ولاقت رفضاً من قدامى العونيين المخلصين لمبادئ التيار.
القوات وترشيح الحكيم
أما القوات اللبنانية فتخطط للحصول على أربعة مقاعد في الدائرة، عوضاً عن المقاعد الثلاثة الحالية. لكن هذا الأمر غير ممكن إلا من خلال ترشح “الحكيم” سمير جعجع شخصياً.
وتفيد المعلومات بأن البعض يعتقد أن إمكانية ترشح رئيس القوات سمير جعجع مرده إلى مشكلة جزء كبير من أهالي بشري مع النائبة ستريدا جعجع، والتي قد تنعكس على نتائج القوات، بينما طموح الحزب أنه يخطط لاكتساح الدائرة وليس الاكتفاء بمقاعد أربعة. لكن مصادر معراب أكدت “بالثلاثة” أن الأمر غير صحيح بتاتاً.
وعن مدى إزعاج ترشّح الشاعر قزحيا ساسين للقوات في بشري، تؤكد مصادر العاملين على تشكيل لوائح في الدائرة أن “حبّ شاعر شيء والتصويت له شيء آخر. فشد العصب السياسي يغير المعادلة في الأيام الأخيرة التي تسبق موعد الانتخابات، والقوات قادرة على هذا الأمر. ورغم أن جميع أهالي بشري يحبون هذا الشاعر، في قضاء يشتهر بسهرات الشعر والزجل، لا يمكن أن يكسر ساسين القوات في معقلها. لكنه في الوقت عينه هو وجه مطمئن للسكان وللجو الاعتراضي ضد القوات بموقفه من حزب الله والنظام السوري، ويحمّس تصويت المترددين للائحة “شمالنا”، في حال تبنت ترشيحه.
القوات-معوض
إلى ذلك تفيد المصادر بأن ترشيح القوات المهندس مخايل الدويهي في زغرتا كان بمثابة نقلة ذكية. فهو رجل أعمال محبوب في زغرتا، و”يأكل من صحن” النائب ميشال معوض. أي أنها خطوة مدروسة تضرب معوض في معقله. وقد اشتعلت الخلافات بين مناصري معوض والقوات، خصوصاً يوم أمس الثلاثاء، لأن جعجع ذكر في خطابه كل الشهداء ما عدا الرئيس رينيه معوض.
“شمالنا” ورابطة إيليج
تبقى مشكلة القوات مع التقدم الذي تحرزه المجموعات المنضوية في تحالف “شمالنا”. وتؤكد المصادر أن عمل التحالف الدؤوب على الأرض يزيد من شعبيته تباعاً في كل الأقضية. ويحكى عن إمكانية انضمام منسق “حركة نحو الحرية” فادي الشماتي لدعم اللائحة سواء عبر الترشح عن المقعد الماروني في البترون، أو دعم أشخاص يختارهم التحالف.
وتضيف المصادر بأن هذه المجموعة تأكل من صحن القوات في جرد البترون. فشماتي ورفاقه كانوا من قدامي المقاتلين في القوات، وانشقوا وأسسوا مجموعة ضد جعجع تحت اسم “رابطة سيدة إيليج”. وهي تقيم القداس السنوي لـ”شهداء المقاومة اللبنانية” في كنيسة سيدة إيليج في ميفوق، التي يشارك فيها البطريرك الماروني بشارة الراعي، مقابل القداس السنوي الذي يقام كل عام في معراب والذي يخصّ شهداء القوات. علماً أن سيدة ايليج كانت مقرًا بطريركيًا لقرون عدة، وهي المقر البطريركي الثالث للموارنة، ودفن فيه شهداء للقوات خلال الحرب الأهلية.
وليد حسين – المدن