مستشفى البترون ترفض استقبال عجوزًا بين الحياة والموت

ارشيفية

لبنان اللاإنسان واللاإنسانية كلمات تختصر واقعًا مريرًا يحصل في مجتمعٍ بات المال أقوى من الإنسان وبات الجشع أقوى من الضمير.

ليل 23 كانون الأول، أحضر الصليب الأحمر اللبناني السيد بطرس فريفر (من هربونا – البترون) وهو رجلٌ في التسعين من عمره إلى طوارئ مستشفى البترون بين الحياة والموت وذلك بناءً لطلب طبيبه الذي يعاينه. خلال المتابعة من طبيب الطوارئ والممرضين طُلب من ذويه دفع مبلغ 550 ألف ليرة بدل خدمة طوارئ وما كان إلا أن دفع المبلغ. ولكن، وقبل الشروع بالأعمال الطبيّة اللازمة، طُلب من ذوي المريض دفع مبلغ 6 مليون ليرة كفرق ضمان كون المريض ينتسب إلى الصندوق الوطني للضمان الصحي وذلك لاستكمال المتابعة الطبيّة وإجراء الفحوصات ودخول المستشفى.

ونظرًا للوقت المتأخرّ قرابة منتصف الليل، تعذّر على ذويه دفع هكذا مبلغ متعهّدين بدفعه في الصباح الباكر، إلا أنّهم فوجئوا بالرفض القاطع الذي ترجمه الموظف، إذ أتي حاملاً المبلغ المدفوع ويقول أنه يعتذر عن إدخال المريض لأنه لم تتم الموافقة على ذلك نتيجة عدم دفع القيمة المطلوبة، علمًا أن الرجل بين الحياة والموت. ما كان على ذويه إلّا أن يعودوا به إلى أدراج بيته يواجه مصيره على فراشه لا يعلم لِمَ هو متروك دون إستشفاء. تجدر الإشارة أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المريض إلى ذاك المستشفى، كما أنه وذويه معروفون من قبل أبناء المنطقة ويشهد لنزاهتهم وأخلاقهم.

أمام هذه الواقعة الأليمة التي وللأسف تتكرّر كلّ يوم مع عشرات المرضى والمتألّمين، أسئلة كثيرة تطرح إلى نوّاب منطقة البترون وفعاليّاتها: أهذه هي المستشفى التي تبغون أن تكون مسعفةً لأبناء المنطقة والجوار، أم أنها خزّان توظيف لا أكثر؟ أهذه هي القيم الأخلاقية والإنسانية التي تودّون أن تنشروها؟ أهذا هو الفساد الذي تتزاحمون لمكافحته؟ …..

أضع هذه الحادثة بين أيدي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض وأناشده بأن يتابع هذا الموضوع في وقتٍ يئّن الشعب اللبناني من الفقر والجوع وقلّة الضمير. كما أضع هذه الحادثة أمام ضمائر المسؤولين والفعاليّات التي تعاقبت على تمثيل بلاد البترون ولم تحرّك ساكنًا في جعلها صرحًا طبيًّا في خدمة الإنسان لا في خدمة المصالح الفئويّة الضيّقة.     
بيارات فريفر