بدأت الماكينات الإنتخابية في مختلف الدوائر تعمل، وكأن يوم الإنتخاب غداً صباحاً وليس في 27 آذار أو منتصف آيار من السنة المقبلة، فالمكاتب تغوص في الأرقام إلى أخمص قدميها، وتدرس التحالفات بحساسية مطلقة نظراً لإنعكاسات اي توجه على أية صيغة، لأنه في القانون النسبي لا تستطيع حسم الحواصل الاّ عندما يتم التأكد من التحالف والتصويت.
حال الدائرة الثالثة في الشمال التي تضم عشرة نواب، سبعة موارنة وثلاثة روم أرثوذكس (أو الدائرة المسيحية) تتألف من أقضية البترون وزغرتا وبشري والكورة، لا تختلف عن سواها الاّ أنها أشد وطأة على الذين سيخوضونها من أحزاب وتيارات وفاعليات، وحساباتها على الشعرة والمنخار في عدة مقاعد نظراً للأسماء التي ستخوض المعركة فيها وهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البترون وعضو التكتل الوطني النائب طوني سليمان فرنجية ورئيس حركة الإستقلال النائب المستقيل ميشال معوض في زغرتا فيما أكدت مصادر قريبة جداً من حزب القوات اللبنانية لـ “سفير الشمال” أن رئيسه سمير جعجع يدرس جدياً إمكانية ترشيحه شخصياً في دائرة بشري نظراً لأن المرحلة مفتوحة على مستويات سياسية عدة، الأمر الذي يجعلها دقيقة وتتطلب جهوداً خارجة عن المألوف ووجوداً سياسياً كبيراً.
في هذا السياق علمت ″سفير الشمال″ أنه وبناء على سلسلة من الإحصاءات تبين أن رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف يحقق أرقاماً متقدمة على الأسماء المطروحة لاحتلال المركز الثاني على لائحة القوات في بشري. نظرا لما له من خدمات اجتماعية وعلاقات وطيدة برؤساء البلديات واعضائها كونه رئيسا لاتحاد بلديات القضاء منذ دورتين.
ففي نظرة جدية على الأرقام المتوقعة للناخبين في أقضية هذه الدائرة في الانتخابات المقبلة (جدول العدد المتوقع للناخبين) يتبين بوضوح أن الفارق لا يتعدى الخمسة وعشرين الف صوت إذ أن عدد الناخبين في إنتخابات العام 2018 كان 276080 ناخباً. في حين أن التحالفات المقبلة ستلعب دوراً محورياً في تحقيق الحواصل التي سيكون لها الكلمة الفصل في حصد هذا المقعد او ذاك، وربما على فواصل متدنية ومتقاربة جداً.
وفي هذا السياق يلفت رئيس مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية الدكتور إيليا إيليا وهو الباحث والخبير في الشؤون الإنتخابية أنه بعد دراسات ميدانية لواقع الكتل التصويتية للأحزاب والتيارات والزعامات يُلاحظ أنه لغاية الساعة لا توجد امام الناخب المسيحي في شمال لبنان خيارات سياسية جديدة أنما مناصرين ومؤيدين للأحزاب والزعامات السياسية ما زالوا على جهوزيتهم الإنتخابية.
ويضيف: أنه من خلال الدراسات والتحليل والزيارات لعدد كبير من البلدات والقرى في الأقضية الأربعة يُلاحظ أن هناك بوادر عزوف إنتخابي للناخبين غير المحزبين الأمر الذي سيخفض من حجم الحاصل الإنتخابي إلى حدود 10430 صوتاً. (جدول عدد المقترعين المحتملين في كل قضاء).
وفي هذا السياق يقسّم الدكتور إيليا الناخبين إلى ثلاث فئات وهي:
1 – ناخبو الأحزاب والقوى السياسية المعنية ويشكلون ثلث العدد (جدول عدد المقترعين). 2- جمهور الجو الإنتخابي الذي يشكل ثلثاً آخر من الناخبين ويتحرك بناء على خطاب سياسي مقنع، ولذلك فإن هذه الفئة غير مبالية نظراً للأزمات المعيشية والإجتماعية.
أما الثلث الأخير من الناخبين فهم المتوفين غير المحذوفين عن لوائح الشطب والذين لا يستهان بأعدادهم، إضافة إلى المهاجرين الذين يتحركون إما وفق إرتباط حزبي أو عائلي وإما وفق مزاج إنتخابي غير محدد.
لذلك فان ما يظهر في الجدول الذي يحدد عدد الحواصل الإنتخابية وبالتالي المقاعد التي ستحصل عليها الأحزاب والتيارات والقوى السياسية يشير بوضوح إلى النتائج المتوقعة من التحالفات وتردداتها في الأقضية الأخرى، فكل إتجاه في التحالفات سيؤدي إلى مفاعيل مختلفة عن الأخرى، وفي مثال سريع إذا تحالف تيار المرده مع الحزب القومي في الكورة سيؤدي إلى حاصل محدد. اما إذا تحالف مع تيار المستقبل فسيكون حاصل آخر ونتيجة مختلفة وهكذا دواليك على بقية الأطراف (جدول الحواصل المتوقعة للأحزاب والقوى السياسية).
وينهي الدكتور إيليا توقعاته بأن المعركة في دائرة الشمال الثالثة ستكون معركة فواصل على مقعد واحد في قضاء الكورة، بينما تشهد بقية المقاعد في أقضية زغرتا وبشري والبترون شبه إستقرار قد لا تشوبه شائبة.
مرسال الترس