لقاء في “سمار جبيل” لمشروع ترميم الكنائس التاريخية في لبنان

لتقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم وفدا رفيعا من الدولة الهنغارية ضم الوكيل الوزاري لشؤون دعم المسيحيين في رئاسة الحكومة الدكتور تريستان أزبيه والناطقة الرسمية باسم الحكومة الهنغارية الكسندرا سنتكيرايي والسفير الهنغاري في لبنان غيزا ميهايي ورئيس قسم التبرعات في الحكومة الهنغارية أندراش كوريه، والدكتور جولت فاغنر من جامعة بازماني بيتر الكاثوليكية، في صالون كنيسة مار نهرا في سمار جبيل، في حضور أمين المكتبة في الجامعة الأب جوزيف مكرزل وكاهن رعية سمار جبيل وإدة البترون الأب إيلي سعادة وعميد كلية الهندسة في الجامعة الدكتور جوزيف أسد ومنسق المشروع في الجامعة الدكتور هاني قهوجي جنحو وأهالي بلدة سمار جبيل.

خلال اللقاء، اطلع الوفد عن كثب على أعمال الترميم التي جرت ضمن “مشروع ترميم الكنائس التاريخية في لبنان”، الممول من الدولة الهنغارية، حيث جرى عرض لأعمال الترميم التي حصلت. كما تم التطرق إلى أهمية المشروع وتأثيره على المجتمع، بالإضافة إلى البحث في المشاريع المستقبلية، في إطار التعاون بين الدولة الهنغارية وجامعة الروح القدس – الكسليك، الشريك الأكاديمي والإداري للمشروع.

الأب هاشم
استهل اللقاء بكلمة لرئيس الجامعة شكر فيها الحكومة الهنغارية “على الجهود التي تبذلها في سبيل مساعدة الشعب اللبناني وخصصوصا بعد انفجار 4 آب”، وقال: “يكمن الهدف من هذه المساعدة في الحفاظ على الثقافة والهوية الدينية في لبنان واستعادتها ومساعدة الأهالي على البقاء في قراهم والتمسك بأرضهم، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان. هذا من جهتكم أما من جهة الجامعة، فقد أطلقنا عدة مشاريع تساهم في تشجيع أبناء مجتمعنا على البقاء في أرضهم، فضلا عن مساعدة طلابنا على متابعة تعليمهم والحد من هجرتهم إلى الخارج، حيث اتخذت الجامعة قرارا مهما يقضي بإبقاء الأقساط على قيمة 1515 ليرة لبنانية للدولار الواحد، أي على سعر الصرف الرسمي. ولهذا السبب شهدت جامعتنا العدد الأقل من الطلاب الذين غادروها، بين الجامعات الخمس الأولى في لبنان”.

أزبيه
بدوره، أثنى الوكيل الوزاري لشؤون دعم المسيحيين في هنغاريا على أهمية هذا المشروع و”تميزه”، موضحا أن بلاده “لا تفرض أي أجندة على المؤسسة التي تختارها، ولكنها تكتفي بالسؤال “كيف يمكننا أن نساعد؟” وتنتظر الجواب”.

وقال: “عندما سألناكم كيف يمكننا المساعدة؟ كان الجواب “نريد مساعدتكم لترميم كنائسنا”، وهذا الأمر أثار الدهشة عند المستثمرين الأوروبيين، لاسيما وأن لبنان يمر بأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة. والتقينا بعد ذلك بأحد الأشخاص اللبنانيين الذي قال لنا، “نريد حماية كنائسنا لأنها هي التي تحمينا”، مشيرا إلى أن “هذه المقولة قد لقنتهم درسا مهما”.

وفي الختام، شكر أزبيه جامعة الروح القدس – الكسليك على “تبنيها هذا المشروع والبدء بتنفيذه بمدة زمنية قصيرة جدا”، معلنا عن فخره بهذه الشراكة “مع جامعة متميزة أكاديميا، بغض النظر عن القرابة الدينية التي تجمع الطرفين”، ومشددا على أن “حكومة هنغاريا تنتظر بفارغ الصبر نتيجة هذا المشروع”.

أسد
ثم كانت مداخلة لعميد كلية الهندسة في الجامعة عرض فيها لمحة عن الجامعة، متناولا رسالتها وأهدافها وبرامجها الأكاديمية و”تميزها في حقل التعليم العالي في لبنان بعدما حصلت على اعتمادات عدة عالمية، طالت المؤسسة وبرامجها ومكاتبها…”. وعدد الأهداف المستقبلية للجامعة ضمن خطة استراتيجية وضعتها، “في ظل هذه الأزمة الصعبة التي يمر بها لبنان على الصعد كافة”، متطرقا إلى المشاريع المنوي القيام بها، بهدف ضمان استمرارية البقاء مع الحفاظ على جودة التعليم.

الديك
واختتم اللقاء بمداخلة للدكتورة مها الديك التي تحدثت باسم رعية سمار جبيل، شكرت فيها “القيمين على هذا المشروع على رأسهم الحكومة الهنغارية”. وعرضت، بالصور، لاحتفالات دينية حصلت في كنيسة سيدة المعونات الأثرية في سمار جبيل التي جرى ترميمها، وقد جمعت طوائف مسيحية عدة.
ثم كانت زيارة إلى كنيستي مار نهرا وسيدة المعونات في سمار جبيل، حيث أقيمت صلاة، وتوجه بعدها الوفد الهنغاري إلى كنيسة مار سابا في ادة البترون.

عن المشروع
يشار إلى أن مشروع “ترميم الكنائس التاريخية في لبنان” قد أطلق في العام 2018، وهو ممول من الدولة الهنغارية، في إطار تعاون بين جامعتي بازماني بيتر الكاثوليكية في هنغاريا والروح القدس – الكسليك في لبنان لتنفيذ هذا المشروع. وهو يشمل ترميم 63 كنيسة تغطي جميع المحافظات اللبنانية، على ثلاث مراحل، نفذت منها مرحلتان حتى الآن. وقد بدأت المرحلة الثالثة والأخيرة وتتضمن 30 كنيسة، على أن تستغرق أعمال الترميم سنتين.