بعدما تخّلت القطاعات الاقتصادية تدريجيا عن حاجتها للدولة لتأمين أبسط الخدمات الحياتية من محروقات وكهرباء وطبابة وغذاء من خلال الاستيراد المباشر للسلع الحياتية، جاء دور اتحاد البلديات والبلديات في المبادرة الى تأمين الكهرباء لسكانها من دون اللجوء او الحصول على موافقة الدولة.
تجول احدى الشركات الاميركية على مختلف البلديات الكبرى في لبنان منها صيدا، البترون وطرابلس، مبدية استعدادها لتنفيذ مشروع تقديم الطاقة الكهربائية على الطاقة الشمسية، حيث تتفاوض حاليا مع بلدية صيدا لتوقيع عقد إنشاء محطة في صيدا لانتاج الطاقة الكهربائية بمعدل 100 ميغاوات تغطي استهلاك كافة المناطق التي تقع ضمن بلديات صيدا والزهراني وعين الحلوة ، وتؤمن لها التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة يوميا. وقد اوضح رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لصوت بيروت انترناشونال ان مسودة العقد تنص على ابرام اتفاقية (B.O.T) مع الشركة الاميركية لمدّة 30 عاما، اي ان الشركة ستتكفل ببناء وتشغيل المحطة على ان يتم نقلُ ملكيتها بعد 30 عاما الى بلدية صيدا.
المطلوب لهذه المشروع تأمينُ أرض بمساحة لا تقل عن 500 ألف م2 لبناء المحطة، وقد تم تأمينها من قبل البلدية، حيث ستقوم الشركة باستئجار الارض وناء المحطة على نفقتها في غضون 8 اشهر، يكون بعدها التيار الكهربائي مؤمّناً على الطاقة الشمسية.
وسيتم بيع الطاقوة المنتَجة من خلال بطاقات مسبقة الدفع prepaid cards يمكن للراغبين بالحصول على الطاقة الكهربائية، شراؤها وتحديد كمية الطاقة التي يريدون الاستفادة منها، على ان تتمَ اعادة تعبئة البطاقة عند نفاد الكمية المحددة.
اذاً صيدا ستتحوّل في حال توقيع العقد مع الشركة الاميركية، نحو الطاقة الشمسية في غضون 8 اشهر، فهل تحذو البلديات الاخرى حذوها؟
