أزمة المولّدات تحطّ رحالها شمالاً… شكّا تعاني!

كتبت باميلا كشكوريان السمراني في الديار: شبح العتمة الذّي حطّ رحاله في لبنان، بسط سواده على كافّة الأراضي اللّبنانية، فالأزمة تشعّبت لتطال المواطن من كلّ نحو وصوب، ليكون لأصحاب مولّدات الطاقة الكهربائية حصّة الأسد، فيتلقون الصفعات الواحدة تلو الأخرى، تارة من الشحّ الحاصل في مادّة المازوت ممّا يستدعي التقنين، وطوراً من المشتركين الذين هم أيضاً ضحايا عتمة كاملة.

هذه هي الحال في مختلف المناطق اللّبنانية، أمّا في «شكّا» قضاء البترون، تحولّت الأزمة الى مشكلة إنمائية، علت خلالها أصوات الأهالي مُعترضين على أداء القيّمين على المولّدات وعلى البلدية أيضاً.

وفي الوقت الّذي يعتبر كلّ طرف نفسه الضحية الأكبر، بحثت «الدّيار» في عمق القضية مع الأطراف كافة بحثاً عن الثغرات والتقصير الحاصل.

الأهالي لم يكتفوا الأيدي…!

صرخة الأهالي علت على لسان الناشط ويليم بطرس الذي أكّد لـ «الدّيار» أنّ الأزمة ليست وليدة لحظتها، شارحاً: «تعاني شكّا من انقطاع في التيّار الكهربائي كما هي الحال في مُختلف المناطق اللّبنانية، الا أنّ الحال هنا تختلف بحيث أنّ اللّجنة المكلّفة متابعة المولّدات المكوّنة أصلاً من 7 أعضاء، تخطّى عمرها العشر سنوات، وتضمّ اليوم 4 أعضاء فقط بحكم وفاة ومرض الآخرين، ونجد، نحن أهالي شكّا، أنّ هذه اللّجنة غير قادرة على إدارة العمل بالطريقة الصحيحة بحيث أنّها لم تُنجز تغييرات إيجابية تنشل شكّا من أزمتها، وهذه اللّجنة هي بطبيعة الحال مدعومة من البلدية، وقد تكوّنت بعد أن تأسست على أنّها جمعية خيرية لا تبغى الربح!»

ويتابع:» بعد الضغط الذي قمنا به وبعد الإعتصامات التي قمنا بها بسبب التقنين الذي وصل الى 6 ساعات يومياً، لم نلق أيّ ردّة فعل أو وعد من اللّجنة أو من البلدية، لذلك نتطلّع اليوم الى الإعلام لإرسال صوتنا ومطالبنا المحقّة، ونطالب اليوم البلدية بالقيام بالضغط المناسب من أجل تغيير أعضاء اللّجنة لتشمل أعضاء شباب قادرين على التغيير وتنفيذ خطط عديدة تعيدنا الى الطريق السّليم خاصّة وأنّ شكا مصنّفة من المناطق الصناعية الأولى في لبنان وتضمّ أكبر الشركات الصناعية، فنستطيع أن نعوّل على هذه الشركات من أجل إنارة شكا 24/24، إضافة الى تكبير حجم خزّان المازوت الذي يتسّع اليوم 10,000 ليتر مازوت فقط فيما حاجة شكّا أضعاف ذلك يومياً.!»

عضو لجنة المولّدات في شكا غازي أبي بدرا اختصر حديثه لـ «الدّيار» قائلاً:» نقوم باللازم وأكثر من أجل تأمين المازوت، حتّى وصلنا الى درجة «الشحادة» التقنين يجري ما بين 4 و 6 ساعات من أجل إراحة المولّدات وصيانتها ونقول لأهل شكّا أننا في خطر إطفاء المولّدات كُليّاً في حال لم تتوفّر مادة المازوت!»

ما بين صرخة الأهالي وردّ اللّجنة، كان لا بدّ للدّيار من متابعة الموضوع مع البلدية التي تُعتبر السلطة الأولى في المنطقة، حيث نفى نائب رئيس البلدية أنطوان أبي شاهين أن يكون للبلدية أي دور مع لجنة المولّدات لأنها بطبيعة الحال خارج سلطتها وأردف قائلاً:» قانونياً لا حقّ للبلدية بالتدخّل بلجنة المولّدات لأنّها خارجة عن سلطتها القانونية، فاللّجنة في شكّا هي بالأساس جمعية خيرية مُرخصّة، حائزة على رقم ترخيص وعلم وخبر وارتأى القيّمون على المنطقة تسليم هذه اللّجنة زمام أمور المولّدات وهذه هي الحال من أكثر من عشر سنوات وفيما كانت التغطية في شكا مرتكزة على مولّد واحد، أصبح فيها اليوم 7 مولّدات تُغطّي المنطقة بأكملها.المشكلة اليوم على صعيد وطن وليست على صعيد منطقة، وأنا أؤكّد أنّ كلّ الأطراف في شكّا تعمل من أجل تأمين مادّة المازوت وخاصّة البلدية التي يعمل رئيسها يومياً وعلى مدى أكثر من 4 ساعات على تأمين مادة المازوت كي لا نقع بالعتمة وكي تبقى شكا مضيئة كما عهدناها».

وتابع: «المشكلة تفتك بنا جميعاً ولا تميّز بيننا، فلذلك أدعو الجميع للتحلّي بالصبر والتكاتف عوض التخاصم من أجل بناء شكا والمحافظة عليها كما عهدناها، ففي الأزمات التضامن هو الحلّ الوحيد من أجل خلاص الجميع».

لم يعد باستطاعة اللبنانيّ بشكل عام تلقّي الضربات، فبين الكهرباء ومحروقاتها المفقودة وبين رغيف الخبز اللا موجود، والمياه وغيرها، لا لجان تفي بالغرض ولا أفراد، الى متى سيبقى قدر اللبناني أن يكون رهينة سلع من واجبها تسهيل حياته فباتت تُكبّلها الى أجل غير مُسمّى…؟!